يواصل السياح الإسرائيليون التدفق بأعداد كبيرة إلى دبي، رغم إجلاء الموظفين الدبلوماسيين الإسرائيليين من الإمارات مؤخراً بسبب التهديدات الأمنية المتزايدة، بحسب ما أورده تلفزيون " i24news" الإسرائيلي على موقعه الرسمي اليوم الإثنين.

ولفت الموقع إلى أن استدعاء الدبلوماسيين، الذي شمل السفير الإسرائيلي، يأتي في أعقاب تزايد المخاوف بشأن ما أسماها "هجمات انتقامية محتملة من قبل جماعات إرهابية".

واستدرك الموقع بالإشارة إلى أن الرحلات الجوية بين مطار بن جوريون ودبي تظل مزدحمة، مما يؤكد جاذبية الوجهة الدائمة، حتى مع خضوع الإمارات لتحذير السفر من المستوى الثالث منذ نوفمبر 2024، والذي يحث الإسرائيليين على تجنب السفر غير الضروري.

والجمعة، وزارة خارجية الاحتلال الإسرائيلي إن بعثاتها الدبلوماسية في الإمارات لا تزال مفتوحة بعد إصدار تحذير أمني يوم الخميس بشأن التهديدات الأمنية للإسرائيليين المسافرين إلى البلاد.

قلق من الإمارات

وأشار الموقع إلى أن مناقشات الصهاينة في مجموعات الفيسبوك المخصصة للإسرائيليين في دبي، تعكس المناقشات الحادة حالة متزايدة من القلق والارتباك.

ويشارك بعض المسافرين نصائح لتقليل الوقت الذي يقضونه على الأرض، في حين يصر آخرون على المضي قدماً في العطلات المخطط لها منذ فترة طويلة.

وفي مطار بن غوريون، لا تزال طوابير انتظار رحلات دبي طويلة، حيث يتأرجح المسافرون بين الإثارة والقلق. ويفيد الكثيرون بأن الأجواء في دبي أكثر هدوءًا مما توحي به عناوين الأخبار، بحسب الموقع.

ورغم عدم وجود حظر رسمي على السفر حاليا، فإن السلطات الإسرائيلية توصي بشدة بتأجيل الرحلات وتحث الجمهور على البقاء يقظا مع استمرار تحول المشهد الأمني الإقليمي.

ومساء الخميس، أفادت وسائل إعلام عبرية، أن سلطات الاحتلال بدأت بخطوات لإجلاء معظم موظفي بعثتها الدبلوماسية من الإمارات، بعد تحذير أمني أصدره مجلس الأمن القومي الإسرائيلي من مخاطر محتملة على مواطنيها في الدولة.

وأوضح المجلس، في بيان نقلته وكالة "رويترز"، أن "تحذير السفر يأتي في ظل تزايد نشاط الجماعات المتشددة التي تسعى لإلحاق الأذى بالإسرائيليين"، محذراً من استهداف محتمل للإسرائيليين، لاسيما خلال الأعياد اليهودية وأيام السبت.

وجاء هذا التطور تزامناً مع أنباء متداولة عن طلب الإمارات بمغادرة السفير الإسرائيلي في أبوظبي، يوسي شيلي، على خلفية "سلوكيات غير لائقة" نُسبت إليه.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن كبار المسؤولين الإماراتيين، بما فيهم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، أبلغوا "إسرائيل" أن السفير يوسي شيلي تصرف بشكل غير لائق وانتهك بروتوكولات العمل، في الوقت الذي تجاهل نتنياهو هذه المطالب.

من جانبها نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصادر أن السلطات الإماراتية أبلغت، عبر قنوات غير رسمية، عدم رغبتها في بقاء السفير شيلي، بسبب تصرفات لا تنسجم مع الأعراف الدبلوماسية.

وذكرت القناة أن مقربين من رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدأوا بالفعل بالبحث عن منصب بديل لشيلي، تحضيراً لاحتمال استدعائه من منصبه.

وكانت أبوظبي قد رفضت العام الماضي تعيين يوسي شيلي سفيراً للاحتلال لدى الإمارات على خلفية قضايا دبلوماسية مرتبطة به أثناء تعيينه سفيراً في البرازيل، لكن نتنياهو أصر بقوة على تعيينه.