أحدث الأخبار
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

لكنها مدن حقيقية

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 02-04-2019

لكنها مدن حقيقية - البيان

قالت صديقتي الشاعرة المصرية المدعوة لمؤتمر شعري في السويد إن مدينة ستوكهولم أعجبتها كثيراً، لكن أهلها طوال الوقت يطالبونهم بأن يخفضوا صوتهم حين يتحدثون، لكنهم، ككل العرب والشرقيين، لا يستطيعون أن يتحدثوا إلا هكذا، بصوت مرتفع، وضحكات عالية، يمزحون مع بعضهم في الطريق العام، ويحركون أيديهم في كل الاتجاهات أثناء الحديث، ولا يجدون في ذلك أي خروج عن المألوف، لأنهم اعتادوا في معظمهم على أن يعيشوا الحياة تحت قوة الضغط والتوتر العالي، ما يدفعهم إلى التعبير عن ذلك برفع الصوت احتيالاً على الواقع!

مع ذلك، فصديقتي تقول إنه بالرغم من أن المدينة جميلة جداً وهادئة، وللشعراء هناك أصوات جميلة وبديعة، فإنها ترى مصر أجمل بكثير، وإنه بإمكانها أن تبقى هناك بضعة أيام لا أكثر، لكنها لا تستطيع أن تبقى كثيراً، هناك كل شيء هادئ، مرتب، جميل، لكن لا صوت حقيقياً للمدينة كما يفهمه ابن المدينة العربية الضاربة جذوره في الحياة بكل تناقضاتها، وصورها، وتدفقها المستمر !

وبلا مبالغة أو مزايدة، وقد زرت مدناً في أوروبا لا تضاهيها في الجمال مدن في أي مكان، إلا أنني وجدت في القاهرة وطنجة وبيروت وأصيلة والإسكندرية جمالاً وحياة من نوع لا يراه سوانا، نحن أبناء الجغرافيا العربية، المسكونين بالتاريخ، والساكنين في قلب هذه المدن التي تبدو كأنها على حافة الانهيارات، جمال يحتاج لكي يُرى إلى علاقة حب لا إلى وثيقة تأمين أو عقد إيجار أو جواز سفر!

لدي قناعة حقيقية بأن كل مصر جميلة، بالرغم من أمور عديدة قد تزعجك وأنت تمارس أمورك الحياتية اليومية فيها، ذلك الجمال الإنساني العميق، البسيط، الحزين، المزعج، والموتّر أحياناً، والمثير للأعصاب أحياناً أخرى، لكنه الجمال المتآلف مع تناقضاته الإنسانية، الذي يعترف بعيوبه حتى إن لم يقدر على حلها أو إلغائها، صحيح أنه ليس براقاً ولامعاً ومرتباً، لكنه حقيقي جداً، وحارّ ومتدفق ومستمر، وليس فارغاً أو تافهاً أبداً.