في جلسة حملت هموم أولياء الأمور إلى ساحة النقاش الوطني، طرحت عضوة المجلس الوطني الاتحادي آمنة علي العديدي سؤالاً مباشراً على "سارة بنت يوسف الأميري" وزيرة التربية والتعليم، حول ملف أثار الكثير من الجدل في السنوات الأخيرة: "معادلة شهادات النقل بين المنهج البريطاني والمنهج الحكومي أو الأمريكي".
تساؤلات أولياء الأمور… وتفاوت القرارات
وأوضحت العديدي، خلال تلاوة سؤالها، أن عدداً من أولياء الأمور واجهوا إشكالات عند نقل أبنائهم من مدارس تتبع المنهج البريطاني إلى أخرى تعتمد المنهج الوزاري أو الأمريكي، مشيرة إلى غياب الوضوح في آلية المعادلة وصدور قرارات متباينة لحالات متشابهة، ما تسبب في حالة من القلق والارتباك لدى الأسر.
وطالبت بأن تكون إجراءات المعادلة "معلنة وواضحة وموحدة"، بما يضمن استقرار المسار التعليمي للطلبة، ويمنح أولياء الأمور القدرة على اتخاذ قرار واعٍ بشأن انتقال أبنائهم بين المناهج المختلفة.
فروقات واضحة بين المناهج"
سارة الأميري قدمت في ردّها شرحاً تفصيلياً للفروقات البنيوية بين المنهجين البريطاني والأمريكي، سواء في سن القبول أو عدد سنوات الدراسة. وأشارت إلى أن هذه الفروقات سبق توضيحها في القرار الوزاري رقم (24) لسنة 2021 المتعلق باحتساب سن القبول.
وأكدت أن إجراءات معادلة الشهادات واضحة ومعتمدة، إلا أن بعض الإرباك الذي واجه الأسر ناتج عن "ممارسات خاطئة" من قبل بعض المدارس الخاصة في إصدار التسلسل الدراسي الصحيح للطلبة.
وأعلنت الأميري أن الوزارة عمّمت في بداية العام الدراسي (التعميم الإداري رقم (1) لسنة 2024) على الجهات التعليمية والمدارس الخاصة لضمان توحيد الإجراءات ومنع التفاوت في قرارات النقل بين المناهج.
مطالبات بوضوح أكبر
في تعقيبها، ثمّنت العديدي تجاوب الوزيرة، لكنها أكدت أن الواقع يعكس حاجة ملحة إلى إعلان جداول المعادلة بشكل واضح ومبكر، مشيرة إلى أن بعض الطلبة تأخروا في الالتحاق بالدراسة لمدة شهر أو أكثر بسبب غياب المعلومات.
وأضافت أن أولياء الأمور يطالبون بالحصول على جدول معادلة المواد والسنوات والتوقيع عليه في بداية العام الدراسي، لتفادي أي قرار مفاجئ قد يربك مسار أبنائهم.
ولفتت إلى أن المشكلة الأبرز التي تركت أثراً نفسياً على الطلبة هذا العام كانت التباين في قرارات المعادلة، إذ شهدت حالات لطلبة درسوا المواد نفسها في المرحلة نفسها لكنهم حصلوا على "قرارات مختلفة" بشأن النقل.
"حملة توعوية واسعة"
واختتمت سارة الأميري النقاش - حينها - بالتأكيد على أن الوزارة أخذت جميع الملاحظات بعين الاعتبار، وأنها ستطلق بالتعاون مع الجهات التعليمية المحلية حملة توعوية لأولياء الأمور، بالتزامن مع مرحلة إعادة تسجيل الطلبة للعام الدراسي 2025/2026، بهدف تعزيز الوضوح ومنع تكرار الإرباك.
يذكر أن الانتقال من المنهج البريطاني إلى الأمريكي داخل الدولة، يحتاج إلى شهادة انتقال موثقة من المدرسة البريطانية. ولا يتطلب الانتقال حتى الصف الثامن/السنة التاسعة معادلة رسمية، حيث تكتفي المدارس بشهادة الانتقال الموثقة. أما في الصفوف الأعلى، فيجب الحصول على معادلة الشهادة من وزارة التربية والتعليم.