علق الكاتب الصحفي ونقيب الصحفيين الأسبق المقرب من النظام، مكرم محمد أحمد، على الحملة الجوية التي يشنها "التحالف العشري"، ضد الحوثيين في اليمن، محذرا من دخول قوات برية لليمن.
وقال الكاتب في مقال نشرته صحيفة "الأهرام"، بعنوان" هل تصبح اليمن مرة أخرى فخا لاستنزاف القوات العربية؟!"، "إن هناك مخاوف مصرية وعربية من أن تكون عملية اليمن فخا جديدا يستهدف جر القوات البرية المشتركة إلى عملية استنزاف يطول أمدها، ويتكرر ما حدث للقوات المصرية خلال الستينيات".
وأوضح الكاتب أن تورط القوات المصرية في اليمن، سابقا، بدأ بتدخل عسكرى لقوة مصرية محدودة، ذهبت لمساندة الثورة اليمنية التى قادها عبدالله السلال ضد حكم أسرة حميد الدين، مشيرا إلى أن الكتيبة العسكرية المصرية حوصرت في منطقة رأس العرقوب البالغة الوعورة، الأمر الذي أدى إلى إرسال المزيد من القوات لتبدأ حرب استنزاف طويلة أدت إلى ارتفاع عدد القوات المصرية في اليمن إلى حدود 150 ألفا".
ورأى الكاتب أنه ولأخذ العبر، علينا أن نلقى نظرة سريعة على مسرح عمليات القوات المصرية فى اليمن، التى تركز معظمها في مناطق الشمال أو اليمن الأعلى كما كانوا يسمونه قديما، يعيش فيه قبائل متعددة، يعيشون على الحرب والقتال، يحاربون بعضهم بعضا إن لم يجدوا من يحاربونه في عمليات يسمونها"الخطاط" وهي باختصار "أن تغزو قبيلة قبيلة أخري، تحتل أرضها وتنهب دورها وتسرق بهائمها ولا تغادرها إلا أن تصبح خاوية من عروشها".
ودعا الكاتب إلى حتمية تذكر أن أثمن ما يملكه القبلي اليمني، هو سلاحه الذي يتمثل في بندقيته الآلية "الكلاشنكوف"، منوها إلى أن أسوأ ما ظهر بعد التدخل المصري السابق في اليمن، هو أن أصبحت معظم قبائل الشمال مدججة بالسلاح، يملك بعضها مدرعات ومدافع مضادة للطائرات ونظم اشارة تتمثل فى أجهزة اتصال وانذار.
واستدرك الكاتب، أنه "أيا كان حكم التاريخ على عملية التدخل العسكري المصري في اليمن وآثارها على الهزيمة التي منيت بها مصر إبان العدوان الإسرائيلي عام 67، فالأمر المؤكد أن وجود القوات المصرية لحماية الثورة اليمنية في نقل اليمن من وراء التاريخ ووضعه على مشارف دولة حديثة، لأن القوات المصرية اعتبرت نفسها في مهمة مقدسة لمعاونة شعب شقيق، ولم تتصرف أبدا كقوات احتلال".