أحدث الأخبار
  • 08:52 . إيران تفرج عن ناقلة نفط احتجزتها قبالة الإمارات... المزيد
  • 07:12 . ولي العهد السعودي يزور الكونجرس الذي طالب بمساءلته قبل سنوات... المزيد
  • 06:21 . مركز حقوقي يطالب السلطات السورية بالكشف فورا عن مصير المعتقل جاسم الشامسي... المزيد
  • 01:07 . إعلام أمريكي: ترامب يفوض الاستخبارات بتنفيذ عملية سرية بفنزويلا... المزيد
  • 01:05 . الأمم المتحدة: 96% من سكان غزة يواجهون مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي... المزيد
  • 01:00 . رئيس الدولة ونظيره الكوري يشهدان توقيع عدة مذكرات تفاهم تشمل الذكاء الاصطناعي والفضاء والطاقة النووية... المزيد
  • 12:55 . بعد ضياع حلم التأهل للمونديال.. 10 لاعبين مجنسين وجمهور يتساءل: أين هوية منتخبنا؟... المزيد
  • 11:43 . مركز حقوقي: مصير الناشط جاسم الشامسي ما يزال مجهولاً بعد اختفائه القسري في دمشق... المزيد
  • 11:16 . ولي العهد السعودي يقول إن المملكة ستطبع مع الاحتلال "في أقرب وقت ممكن"... المزيد
  • 10:31 . "الأبيض" يسقط أمام العراق في الوقت القاتل ويفشل في بلوغ الملحق العالمي لمونديال 2026... المزيد
  • 09:24 . "طيران الإمارات" تعلن إيقاف رحلاتها إلى سوريا "لأسباب تجارية"... المزيد
  • 08:02 . رويترز: محمد بن سلمان يعتزم الضغط على ترامب للتدخل لإنهاء حرب السودان... المزيد
  • 01:37 . طريق المونديال يمر من البصرة… "الأبيض" يطارد الأمل الأخير... المزيد
  • 12:20 . "الأرصاد": انخفاض تدريجي في درجات الحرارة خلال الأسبوع الجاري... المزيد
  • 12:06 . "العدل" تعتمد ستة شروط لترخيص مراكز الوساطة وتحدد سقف أتعاب الوسطاء بـ5%... المزيد
  • 11:27 . المستشار الزعابي: اختفاء الشامسي يحمل كل مؤشرات الإخفاء القسري.. ودمشق تتهرب من تقديم رواية قانونية... المزيد

"نيويورك تايمز": منصور بن زايد يقود أدواراً سرية ومؤثرة في حروب المنطقة بعيداً عن أضواء الرياضة

متابعة خاصة – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 01-07-2025

في تقرير موسّع أعده ديكلان وولش وطارق بانجا، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز"، عن أدوار معقدة وواسعة النطاق يلعبها الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، تتجاوز ملكيته لنادي مانشستر سيتي الشهير، وتمتد إلى عمق الصراعات المسلحة في الشرق الأوسط وأفريقيا، ولا سيما السودان.

وبحسب الصحيفة، فإن الشيخ منصور، الذي يُعرف في الغرب بجمعه لليخوت وخيول السباق، يُنظر إليه في دوائر دبلوماسية واستخباراتية كـ"العقل المدبر" لسياسات إماراتية حساسة تُدار في الظل. فقبل اندلاع الحرب الأهلية في السودان عام 2023، كان قد استقبل الجنرال محمد حمدان دقلو (حميدتي)، زعيم قوات الدعم السريع، في قصره، حيث سبق أن رافقه في زيارة لمعرض تسليح.

جهود إنسانية بغطاء عسكري

وعندما اندلعت الحرب، تقول الصحيفة إن جمعيات تابعة للشيخ منصور أنشأت مستشفى ميدانيًا في السودان بدا ظاهريًا أنه لأغراض إنسانية، لكنه كان في الحقيقة واجهة لنقل طائرات بدون طيار وأسلحة متقدمة لقوات حميدتي، بحسب مسؤولين أمريكيين ودوليين. وتُتهم هذه القوات بارتكاب مجازر وجرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك اغتصاب جماعي وإبادة.

ورغم نفي أبوظبي تسليح أي من أطراف الصراع، اعترضت الولايات المتحدة مكالمات هاتفية منتظمة بين الشيخ منصور وقادة الدعم السريع، ما عزز شكوك واشنطن حول دور الشيخ في تسليح الجنرال السوداني، الأمر الذي أسهم في تأجيج أزمة إنسانية وشيكة تلامس المجاعة، بحسب التقرير.

رجل الظل في السياسة الإقليمية

وتضيف نيويورك تايمز أن الشيخ منصور، ورغم شهرته الرياضية، ظل شخصية غامضة ونادر الظهور، ويتجنب الإعلام والدبلوماسيين الغربيين. لكنه وُصف من قبل أكثر من 12 مسؤولًا أمريكيًا وعربيًا وأفريقيًا بأنه أحد أبرز من يقودون جهود بلاده لتوسيع النفوذ في أفريقيا والشرق الأوسط، عبر تحالفات استراتيجية مع أمراء حرب وأنظمة سلطوية، لا سيما في ليبيا والسودان، كجزء من خطة إماراتية للسيطرة على موانئ ومعادن استراتيجية ومواجهة الحركات الإسلامية.

