الأزهر وشيخه أحمد الطيب اللذان بررا على الدوام استخدام العنف ضد الرئيس محمد مرسي وأباح الخروج عليه وإن كان ذلك بالسلاح على اعتبار أن الخروج على الحاكم بالسلاح "معصية" فقط، وهو الذي غطى أكبر مجرزة عرفتها مصر في تاريخها الحديث عندما استهدفت قوات الجيش آلاف المعتصمين السلميين في اعتصام رابعة في أغسطس 2013 - يطالب بحماية آثار مدينة تدمر السورية التي سيطر عليها تنظيم داعش المتطرف.
فقد أعرب الأزهر عن بالغ قلقه من سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) على مدينة تدمر الأثرية في سورية، مطالبا المجتمع الدولي بسرعة التحرك والقيام بدوره للحيلولة دون قيام عناصر التنظيم بطمس المعالم الحضارية والأثرية بالمدينة مثلما فعلوا في مواقع أثرية مماثلة في المناطق التي خضعت لنفوذهم في العراق وسورية وليبيا.
وأكد الأزهر، في بيان صحفي الخميس، أن الدفاع عن المناطق الأثرية من النهب والسلب والدمار هي معركة الإنسانية بأكملها، حيث يجب أن تتكاتف الجهود من أجل حماية المدينة التي تعد أحد أهم وأقدم المواقع الأثرية في الشرق الأوسط من المصير المظلم الذي ينتظرها على يد داعش.
وشدد الأزهر الشريف على أن تدمير التراث الإنساني والحضاري أمر محرم شرعًا، وكذلك التعامل بالتهريب والبيع والشراء في الآثار المنهوبة وهو ما تقوم به هذه الجماعات المتطرفة لتمويل عملياتها الإرهابية.
وأشار الأزهر إلى أن تدمير داعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية للآثار هو تنفيذ لأجندة استعمارية تهدف لإفراغ أوطاننا العربية والإسلامية من مكوناتها التراثية والثقافية والتاريخية.
ويرى مراقبون أن هذه البيانات والدعاوى الدينية تأتي في سياق إظهار النظام المصري الذي يرأسه عبد الفتاح السيسي بأنه نظام متحضر يشارك المجتمع المدني هذه القيم في الوقت الذي يصدر عشرات أحكام الإعدام على معارضين له ويضرب حصارا خانقا على قطاع غزة ليواجه 2 مليون فلسطيني حياة بالغة السوء والقسوة ذهب ضحيتها مرضى لم تسمح لهم مصر بالمرور عبر أراضيها للعلاج في الخارج، فضلا عن سوء معاملته للشعب المصري بصفة عامة كما يؤكد المراقبون الذين اعتبروا أن البشر أهم من الحجر وإن شددوا على رفض المساس بأي آثار في أي مكان .