الكاتب التركي اسماعيل ياشا يحكي قصة طرده من المدينة المنورة حيث قامت السلطات السعودية باخطاره بضرورة المغادرة وأن هناك أمر من وزارة الداخلية صدر بترحيله من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، دون اخطار أو انذار أو مساءلة أو تحقيق، واستغرب "ياشا" صدور مثل هذا القرار في حقه وهو لم يقترف مخالفة وليس له أي نشاط سياسي أو اجتماعي، ولم يرتكب حتى مخالفة مرورية طوال وجوده في السعودية ، وقال "ياشا" لم يتم استدعائي ولا التحقيق معي،، ولم يأت إلى بيتي أحد من رجال الشرطة ولا المباحث، وقال انه فقط "أديب" يكتب ويدون عن مشاعره في الغربة أو في الوطن، ويلتزم بالقوانين ولا ينتمي لحزب ولا جماعة، ولم يكن على ارتباط مع الحكومة التركية أو مؤسساتها ولم يتقاضَ منها قرشا واحدا.
وفجر الكاتب اسماعيل ياشا مفاجأة من العيار الثقيل عن قصة ترحيله بتساؤله هل جماعة فتح الله كولن رجل الدين والمعارض التركي الذي يعيش في الولايات المتحدة اخترقت جهاز المخابرات السعودي وكانت السبب في ترحيله، وقال "ياشا" :كانت جماعة كولن قامت بتهديدي قبل حوالي سنة بأنه سيتم “طردي” من المدينة المنورة وأن الاستخبارات السعودية تراقبني، ولا أدري هل للجماعة يد في ترحيلي أو لا، وإن كانت لها يد فيه فإنه اختراق خطير للأمن السعودي؟
وعن قصة ترحيله يقول: اتصل بي كفيلي في السعودية قبل حوالي ثلاثة أسابيع وأبلغني بأن وزارة الداخلية أصدرت في حقي قرار الترحيل في العاشر من رمضان دون إبداء أي سبب، وذكر فقط أني “غير مرغوب به” في المملكة، وأبلغت فيما بعد أن وزير الداخلية يحق له بناء على مادة نسيت رقمها أن يبعد من يريده من البلاد دون إبداء سبب.
ويضيف "ياشا" قائلا: القرار كان مفاجئا وصادما، وحاولت لأجد له حلا ولكن دون جدوى، وحاولت أن أعرف السبب لأعرف ما هي الجريمة التي ارتكبتها، وهل هي وشاية أم لا، ولكن دون جدوى أيضا. قيل لي من هنا وهناك أشياء كثيرة. أحدهم قال إن السبب قد يكون كتابتي في صحيفة العرب القطرية والآخر زعم أن محتوى مقالاتي وتغريداتي هو السبب. ولعل أطرف تهمة سمعتها وهي وصلت إلي بعد مغادرتي للسعودية هي أني قمت بـ”تحريض النساء على السلطة”. ومن يسمع هذه التهمة قد يعتقد أني قمت بتنظيم مظاهرة، ولكنها في الحقيقة ما هي إلا عدة تغريدات مؤيدة لقيادة المرأة للسيارة فقط لا غير.
ويستطرد اسماعيل ياشا قائلا: لم يكن لي أي نشاط سياسي أو اجتماعي، وأحب الالتزام بالقوانين. ولا أنتمي لحزب ولا جماعة، ولا أرى الانتماء لهما جريمة ولكن حريتي أوسع مما يحدها حزب أو جماعة. ولم أكن على ارتباط مع الحكومة ومؤسساتها ولم أتقاضَ منها قرشا واحدا.