نقلت صحيفة تركية الاثنين عن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو قوله إن بلاده لا تزال تعارض أي انتقال سياسي في سوريا يكون فيه دور للرئيس بشار الأسد وجاءت تصريحاته موضحة موقف تركيا فيما يبدو.
وتركيا أشد منتقدي الأسد منذ انزلاق سوريا إلى حرب أهلية في 2011 وتلومه على العنف الذي أودى بحياة مئات الألوف وشرد ملايين آخرين من السوريين وتصر على إزاحته.
لكن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ردد في الأسبوع الماضي الفكرة التي تقول إن الأسد يمكن أن يكون جزءا من فترة انتقالية. وفي وقت لاحق قال إردوغان إن تصريحاته لا تمثل تغييرا في سياسة أنقرة.
وقالت صحيفة حريت إن داود أوغلو الموجود في نيويورك لحضور دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة قال الأحد(27|9) إن تركيا تقبل أي حل سياسي يوافق عليه السوريون لكن يجب ألا يكون الأسد جزءا منه.
ونقلت عنه قوله “مقتنعون بأن بقاء الأسد في السلطة خلال الفترة الانتقالية لن يجعلها انتقالية. نعتقد أن هذا الوضع سيتحول إلى أمر واقع دائم. ما نقتنع به في هذا الشأن لم يتغير.”
وأصرت تركيا منذ وقت طويل على أن إزاحة الأسد ضرورية لحل الأزمة الإنسانية في سوريا. وفي تركيا أكبر تجمع للاجئين في العالم يزيد عدده على مليونين.
وكانت صحف محلية نقلت عن إردوغان قوله الأسبوع الماضي إن “عملية انتقالية بدون الأسد أو بالأسد ممكنة.” لكنه أشار إلى الموقف الذي تتخذه تركيا منذ وقت طويل قائلا “لا يمكن لأحد أن يتصور مستقبل سوريا مع الأسد. ليس ممكنا قبول شخص مسؤول عن قتل ما بين 300 ألف و350 ألف شخص.. (هو) دكتاتور.”
وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لقناة سكاي نيوز التلفزيونية أمس الأحد إن الأسد يمكن أن يكون جزءا من حكومة انتقالية لكن ينبغي ألا يكون جزءا من مستقبل سوريا على المدى الطويل.
وبدأت موجة من التراجعات الدولية في مواقفها اتجاه بشار الأسد الذي يشكل المعضلة الرئيسية أمام وقف الحرب الدامية في سوريا. فبعد نحو 4 سنوات ونصف من رفض دولي يقترب من الإجماع باعتبار الأسد جزءا من المشكلة وليس من الحل أخذت بريطانيا وفرنسا وألمانيا واستراليا ودول أخرى تعرب عن قبولها ببقاء الأسد في مرحلة انتقالية مفترضة يرفض الأسد الاستجابة لمتطلباتها من الأساس.