أحدث الأخبار
  • 08:47 . روسيا وأوكرانيا تتبادلان 186 أسيراً بوساطة إماراتية... المزيد
  • 07:20 . فرنسا تعلن وقف التأشيرات لموظفي شركة الطيران الإسرائيلية "إلعال"... المزيد
  • 06:49 . ارتفاع أسعار الزي بمدارس خاصة يرهق أولياء أمور الطلبة في الإمارات... المزيد
  • 10:42 . هكذا يحصد الاحتلال أرواح الفلسطينيين في غزة من خلال التجويع... المزيد
  • 10:35 . إنشاء نيابة جديدة في أبوظبي تعنى بقضايا العمال... المزيد
  • 10:27 . إدانات واسعة لتصريحات نتنياهو بشأن "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 10:21 . ترامب يعتزم لقاء بوتين وزيلينسكي بعد قمة ألاسكا... المزيد
  • 07:02 . ما المقاتلة التي تراها أبوظبي بديلاً مثالياً لإف-35 الأمريكية؟... المزيد
  • 12:11 . الكويت والأردن يبحثان تعزيز التعاون الثنائي وتطوير الشراكة... المزيد
  • 12:09 . عُمان تجدد التزامها بدعم الأمن البحري وتعزيز التعاون الدولي... المزيد
  • 12:08 . المجموعة العربية والتعاون الإسلامي: احتلال غزة "تصعيد خطير وغير مقبول"... المزيد
  • 12:04 . "الإمارات للدواء" تعتمد علاجاً مبتكراً لمرضى "الورم النقوي المتعدد"... المزيد
  • 12:03 . الترويكا الأوروبية تدرس إعادة فرض العقوبات على إيران... المزيد
  • 11:03 . الحوثيون يهاجمون أهدافا إسرائيلية بحيفا والنقب وإيلات وبئر السبع... المزيد
  • 12:29 . قرقاش ينسب لأبوظبي الفضل في اتفاق السلام بين أذربيجان وأرمينيا... المزيد
  • 12:23 . 673 شركة ذكاء اصطناعي في أبوظبي بنمو 61% خلال عام... المزيد

التلطف.. مع «الأسد»!

الكـاتب : عبد الله العوضي
تاريخ الخبر: 29-08-2014

تدور في أروقة السياسة الغربية أحاديث عن قرب التوصل إلى خطوة للتقرب من «الأسد» ونظامه وضرورة التلطف معه من أجل كسب تعاونه لدحر «داعش» وجنوده عن الساحة السورية والعراقية، بعد أن عاث في الأرض الفساد ونحر وقتل الأبرياء بغير وجه حق وذلك تحت يافطة «الخلافة» المزعومة.

ابتداء في الإسلام لا يوجد أغلى ولا أثمن من النفس البشرية المجردة من أي دين أو عرق أو لون، فالمولى عز وجل أوضح ذلك في كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه، لا من خلفه، حيث قال تعالى: «مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً»، هذا شرع الله للناس أجمعين وليس خاصاً بالمسلمين وحدهم.

فالغرب عندما يتعامل مع «الأسد» في عالم الحيوان فإنه يطلق عليه رصاصة مخدرة غير قاتلة لحبسه في القفص وترويج السياحة من خلال مشاهدته وسماع زئيره، ولكن خارج الغابة التي كان يفتك فيها ويفترس من أراد ومتى شاء. أما في عالم الإنسان فإن «الأسد» ترك لأكثر من ثلاثة أعوام يعتبر شعبه على مدار الساحة في غابة خالية من الإنسانية دون أن يحرك هذا الغرب ساكناً لإنقاذ أحد.

وعندما دخل «داعش» على الخط صار «الأسد» إنساناً يمكن الاعتماد عليه في محاربة «داعش» عندما أضرت بالمصالح الغربية، وأما المصالح العربية وانهيار الأمن في بعض دول ما أطلق عليه «ربيع براغ العربي» فلا أدنى اعتبار لذلك.

إن الغرب يضع ذريعة «داعش» بين يدي «الأسد» للبقاء في الحكم رغم ارتكاب نظامه أفظع الجرائم، التي يمكن أن تخطر على بال البشرية جمعاء منذ الأزل.

لم يتم خلط الأمرين الآن في التعامل مع «الأسد» وحثه على افتراس «داعش» في الغداء قبل أن يحصل العكس بحلول وقت العشاء.

اليوم يعد الغرب سيناريو مختلفاً للتعامل مع نظام «الأسد» الخاص بالتعامل مع الغابة المفتوحة على الساحة السورية، التي يعبث فيها النظام والمعارضون له بكل أطيافه لاستباحة كل شيء من قبل جميع الأطراف.

وفي المقابل لا يوجد أي قانون إقليمي أو دولي يوقف سريان مفعول قانون الغاب الذي ينطبق على النظام في سوريا بعدما رضخ لمطالب الغرب في وقف القتل بالكيماوي وقد قتل من خلاله قرابة ألف إنسان وترك المجال لقتل عشرات الألوف بالبراميل المتفجرة وغيرها من الأسلحة التقليدية المسموحة له لاستباحة أي شيء في هذه الغابة اللاإنسانية المتاحة أمام الجميع.

كلنا ضد «داعش» فيما يقوم به من عبث في تلك الغابة الإنسانية، فما يقوم به «الأسد» من أعمال القتل والسحل في شعبه لا يختلف ذرة واحدة عما يمارسه تنظيم «داعش» ففعل الاثنين شنيع في القياس ولكن فعل «التلطف» مع «الأسد» في هذا الوقت من الغرب أشنع في السياسة، التي تكيل بمكاييل لا تخضع لمنطق ولا قانون ولم يكن لأي صوت صدى في هذه الأزمة المستفحلة منذ سنوات إلا صدى المصالح الغربية أولاً وآخراً.. فهل جاء وقت استلطاف «الأسد» بعد أن قام بكل ما يحلو له دون رادع ولا وازع من أي نوع فقط لأن «داعش» حرك المياه الغربية الراكدة طوال سنوات الأزمة الخانقة في سوريا وغيرها من الدول الأخرى التي وقعت في ذات الفخ.