10:38 . الاحتلال الإسرائيلي يعلن التصديق على اتفاق اقتصادي جديد مع أبوظبي... المزيد |
07:57 . الغارديان: تقرير أممي سري حول دور أبوظبي في حرب السودان... المزيد |
11:37 . لأول مرة.. الجامعة القاسمية تفتح باب القبول لبرنامجي ماجستير في اللغة العربية والفقه وأصوله... المزيد |
11:36 . حماس تعلن أنها سترد على اقتراح لوقف النار تسلمته من الوسطاء... المزيد |
11:34 . طهران: المحادثات النووية الإيرانية الأمريكية المقبلة ستعقد مجددا في عُمان... المزيد |
11:04 . غوتيريش يندد باستمرار تدفق الأسلحة والمقاتلين إلى السودان... المزيد |
11:03 . الجزائر تطرد 12 دبلوماسيا فرنسيا "غير مرغوب فيهم"... المزيد |
10:57 . "وول ستريت جورنال": أبوظبي تطرح على الأمريكيين فكرة اجتياح مناطق سيطرة الحوثيين برياً... المزيد |
12:35 . من أبوظبي إلى تل أبيب.. حين يتلألأ الألماس على حساب الدم الفلسطيني... المزيد |
11:11 . السودان ينفي سعيه للتطبيع مقابل التهدئة مع أبوظبي والدعم الأمريكي... المزيد |
08:06 . زيارة الشرع إلى الإمارات.. تعميق للعلاقات وتغيير لوجهات النظر... المزيد |
07:56 . خلال زيارة السيسي.. مصر وقطر توقعان اتفاقية استثمار بـ7.5 مليار دولار... المزيد |
12:21 . الإمارات تدين بشدة هجوم الدعم السريع على مخيمات النازحين في الفاشر... المزيد |
11:46 . تحركات إيرانية مكثفة مع الخليجيين غداة المحادثات مع واشنطن... المزيد |
09:07 . ناشئو الإمارات يودعون كأس آسيا من ربع النهائي... المزيد |
08:49 . الاحتلال يوسع الاقتحامات بالضفة ويجبر المزيد من الفلسطينيين على إخلاء منازلهم... المزيد |
- كيف ساهمت أبوظبي في تعزيز تجارة الاحتلال من الألماس؟
سرّعت في توقيع اتفاقية تجارة الألماس لتُسهل بذلك عملية شحنه بشكل مباشر بعد أن كان يتم عبر دول أخرى.
- ما مدى تأثير تجارة الألماس على التبادل التجاري بين الجانبين؟
تمثّل حوالي ثلثيّ إجمالي التبادل التجاري السنوي بين أبوظبي والاحتلال الإسرائيلي.
- بكم يساهم الألماس في دعم جيش الاحتلال؟
يساهم بنحو مليار دولار سنويا في وزارة الدفاع الإسرائيلية.
في الوقت الذي لا تزال فيه غزة ترزح تحت القصف الإسرائيلي المتواصل، وتُسجل أعداد الشهداء من المدنيين أرقاماً مفجعة، تنشط خلف الكواليس شبكة علاقات تجارية تموّل بشكل مباشر وغير مباشر آلة الحرب الإسرائيلية والمستوطنات في الضفة الغربية.
من بين هذه العلاقات، تبرز "تجارة الألماس" بين أبوظبي والاحتلال الإسرائيلي، التي تمثل إحدى أبرز صور "التطبيع الاقتصادي المُربح" الذي يضخ مليارات الدولارات في خزينة الاحتلال، في وقت يعاني فيه قطاع غزة، وفلسطين عموماً، من حصار ودمار شامل.
لطالما كان الألماس عنصراً رئيسياً في الاقتصاد الإسرائيلي، وتُشكّل تجارته جزءاً هاماً من اقتصاد اليهود تاريخياً، وتضاعف عقب احتلال فلسطين عام 1948. وتعد دولة الاحتلال لاعباً مهماً في إنتاج قطع الألماس بالجُملة، ولديه بورصة رئيسية لتجارته في مدينة رامات غان، والتي تعد مركزاً تجارياً عالمياً، وواحدة من أكبر بورصات الألماس وأكثرها نفوذاً في العالم.
ومثّلت تجارة الألماس إحدى أهم النقاط التي شكلت حلقة وصل بين أبوظبي والاحتلال الإسرائيلي، حيث شكلت خلال سنوات التطبيع الأولى أكثر من ثلثي إجمالي حجم التبادل التجاري، وتزايدت بشكل ملحوظ بتسهيل إماراتي كبير.
وارتفعت تجارة الإمارات من الألماس الخام خلال عامين ونصف فقط من توقيع اتفاقية التطبيع بنسبة 72٪، والألماس المصقولة بنسبة 50٪، حيث كان التطبيع أحد العوامل الرئيسية لهذا الارتفاع.
