في خضم تصاعد التوترات الإقليمية، أجرى وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، اتصالًا هاتفيًا مع رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء عبد الرحيم موسوي، لبحث سبل التعاون العسكري بين البلدين، ومناقشة آخر مستجدات الأوضاع الأمنية في المنطقة.
وأوضح الأمير خالد بن سلمان، في منشور على منصة "إكس"، أن الاتصال تناول العلاقات الثنائية بين السعودية وإيران في المجال الدفاعي، إضافة إلى استعراض الجهود المشتركة لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
ويأتي هذا التواصل العسكري المباشر بين الرياض وطهران بعد أيام من اندلاع مواجهة عسكرية غير مسبوقة بين إيران و"إسرائيل"، استمرت 12 يومًا منذ 13 يونيو الجاري، وانتهت باتفاق لوقف إطلاق النار بعد أن أثارت مخاوف من انزلاق المنطقة إلى صراع واسع النطاق.
وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قد تلقى الثلاثاء الماضي اتصالًا من الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، أكد فيه الجانبان دعمهما لاتفاق التهدئة بين طهران وتل أبيب، وأملاً مشتركًا في أن يسهم في إعادة الاستقرار وتفادي التصعيد.
من جانبه، شكر الرئيس الإيراني المملكة على موقفها المندّد بالتصعيد الإسرائيلي، وأثنى على جهود ولي العهد في دفع مساعي التهدئة بالمنطقة.
وفي تصريحات نقلتها وكالة "تسنيم" الإيرانية، جدّد بزشكيان استعداد بلاده لحل الخلافات مع الولايات المتحدة ضمن الأطر الدبلوماسية والدولية، مؤكدًا أن طهران لا تطالب سوى بحقوقها المشروعة، وترحّب بأي دعم من الدول "الشقيقة والصديقة" في هذا السياق.
ويُنظر إلى هذا الانفتاح المتبادل بين السعودية وإيران، لا سيما في المجال الدفاعي، كمؤشر على تزايد الرغبة لدى الجانبين في بناء أرضية مشتركة تساهم في كبح جماح التوترات التي تهدد أمن المنطقة.