أحدث الأخبار
  • 11:54 . تبريرات فوق أشلاء الفلسطينيين.. كيف دافع المقرّبون من أبوظبي عن لقاء عبدالله بن زايد ونتنياهو؟... المزيد
  • 09:05 . المقاومة تعلن قتل جنود إسرائيليين في عمليات متصاعدة بمدينة غزة... المزيد
  • 08:54 . حمد بن جاسم: من دمر غزة هو المسؤول عن إعادة إعمارها... المزيد
  • 08:37 . تشاد.. شركة إماراتية تدشن مشروع تزويد 274 ألف منزل بالكهرباء النظيفة... المزيد
  • 08:25 . الإمارات تبحث مع كندا تعزيز التعاون بقطاعات الطيران واللوجستيات... المزيد
  • 07:57 . الكنيست الإسرائيلي يصادق على تمرير مشروع قانون يتيح إعدام الأسرى الفلسطينيين... المزيد
  • 07:11 . عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة تحذر نتنياهو من عرقلة خطة ترامب... المزيد
  • 01:02 . الرابطة الإماراتية لمقاومة التطبيع: أي لقاء مع ممثلي الاحتلال سيظل وصمة عار تاريخية... المزيد
  • 12:44 . توقعات بزيادة 64 ألف وحدة عقارية في أبوظبي بحلول 2028... المزيد
  • 12:28 . وزير خارجية مصر: لا أمن لـ"إسرائيل" إلا بأمن الآخرين... المزيد
  • 12:23 . إيران تندد بإعادة فرض العقوبات الأممية وعملتها تهبط لأدنى مستوى... المزيد
  • 12:10 . واشنطن بوست تكشف تفاصيل جديدة عن مقترح ترامب لوقف الحرب في غزة... المزيد
  • 11:08 . رئيس كولومبيا بعد إلغاء تأشيرته: أميركا لم تعد تحترم القانون الدولي... المزيد
  • 10:57 . السعودية تدعو لتحرك دولي لوقف العدوان على غزة... المزيد
  • 10:53 . اتهامات لبريطانيا بالتواطؤ مع أبوظبي في غسل أموال لقوات الدعم السريع... المزيد
  • 09:17 . السعودية تبدأ استقبال طلبات لتشغيل المركبات ذاتية القيادة... المزيد

صحّ النوم يا أستاذ

د. يوسف الشريف
الإمارات اليوم – الإمارات 71 الكـاتب : يوسف الشريف
تاريخ الخبر: 13-05-2025

ما زلنا نجد - للأسف - بعض الأساتذة في الجامعات والمدارس يرفضون اعتماد الطلبة على الذكاء الاصطناعي، وكأنهم لم يدركوا بعد أننا في زمن تجاوز مرحلة السؤال عن مشروعية استخدامه، إلى ضرورة تطوير طرق الاستفادة منه.

صحّ النوم يا أستاذ.. فالطالب الذي يعيش في عالم تُدار فيه الجيوش والأسواق والمختبرات بأوامر ذكية، لن يُصدّق أن أستاذه يطالبه بعدم استخدام أدوات الواقع، ليُرضي خيال الأستاذ فقط عن "الجهد الشخصي".

إن المفارقة العجيبة أن جيلنا - نحن الذين تجاوزنا الـ50 والـ60 - أصبح يتعامل مع الذكاء الاصطناعي بحرفية في إعداد البحوث، وتنظيم الجداول، وتخطيط المهام، بل حتى في ترتيب الموازنات واتخاذ القرارات، بينما يُمنع منه الطالب الذي لم يعرف الحياة إلا بوجود هذه الأدوات، فهل المطلوب أن يعود للورقة والقلم؟ أم أن نعيد تعريف "الجهد العقلي" ليصبح أعمق من الحفظ، وأوسع من النسخ، وأذكى من تكرار الحلول؟

لا نلوم الطالب حين يطلب من الذكاء الاصطناعي إجابة مسألة أو تلخيص فكرة، لأن الأذكى هو من يسأل بشكل صحيح، ويقيّم ما يُقدّم له، ثم يُعيد بناءه بطريقته، بل التحدي الحقيقي هو كيف نُطوّر تفكير هذا الجيل لما بعد الذكاء الاصطناعي، لا أن نُحطّم أدمغته على بوابة المنع والتخويف والتوبيخ.

لقد أعلنت الإمارات تدريس مادة الذكاء الاصطناعي في كل المراحل الدراسية بدءاً من العام المقبل، وهذه خطوة أولى موفّقة، فالذكاء الاصطناعي ليس مجرد مادة، بل وسيلة حياة، ويجب أن يدخل في كل المواد، وأن يُعاد تعريف دور المدرّس ليصبح مشرفاً وموجهاً ومقوماً، لا ناقل معلومة ولا حارس بوابة.

الدولة سبّاقة، والجهات المسؤولة واعية، وقد أعلنت وزارة الذكاء الاصطناعي منذ عام 2017، وها نحن اليوم من بين الدول الخمس الأولى عالمياً في تنافسية الذكاء الاصطناعي، لكن التعليم - في بعض زواياه - مازال يغط في سبات عميق عن هذا التقدّم، ويتأخر بخطوات كانت كفيلة بأن تختصر على الطلبة سنوات من التفكير النمطي.

يُذكرني إصرار بعض الأساتذة على منع الذكاء الاصطناعي، بذلك المعلم في القرن الـ19 الذي كان يوبّخ طلابه على استخدام القلم، مصراً على الدواة والريشة.

لنُعِد تعريف التعليم، ولنُعِد توزيع الأدوار: الطالب ليس متهماً، والأستاذ ليس خصماً، والذكاء الاصطناعي ليس خصماً للطرفين، بل هو أداة تنتظر من يُحسن الإمساك بها وتوجيهها والبناء بها.