أجرى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ونظيره الأمريكي دونالد ترامب مباحثات في "قصر الوطن" بالعاصمة أبوظبي مساء أمس الخميس، وذلك خلال المحطة الثالثة والأخيرة من الجولة الخليجية لترامب، التي شملت السعودية وقطر قبل وصوله إلى الإمارات.
وناقش الجانبان خلال اللقاء آفاق التعاون الثنائي وفرص توسيع شراكتهما الاستراتيجية، خاصة في مجالات الاستثمار والتكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي والصناعات.
وأكد رئيس الدولة، عبر منصة "إكس"، أن المباحثات مع ترامب ركزت على تعزيز الشراكة الإماراتية-الأمريكية المستقبلية، قائلاً: "ترتبط دولة الإمارات والولايات المتحدة بعلاقة تحالف استراتيجي وصداقة تاريخية تمتد لأكثر من خمسين عاماً، تقوم على توجه مشترك لتعزيز الازدهار لبلدينا وشعبينا ودعم الاستقرار والسلام والتنمية في المنطقة والعالم".
وأضاف: "الإمارات حريصة على تعميق هذه العلاقة لمصلحة الجميع".
كما أعلن عن خطة استثمارية مشتركة بين البلدين بقيمة 1.4 تريليون دولار على مدى العقد المقبل، بهدف دفع عجلة التنمية في قطاعات حيوية مثل الطاقة النظيفة والتكنولوجيا والبنية التحتية.
من جانبه، أشاد الرئيس الأمريكي بالعلاقات الثنائية، مؤكداً أن "العلاقات بين الولايات المتحدة والإمارات ستكون أفضل وأقوى"، معرباً عن تفاؤله بمستقبل الشراكة الاقتصادية والأمنية.
وقبل انطلاق المباحثات الرسمية، زار ترامب جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي، حيث كان في استقباله صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، بحسب ما بثته القنوات التلفزيونية المحلية مباشرةً.
وشهدت الجولة الخليجية لترامب، التي بدأت من السعودية ثم قطر، توقيع سلسلة اتفاقات دفاعية وتجارية، فيما مثلت الإمارات المحطة الأخيرة التي اختتمت بها أول جولة خارجية لترامب خلال ولايته الرئاسية الثانية التي بدأت في يناير 2023.
وأشار ترامب إلى أنه قد يغادر بعد الجولة إلى "وجهة غير معلومة"، لكنه لم يستبعد العودة مباشرةً إلى واشنطن.
ووفقاً لسفارة الولايات المتحدة ي أبوظبي، فإن هذه الزيارة هي الأولى لرئيس أمريكي للإمارات منذ 17 عاماً، بعد زيارة الرئيس السابق جورج بوش الابن في يناير 2008.
كما شهدت المباحثات توقيع اتفاقيات في مجالات الأمن والذكاء الاصطناعي والتجارة، في خطوة تهدف إلى تعزيز التعاون في مواجهة التحديات الإقليمية والعالمية.
يُذكر أن الجولة الخليجية للرئيس الأمريكي اقتصرت على ثلاث دول، حيث بدأت الثلاثاء الماضي في السعودية، تلتها قطر، قبل أن تنتهي في أبوظبي اليوم الجمعة، مع تركيز واضح على تعزيز التحالفات الاقتصادية والأمنية في ظل المتغيرات الجيوسياسية الحالية.