أحدث الأخبار
  • 08:47 . روسيا وأوكرانيا تتبادلان 186 أسيراً بوساطة إماراتية... المزيد
  • 07:20 . فرنسا تعلن وقف التأشيرات لموظفي شركة الطيران الإسرائيلية "إلعال"... المزيد
  • 06:49 . ارتفاع أسعار الزي بمدارس خاصة يرهق أولياء أمور الطلبة في الإمارات... المزيد
  • 10:42 . هكذا يحصد الاحتلال أرواح الفلسطينيين في غزة من خلال التجويع... المزيد
  • 10:35 . إنشاء نيابة جديدة في أبوظبي تعنى بقضايا العمال... المزيد
  • 10:27 . إدانات واسعة لتصريحات نتنياهو بشأن "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 10:21 . ترامب يعتزم لقاء بوتين وزيلينسكي بعد قمة ألاسكا... المزيد
  • 07:02 . ما المقاتلة التي تراها أبوظبي بديلاً مثالياً لإف-35 الأمريكية؟... المزيد
  • 12:11 . الكويت والأردن يبحثان تعزيز التعاون الثنائي وتطوير الشراكة... المزيد
  • 12:09 . عُمان تجدد التزامها بدعم الأمن البحري وتعزيز التعاون الدولي... المزيد
  • 12:08 . المجموعة العربية والتعاون الإسلامي: احتلال غزة "تصعيد خطير وغير مقبول"... المزيد
  • 12:04 . "الإمارات للدواء" تعتمد علاجاً مبتكراً لمرضى "الورم النقوي المتعدد"... المزيد
  • 12:03 . الترويكا الأوروبية تدرس إعادة فرض العقوبات على إيران... المزيد
  • 11:03 . الحوثيون يهاجمون أهدافا إسرائيلية بحيفا والنقب وإيلات وبئر السبع... المزيد
  • 12:29 . قرقاش ينسب لأبوظبي الفضل في اتفاق السلام بين أذربيجان وأرمينيا... المزيد
  • 12:23 . 673 شركة ذكاء اصطناعي في أبوظبي بنمو 61% خلال عام... المزيد

هنا القاهرة

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 11-04-2019

هنا القاهرة - البيان

وها أنا أعود مجدداً لزيارة القاهرة، أشتاق إلى طقسها وأجوائها، ولهجة أهلها، ومساحات التباين فيها، أشتاق إلى المشي في شوارعها الخلفية وأنا أتأمل بقايا عهود وحقب، قصور ومدارس ومساجد وطرقات عبرها ملوك وقادة وجيوش وعلماء ونبلاء وأدباء ومغنون ومهرجون، مدينة لا تُمَل ولا يكفيها الوقت لتراها .

كما يجب، فإن أردت أن تراها لتعرفها حقاً، فاستحضر قلبك أولاً، ثم اصحب معك في سيرك ذاك أحد أبنائها العارفين بخفاياها وخباياها وأسرارها، وبعدها انطلق، وإلا فإنك ستسير فيها كأي سائح جاء يلتقط صوراً ليقول: ذهبت ذات يوم إلى القاهرة، وهنا يكفيك أن تشاهد فيلماً عنها على «اليوتيوب»، وتشتري صوراً تذكارية من المتحف الوطني!

القاهرة.. فسيفساء التاريخ وعجائب الحضارة وتناقضات الإنسان.. مئات المساجد والكنائس، العشوائيات وبقايا قصور باشوات وأمراء تواروا في الزمن، الأحياء القديمة ومدن الحداثة اللامعة، المزارات والقلاع والموالد، الشوارع التي تستظل بأسماء السلاطين والمماليك، وبينما محمد علي باشا الألباني، الذي أسس الدولة الحديثة في مصر، يمتطي صهوة جواده وسط القاهرة، متعالياً على كل شيء، تتوارى أسطورة الحسين في مسجده المهيب خلف دموع المتبركين ودعواتهم وتوسلاتهم!

نجيب محفوظ ترن ضحكاته في مقهى الحرافيش وفي مجلسه بفندق «شيبرد» الذي يبدو مهجوراً اليوم، ورمسيس الثاني يحرس محطته وميدانه بخلود الفراعنة المعهود، بينما كليوباترا ملكة تحتفظ برأسها فاتناً عبر القرون، أما السيدة زينب فتحيي مولدها كل عام بحلقات الذكر، ومهرجانات البهجة الملونة، في المقاهي القديمة ينهدُّ التاريخ على المدى، وفي الأسواق الحديثة ينزلق الزمن على زجاجها اللامع، القاهرة حيث في كل خطوة تاريخ، وعلى كل عتبة اسم فرعون أو ملك أو خليفة أو قائد جيوش عظيم!

وحدها مصر جمعت كل أطياف الحضارة والميثولوجيا والسياسة والدين بسلام وأمان طيلة قرون وقرون دون أن يسمع فيها قعقعة حرب أهلية أو عبث صراعات طائفية، فالمصريون متوضئون بالوعي رغم وجود بذور اختلافات يسقيها الخبثاء كل يوم بحرص شديد، وحدهما عشق مصر ووعي التاريخ يحفظان مصر من كل الشرور!