كشف زياد الظاظا، عضو المكتب السياسي لحركة "حماس"، عن الأسباب التي أدت إلى فشل جهود مبعوث اللجنة الرباعية الدولية السابق توني بلير في تحقيق أي تقدم بملف "التهدئة طويلة الأمد" في قطاع غزة، بين حماس والجانب الإسرائيلي.
وأكد الظاظا في تصريحات للموقع الإخباري "الخليج أون لاين" أن "بلير لم يقدم لحركة حماس أي إجابات واضحة من قبل الجهات المعنية، حول مطالب وشروط الحركة التي وضعتها مقابل الموافقة على تهدئة تكون ضمن فترة زمنية محددة في قطاع غزة".
وأوضح أن: "الحركة طالبت الوسيط الدولي بملف التهدئة، توني بلير، بتقديم تعهدات "مكتوبة" من قبل الجانب الإسرائيلي والإدارة الأمريكية والوسيط بملف تهدئة غزة مصر، حول رفع الحصار الكامل عن قطاع غزة، بما فيه المعابر والميناء والمطار".
وذكر أن بلير "قدم تعهدات شفوية بهذا الجانب، إلا أن حركة حماس أصرت على أن تكون تلك التعهدات مكتوبة من قبل الجهات المعنية، وتكون قادرة على إجبار الاحتلال الإسرائيلي، والضغط عليه للالتزام ببنود أي اتفاق تهدئة طويلة الأمد في قطاع غزة".
ولفت الظاظا إلى أن حركته "كانت مصرة وطوال المباحثات التي جرت مع بلير، أن تكون هناك موافقة رسمية وبضمانات عربية دولية، قبل التوقيع على أي اتفاق مع إسرائيل"، مشيراً إلى أن الاحتلال تنكر لاتفاق التهدئة الذي جرى توقيعه في القاهرة في (26|8|2014).
وقال: "حركة حماس تتعامل مع ملف التهدئة، وكافة الجهود العربية والدولية التي تبذل بهذا الجانب، بحذر شديد بما يتماشي مع مطالب الشعب الفلسطيني ومقاومته في قطاع غزة".
وذكر أن عدم استجابة الأطراف المعنية لشروط حماس، أوصل جهود بلير برعاية ووساطة ملف التهدئة في قطاع غزة، لطريق مسدود وفشلت كل محاولاته التي استمرت طوال الشهور الأخيرة.
وكشف الظاظا عن وجود وساطات كثيرة من أجل تحريك ملف التهدئة في قطاع غزة. وأوضح أن الاحتلال الإسرائيلي هو من يرسل الوفود من أجل إجراء المشاورات مع حركة حماس لوضع حلول واتفاقيات رسمية في غزة.
وأضاف: "من ضمن تلك الوفود التي تلعب دور الوساطة، رجال أعمال فلسطينيون، وكذلك شخصيات عربية مرموقة، ودولية على رأسها المبعوث الدولي نيكولا ميلادينوف".
وقال: "نيكولا ميلادينوف شخصية تحظى باحترام كبير لدى حركة حماس، وبدأ هذا الرجل فعلياً بإجراء تحركات ولقاءات رسمية، في الرعاية والوساطة بملفات هامة أبرزها التهدئة والموظفون ورفع الحصار، وفتح المعابر الحدودية والمصالحة الداخلية، وإعادة إعمار قطاع غزة".
وأوضح القيادي في حركة "حماس" أن: "جهود ميلادينوف ما تزال مستمرة بهذا الجانب، وتأمل الحركة أن ينجح بتحركاته، بما يتماشى مع المصالح الفلسطينية أولاً، ورفع الحصار كاملاً عن قطاع غزة، وتحسين الأوضاع المعيشية والإنسانية لسكانه".
وأضاف: "ميلادينوف يتمتع بمصداقية جيدة في التعامل مع الملفات الفلسطينية العالقة، وهذا يمكن أن يساعد في تحقيق تقدم إيجابي بأي ملفات تتعلق برفع الحصار عن قطاع غزة، وتنفيذ باقي بنود اتفاق التهدئة الذي جرى توقيعه في العاصمة المصرية".
ولفت الظاظا إلى أن: "حركة حماس ما تزال متمسكة بموقفها بأن أي هدنة أو انفراجة في قطاع غزة، لن تكون على حساب أي تنازل سياسي"، موضحاً أن الحركة "واضحة في تعاملها مع هذا الملف، بما يتوافق مع المصالحة العامة لشعبنا".
وكانت صحف إسرائيلية تحدثت مؤخراً عن وساطة تقودها أطراف عربية ودولية بين حماس واسرائيل، بشأن تهدئة طويلة الأمد في قطاع غزة، وأن حركة حماس تضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق.
يشار أن بلير زار مصر 3 مرات في غضوين الأسبوعين الماضيين قبل الإعلان عن فشل جهوده وهو ما دفع ناشطين لاتهام القاهرة بتخريب جهود هذه الوساطة كونها كانت ستؤدي إلى رفع الحصار عن قطاع غزة وهو عكس رغبة نظام السيسي الذي يسعى لإبقاء ضغوطه على حركة حماس.