وجّهت مدارس حكومية وخاصة رسائل إلى الطلبة وذويهم تحثّهم على الامتناع عن تناول مشروبات الطاقة خلال فترة الامتحانات، ومنعت إدخالها إلى الحرم المدرسي، مؤكدة أن الاعتقاد بأنها تساعد على زيادة النشاط والتركيز مضلّل، وأن الإفراط في استهلاكها قد يفضي إلى مضاعفات صحية خطرة، خصوصاً إذا تم تناولها بشكل متكرر أو بكميات كبيرة.
وحثّت المدارس أولياء الأمور على متابعة أبنائهم خلال فترة الاختبارات، وتوفير بيئة مناسبة للمذاكرة، والاهتمام بنظامهم الغذائي عبر تقديم وجبات صحية ومتوازنة، وشجعّت الطلبة على الحصول على الطاقة من مصادر طبيعية، مثل العصائر والفواكه والماء، إلى جانب ممارسة نشاط بدني خفيف لتخفيف التوتر وتحسين الذاكرة، وفق ما أوردته صحيفة "الإمارات اليوم".
وأفاد ذوو طلبة بأنهم تلقّوا رسائل تتضمن إرشادات تساعد أبناءهم على التركيز، أبرزها: تجنّب مشروبات الطاقة والاعتماد على بدائل طبيعية. الإكثار من شرب الماء للحفاظ على نشاط الدماغ. تناول وجبات متوازنة لدعم الأداء الذهني. تخصيص فترات استراحة قصيرة تتخللها تمارين بسيطة.
وشدد مختصون في التغذية على أن مشروبات الطاقة تعطي نشاطاً مؤقتاً سرعان ما يتلاشى، وتؤدي إلى انخفاض حاد في القدرة على التركيز والاستيعاب.
وقالوا إن احتواءها على نسب عالية من الكافيين والسكريات قد يسبب اضطرابات في القلب وارتفاع ضغط الدم والأرق والإرهاق، ما ينعكس سلباً على أداء الطالب أثناء المذاكرة أو الامتحان.
وقالت أخصائية التغذية العلاجية منار حامد إن تلك المشروبات ترفع مستويات التوتر وتزيد خفقان القلب وتؤثر في جودة النوم، مؤكدة أنها تمنح “طاقة لحظية” تنتهي بهبوط مفاجئ في التركيز.
وأضافت أن العصائر الطبيعية مثل البرتقال والرمان والليمون تشكّل بدائل صحية ومغذية تمنح طاقة مستدامة دون سكر مضاف أو كافيين، لافتة إلى أن حتى الجفاف الخفيف، الذي قد لا يلاحظه الطالب، يؤثر سلباً في اليقظة والانتباه.
من جهته، أوضح أخصائي التغذية محمد صفوت أن مشروبات الطاقة تقلل ساعات النوم وترفع احتمالية السهر، في وقت يحتاج فيه الطالب إلى ثماني ساعات نوم على الأقل، ليتمكّن الدماغ من تثبيت المعلومات ونقلها إلى الذاكرة قصيرة الأمد.
ونصح بالاعتماد على أغذية طبيعية لزيادة التركيز، وتناول الحليب قبل النوم لتعزيز الراحة الذهنية، مع تجنب الأطعمة المصنعة والإكثار من الماء والبروتينات.
واتفقت مع هذا الطرح أخصائية التغذية جيهان فادي، مشيرة إلى أن القلق المصاحب للامتحانات يدفع بعض الطلبة إلى الاعتماد على مشروبات الطاقة، رغم مخاطرها المحتملة على صحة القلب.
وأكدت أن الإقبال عليها يعود إلى غياب الوعي الكافي بمخاطرها الحقيقية، داعية إلى تعزيز التثقيف الصحي بين الطلبة وأسرهم.