لكن دوره، بحسب الصحيفة، لا يزال ضمن إطار التوجيه من الحاكم الفعلي للبلاد، الشيخ محمد بن زايد، الذي يعهد لأخيه الأصغر بأدوار بعيدة عن الأضواء لكنها حيوية.

"الموجّه في الظل"

أندرو ب. ميلر، دبلوماسي أمريكي سابق، قال للصحيفة إن الشيخ منصور هو "المدبر والموجه، يذهب حيث لا تذهب الأضواء، لكنه ينجز ما يهم الإمارات".

وأضاف ستة مسؤولين آخرين توصيفات مماثلة، مؤكّدين الدور المحوري له في ملفات سياسية حساسة.

مانشستر سيتي والواجهة الناعمة

وبينما لعب الشيخ منصور دوراً بارزاً في ترسيخ القوة الناعمة لأبوظبي عبر الاستثمار في الرياضة والثقافة، يبقى شغفه بكرة القدم محل تساؤل. ف

منذ شرائه نادي مانشستر سيتي عام 2008، لم يحضر سوى مباراتين فقط، ورغم ذلك، تحوّل النادي إلى منصة سياسية، حيث استُخدم في حملات دعاية استهدفت قطر، وفق ما نقلته الصحيفة.

ويتزامن هذا الدور الرياضي مع اتهامات موجهة لمانشستر سيتي في بريطانيا بارتكاب مخالفات مالية واسعة، وقد تصل العقوبات إلى خصم النقاط أو سحب الألقاب.

وترى صحيفة "نيويورك تايمز"، أن هذه الاتهامات تمثل لحظة محاسبة غير مسبوقة للشيخ منصور، الذي اعتاد العمل في الظل.

نقطة تحوّل بعد الربيع العربي

وترى الصحيفة أن الربيع العربي عام 2011 شكّل تحولًا استراتيجيًا في سياسة الإمارات، حيث تبنّت نهجًا تدخليًا لمواجهة صعود الإسلاميين. وتولى الشيخ منصور، بأوامر من شقيقه، مهمة إدارة العلاقات مع حلفاء إماراتيين مثيرين للجدل، كخليفة حفتر في ليبيا وحميدتي في السودان.

وقد ارتبط اسمه بتدفق أسلحة إماراتية إلى مناطق النزاع، في خرق للحظر الدولي، كما دعمت الإمارات مجموعات مرتزقة مثل فاغنر الروسية في ليبيا.

السودان... البؤرة الجديدة

ويشير التقرير إلى أن اهتمام الإمارات تحول لاحقًا نحو السودان، حيث جرى استمالة الرئيس السابق عمر البشير إلى المحور الإماراتي، وهو ما تُوج بدعمه اقتصاديًا وعسكريًا.

لكن الرهان الحقيقي كان على حميدتي، الذي قاتل لصالح الإمارات في اليمن، وأدار أعمالًا تجارية في أبوظبي تتعلق ببيع الذهب وشراء السلاح.

وتؤكد الصحيفة أن أبوظبي قدمت له الملاذ والدعم اللوجستي، وساعدته على تأسيس شبكة تسليح انطلاقًا من قاعدة في تشاد. وتقول إن جمعيات يسيطر عليها الشيخ منصور لعبت دورًا مباشرًا في دعم تلك العمليات.

ضغط أمريكي متزايد

وبحسب التقرير، فإن القلق في واشنطن من الدور الإماراتي في السودان وصل إلى الكونغرس، حيث وصف مسؤولون، بمن فيهم السيناتور ماركو روبيو، الدعم الإماراتي لقوات الدعم السريع بأنه "تمويل لإبادة جماعية". وظهرت دعوات متزايدة لوقف مبيعات السلاح لأبوظبي.

وفي محاولة لكبح التدخل الإماراتي، واجه المبعوث الأمريكي إلى السودان، توم بيرييلو، الشيخ منصور بشكل مباشر خلال لقاء في أبوظبي عام 2024، لكنه تهرّب من المسؤولية وألقى باللوم على خصوم حميدتي، بحسب مسؤول أمريكي.

ترى نيويورك تايمز أن الشيخ منصور بن زايد، الذي يسيطر على مؤسسات حيوية كالبنك المركزي وشركة النفط الوطنية وشركة مبادلة، شكّل مع شقيقه شبكة نفوذ تمتد من الملاعب الأوروبية إلى جبهات القتال الأفريقية، لكن السرية التي لطالما أحاطت به بدأت تتآكل تحت ضغط الحرب والتدقيق الدولي.

وبحسب التقرير، فإن الثمن السياسي لتلك السرية – المموّلة بثروات طائلة – قد يكون آخذًا في التبلور، حيث يقف الشيخ منصور اليوم في مواجهة أسئلة صعبة لم يعد بالإمكان تفاديها.