تاجر ألماس يهودي في مدينة رامات غان شرق "تل أبيب" - فرانس برس
فكيف سهلت أبوظبي تدفق الألماس إلى "إسرائيل"؟
تشير التقارير إلى أن تجارة الألماس بين أبوظبي والاحتلال الإسرائيلي ليست حديثة عهد تولّدت خلال السنوات الأخيرة، بل تنامت بشكل سري على مدى عقدين من الزمان قبل إعلان اتفاق التطبيع في سبتمبر 2020، حيث يقف وراء ذلك التواصل السري أحمد بن سليم، المدير التنفيذي لمركز دبي للسلع المتعددة، والرئيس التنفيذي لبورصة دبي للألماس، كما تفيد وسائل الإعلام العبرية.
وقبل التطبيع، كانت شركات الألماس الإسرائيلية تضطر إلى اتباع طرق غير مباشرة (مثل أوروبا أو آسيا) لتوصيله إلى الإمارات، لكن اتفاقية التطبيع فتحت الباب أمام الشحنات المباشرة من الألماس الخام والمصقول، مما قلل التكاليف والوقت على تجار الألماس الإسرائيليين.
إضافة إلى ذلك، أدت اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين أبوظبي والاحتلال الإسرائيلي، التي تم التوقيع عليها في مايو 2022، ودخلت حيز التنفيذ في أبريل 2023، إلى إلغاء الرسوم الجمركية على الألماس، لتجعل من أبوظبي من نفسها مركزاً لتسهيل عبوره إلى دولة الاحتلال.
عقب توقيع اتفاقية التطبيع، لم تتأخر أبوظبي كثيراً في إخراج تجارة الألماس مع الاحتلال إلى العلن، فقد وقعت اتفاقية لتعزيز التجارة بين بورصة الألماس الإسرائيلية وبورصة دبي للألماس، في 17 سبتمبر 2020، بعد يومين فقط من توقيع اتفاقية التطبيع.
وفي إطار هذه الاتفاقية، افتتحت بورصة دبي مكتبها في رامات غان في العام نفسه، بينما افتتحت بورصة الألماس الإسرائيلية مكتبها في دبي في فبراير2022 وأعلن رسمياً عنه بحلول نهاية العام، لتصبح الإمارات بذلك بوابة رئيسية لتوريد الألماس الخام إلى "إسرائيل"، ومنفذاً إستراتيجياً لإدارة الألماس القادم من أفريقيا، بعيداً عن الرقابة الدولية.
عزز ذلك مكانة "إسرائيل" كواحدة من أكبر مراكز صناعة الألماس في العالم؛ ما ساهم بشكل مباشر في دعم الاقتصاد الإسرائيلي، إذ تُعتبر تجارة الألماس من المصادر الرئيسية للموارد المالية التي تُموَّل منها المؤسسات الحكومية الإسرائيلية، بما فيها المؤسسة العسكرية التي تفتك الأسلحة بأرواح الأطفال والنساء والرجال الفلسطينيين.
وحتى نهاية 2022، كانت هناك ٧٨ شركة إسرائيلية تتواجد في مركز دبي للسلع المتعددة، ثلثها يعمل في مجال الألماس، بحسب تصريحات رئيس بورصة دبي للألماس أحمد بن سليم، الذي كشف أنه ظل يتردد على "إسرائيل" منذ عام 2001 لتعزيز تجارة الألماس.
وفي ظل استمرار العدوان على غزة، تبدو تجارة الألماس بين أبوظبي والاحتلال أكثر من مجرد تجارة أحجار ثمينة، بل تُمثل نموذجاً واضحاً حول كيف يمكن أن تُستخدم العلاقات الاقتصادية في تغذية القتل وتمويل آلته.
أحمد بن سليم (وسط الصورة) في افتتاح مكتب بورصة الألماس الإسرائيلية في بورصة ألماس دبي - فبراير 2022
إذن.. كم بلغت تجارة الألماس بين أبوظبي والاحتلال؟
تُظهر البيانات المتاحة أن تجارة الألماس بين الجانبين ليست رمزية، بل ذات طابع إستراتيجي؛ ففي عام 2021، صدّرت دولة الاحتلال ما قيمته 188 مليون دولار من الألماس الخام إلى الإمارات، بينما استوردت منها ما قيمته 244 مليون دولار، وهو ما يمثل 11.8% من إجمالي وارداتها من الماس الخام في ذلك العام.
أما في عام 2022، بلغت قيمة تجارة الألماس بين الجانبين 1.75 مليار دولار، بنسبة ارتفاع بلغت 163% عن العام السابق 2021، وفقا لإحصائيات أصدرها مركز دبي للسلع المتعددة.
ورغم انخفاض حجم تجارة الألماس الخام في "إسرائيل" عام 2023، إلا أن إحصائية إسرائيلية كشفت أن تجارة الألماس مع الإمارات خلال نفس العام كانت تمثل 27٪ من إجمالي واردات وصادرات الاحتلال الإسرائيلي.
