تجددت المخاوف حول ترتيبات الخلافة في المملكة العربية السعودية، بعد إخضاع الملك عبدالله لما قال عنها البلاط الملكي إنها "فحوصات طبية"، ما أثار "نرفزة" شديدة في المنطقة.
وتقول كاثرين فيليب مراسلة صحيفة "التايمز" في بيروت، حسب تقريرها الذي نشره موقع "عربي21"، إنه يُعتقد أن عمر الملك يبلغ تسعين عاما، رغم أنه ليس معروفا وقت ولادته تحديدا. ويحكم البلاد منذ عام 2005، رغم أنه كان الحاكم الفعلي لها منذ تعرض الملك فهد لجلطة دماغية في التسعينيات من القرن الماضي.
وتستدرك الصحيفة بأن تقدمه في العمر واستمرار دخوله وخروجه من المستشفى، حيث أخضع لأكثر من عملية جراحية في الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة، أدى إلى زيادة مظاهر القلق حول مصير الدولة النفطية العملاقة.
ويشير التقرير إلى أن مرض الملك جاء في وقت تحاول فيه السعودية استعادة دورها التقليدي في المنطقة ومواجهة التهديد الإيراني. وآخر التحركات السعودية كانت المشاركة في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الدولة الإسلامية.
وكان الملك قد نقل من روضة خريم قرب الرياض إلى مستشفى الملك عبدالله، حسب بيان من القصر، دون تقديم تفاصيل.
وتذكر "التايمز" أن الملك عبدالله هو الخامس من أبناء الملك عبدالعزيز مؤسس المملكة الذين يتولون السلطة من بعده، حيث استمر تداولها بين أبنائه وعددهم كبير، ومعظمهم رحل عن الدنيا أو تقدم في العمر. وتوفي وليا عهد للملك عبدالله، وهما الأمير نايف والأمير سلطان. ويعاني ولي عهده الأمير سلمان من مشاكل صحية، ولهذا قرر الملك في آذار/ مارس تعيين الأمير مقرن وليا لولي العهد في محاولة نُظر إليها على أنها محاولة لتخفيف مشاكل الخلافة، واعترافا بكبر عمر من بقي لهم حق في ولاية العرش.
وتبين فيليب أن الأخبار عن تدهور حالة الملك الصحية قد تزامنت مع تغيبه المستمر عن المناسبات العامة، حيث خضع لعمليتين جراحيتين في ظهره عامي 2011 و2012.
ويتوقع أن يحدث انتقال السلطة في السعودية بطريقة سلسة، لكن الأحداث في السعودية تبقى مثار اهتمام ومراقبة المنطقة وخارجها، خاصة من الولايات المتحدة، بحسب الصحيفة.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن الأخبار عن صحة الملك أدت إلى تراجع التعاملات في الأسواق المالية السعودية وانخفاض الأسهم. ولكنها استعادت عافيتها لاحقا وعوضت خسائرها، وتعاني الأسواق المالية في المنطقة من ركود بسبب انخفاض أسعار النفط.