يعتزم الرئيس التونسي المنتخب الباجي قائد السبسي القيام بزيارات رسمية لعدد من البلدان العربية وفي مقدمتها الجزائر ودولة الإمارات والمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية خلال الفترة القادمة وذلك من أجل إعطاء دفع جديد للدبلوماسية التونسية وتنشيط العلاقات بعد أن شهدت فتورا جراء سياسات حركة النهضة التي زجت بعلاقات تونس الخارجية في تجاذبات سياسية إقليمية وتدخلت في الشؤون الداخلية لعدة دول.
وذكرت مصادر قيادية في حزب حركة نداء تونس أن قائد السبسي وضع مسألة تنشيط الدبلوماسية التونسية مع عدد من البلدان وخاصة العربية في صدارة أولوياته اقتناعا منه بضرورة أن تستعيد تونس مكانتها وتكسب ثقة أشقائها العرب بعد "الخضات" التي شهدتها علاقة البلاد بدول عربية شقيقة وذات ثقل سياسي واقتصادي نتيجة "الأخطاء الاستراتيجية، التي ارتكبتها حركة النهضة وحليفها الرئيس السابق منصف المرزوقي، حسب زعمها.
وأكدت المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها وفقا لـ "ميدل ايست أونلاين" أن قائد السبسي سيؤدي أول زيارة رسمية له إلى الجزائر ثم تليها زيارات إلى كل من دولة الإمارات العربية والمملكة السعودية وجمهورية مصر العربية التي تعد عمقا عربيا استراتيجيا.
ومنذ الثورة التونسية وفوز حركة النهضة في انتخابات أكتوبر/ تشرين الاول 2011 شهدت علاقات تونس مع عدد من البلدان العربية فتوراً بسبب موقف هذه الدول من الربيع العربي وفوز الإسلاميين.
وخلال حملته الانتخابية وجه قائد السبسي المحسوب على النظام القديم في أكثر من مناسبة انتقادات لاذعة للإسلاميين وللرئيس منصف المرزوقي بشأن ما اعتبره "إدخال علاقات تونس مع عدد من البلدان العربية في تجاذبات سياسية هي في غنى عنها".
ويرى خبراء أن جلب الاستثمارات هو من أهم التحديات التي تواجه تونس ولا يمكن كسبه إلا ببناء علاقات دبلوماسية جديدة على أساس "الثقة" مع عدد من البلدان العربية والغربية لافتين إلى أن "المرحلة الهشة" التي تمر بها البلاد في أمس الحاجة إلى دعم سياسي واقتصادي نظر لأن إمكانيات تونس المادية محدودة في ظل سقف تطلعات مرتفع لدى التونسيين.