وفي مارس 2024 لوحده، وفي خضم الحرب الصهيونية على قطاع غزة، والمقاطعة الاقتصادية الشديدة التي تلقاها الاحتلال الإسرائيلي، استوردت "تل أبيب" من الإمارات ألماساً خاماً بقيمة 57 مليون دولار، ما يُمثل 51% من وارداتها لذلك الشهر فقط، في الوقت الذي استوردت الإمارات ما قيمته 20 مليون دولار من الألماس الخام، يمثل 19% من الصادرات الإسرائيلية.
ويذهب جزء من الألماس الذي تستورده دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى المؤسسة العسكرية للتصنيع العسكري، في حين يتم إعادة تصدير الجزء الآخر بعد قطعه وصقله في مراكز متخصصة في تجارة أهم الأحجار في العالم.
هل نعي ثمن هذا التواطؤ التجاري؟
تساهم صناعة الألماس بنحو مليار دولار سنويا في وزارة الدفاع الإسرائيلية، مما يجعلها مصدرا ضخما لتمويل عمليات الاحتلال الوحشية في الأراضي الفلسطينية.
وتشير التقارير إلى أن نسبة كبيرة من المشاركين في هذه التجارة هم من الجنرالات السابقين في الجيش الإسرائيلي، وعملاء الموساد الذين انتقلوا إلى تجارة الأسلحة، واستخدموا أرباحهم لدعم الآلة العسكرية التدميرية للاحتلال، وتمويل بناء المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.
من بين هؤلاء بواز مولداوسكي رئيس بورصة الألماس الإسرائيلية الذي خدم كضابط في سلاح الجو الإسرائيلي، وافتتح المكتب في دبي عام 2022، وتفاخرت به مجلة "نيو جولري" الإماراتية الناطقة بالإنجليزية.
كما يبرز اسم الملياردير الإسرائيلي، وقطب الألماس البارز، ليف ليفيف، وهو مالك شركة "أفريقيا إسرائيل" للاستثمارات وشركتها التابعة دانيا سيبوس، المتورطتان في بناء مشاريع داخل المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية.
وقد أثار تورط شركات ليفيف في بناء المستوطنات انتقاداتٍ وتحركاتٍ دولية. على سبيل المثال، في عام 2008، ألغت الحكومة البريطانية خططاً لنقل سفارتها إلى مبنى تملكه شركة "أفريقيا إسرائيل" بسبب أنشطة الشركة الاستيطانية.
ورداً على هذه الأنشطة، نظمت جماعات مناصرة للقضية الفلسطينية حملاتٍ تحث على مقاطعة أعمال ليفيف، ما أدى إلى نأي العديد من المنظمات والشخصيات العامة بنفسها عنه؛ فعلى سبيل المثال رفضت منظمتا اليونيسف وأوكسفام علناً تبرعات ليفيف، بسبب مخاوف بشأن دور شركاته في بناء المستوطنات.
احتجاجات أمام أحد متاجر ليفيف للألماس في نيويورك للمطالبة بمقاطعة تجارته بسبب تورطه في الاستيطان - فبراير 2016
لذلك لا يقتصر أثر الألماس الإماراتي على الاقتصاد الإسرائيلي فحسب، بل إنه يُعيد تشكيل منظومة "التطبيع الاقتصادي غير المشروط"، التي تمنح الكيان الصهيوني المزيد من الموارد دون أي التزام بتغيير سياساته تجاه الفلسطينيين، فرغم وعود أبوظبي بوقف الاستيطان والعمل على إقامة دولة فلسطينية، إلا أن اتفاقيات التطبيع مع "تل أبيب" لا تتضمّن أي بنود تحفظ حقوق الفلسطينيين.
وفي الوقت الذي يعاني فيه الشعب الفلسطيني من الحصار والعدوان المستمر، تستمر هذه الشراكات الاقتصادية في تأمين إيرادات ضخمة للاحتلال، مما يساهم في تمويل الحروب ضد الفلسطينيين وزيادة معدلات العنف والدمار في الأراضي المحتلة.
إن الألماس الذي يتلألأ في متاجر تل أبيب هو في الحقيقة ليس مجرد زينة فاخرة يتسابق إليها الأثرياء، بل جزءاً من منظومة اقتصادية تغذّي آلة عسكرية لا تتوقف عن سحق جماجم الأطفال العرب في فلسطين. وفي الوقت الذي تُحاصر فيه غزة، ويُقصف فيها كل شيء دون استثناء، تتدفق مليارات الدولارات في قطاع الألماس إلى خزائن الاحتلال، وتُضخ في ميزانيات تصنع القنابل والطائرات التي تفتك بأجساد الفلسطينيين.
فكيف لأرضٍ عربيةٍ، بناها الآباء المؤسسون على أسسٍ إسلامية وعربية أصيلة، أن تتحول إلى جسر يعبره هذا النوع من الدعم؟ ولماذا تصرّ أبوظبي على أن تكون طرفاً فاعلاً في دعم آلة الحرب الإسرائيلية؟