أحدث الأخبار
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد
  • 12:50 . "قيصر" عن إلغاء العقوبات الأمريكية: سيُحدث تحوّلا ملموسا بوضع سوريا... المزيد
  • 12:49 . الجيش الأمريكي: مقتل أربعة أشخاص في ضربة عسكرية لقارب تهريب... المزيد
  • 12:47 . أمطار ورياح قوية حتى الغد… "الأرصاد" يحذّر من الغبار وتدني الرؤية ويدعو للحذر على الطرق... المزيد
  • 11:53 . "الموارد البشرية" تدعو إلى توخي الحيطة في مواقع العمل بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 11:52 . 31 ديسمبر تاريخ رسمي لاحتساب القبول بـرياض الأطفال والصف الأول... المزيد
  • 11:50 . حزب الإصلاح اليمني: الإمارات لديها تحسّس من “الإسلام السياسي” ولا علاقة لنا بالإخوان... المزيد
  • 11:46 . عبدالله بن زايد وروبيو يبحثان استقرار اليمن.. ما دلالات الاتصال في هذا التوقيت؟... المزيد
  • 11:38 . موقع عبري: أبوظبي تقف وراء أكبر صفقة في تاريخ “إلبيت” الإسرائيلية بقيمة 2.3 مليار دولار... المزيد
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد

إعادة الحيوية لدحر المشروع الصهيوني

الكـاتب : علي محمد فخرو
تاريخ الخبر: 10-01-2019

إعادة الحيوية لدحر المشروع الصهيوني | القدس العربي

يحق للفرد العربي المحب لفلسطين، كجزء من الوطن العربي، المساند لشعب فلسطين، كجزء من أمته العربية، يحق له أن يطرح السؤال التالي: أمن نهاية للانقسامات والخلافات، وأحياناً الصراعات والاقتتال، في ما بين مختلف الفصائل أو الجماعات السياسية الفلسطينية؟ هذا سؤال طرحه الكثيرون ألوف المرات منذ بداية نكبة فلسطين، واستمر مطروحاً بمحبة وإشفاق عبر السبعين سنة الماضية.
طرح السؤال عندما انقسم الفلسطينيون على أنفسهم في الخمسينيات من القرن الماضي، بين حركة القوميين العرب وحزب البعث العربي الاشتراكي، وطرح عندما انقسموا بين مدرستي لينين وتروتسكي، أو بين النهج الشيوعي الصيني الماوي والنهج الشيوعي السوفييتي الستاليني، وطرح عندما انقسموا بين قوميين ليبراليين عرب وإسلاميين، وطرح عندما انقسموا بين اتباع تراجعات أوسلو ومعارضي نهج أوسلو.
اليوم يطرح أمام الانقسام بين المتربعين على شؤون غزة والمتربعين على شؤون رام الله وما حولها. وحتى في فلسطين المحتلة من قبل الكيان الصهيوني، وجدت مثل تلك الانقسامات بين الحين والآخر. لسنا بالطبع ضد وجود تعدد في الأيديولوجيات والمواقف السياسية، فذلك من طبائع الأمور في الحياة السياسية، وفي النضالات الشعبية الوجودية، لكن بشرط وجود موازين وقيم تحكم ووجود خطوط حمر لا يتخطاها أحد وسنتطرق إليها بعد حين.

 لكن الواقع الفلسطيني والعربي المرير أظهر بصورة واضحة أن تلك الانقسامات أدت، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، إلى إضعاف النضال التحرري الفلسطيني والعربي ضد الكيان الصهيوني الاستعماري والاستئصالي الإرهابي من جهة، ومن جهة أخرى إلى تشجيع القوى الاستعمارية الخارجية وذوي النفوس الضعيفة الانتهازية من العرب، إلى النظر إلى المسألة الفلسطينية العربية لا كقضية تحرير لوطن مغتصب وإرجاع لحقوق إنسانية أصيلة لشعب مستعمر مطرود من أرضه، وإنما كقضية خلافات سياسية بين جهتين بشأن أرض وخيرات أرض قابلة للأخذ والعطاء والمساومة والتحكيم الدولي.
بصراحة ، وبدون أي مجاملة، فأنا من الذين ارتبطت حياتهم منذ بداية مرحلة الشباب بقضية فلسطين المقدسة، لا نستطيع أن نفهم عدم بقاء تلك الانقسامات ضمن تنظيم ديمقراطي تحرري نضالي واحد، ممثل للشعب الفلسطيني برمته، له قيادة واحدة منتخبة من قبل شعب فلسطين في الداخل وفي الشتات، لا على أسس أيديولوجية وإنما على أساس مشروع تحرري ثوري، له أهدافه الواضحة ووسائل نضاله المختلفة المتعاضدة المتناغمة المتفق عليها. في ذلك التنظيم الجبهوي المتراص الواحد تصدر قرارات واحدة من قبل الأغلبية ويلتزم بها الجميع، حتى المعارضين لها.

بدون ذلك فاننا نعلم من خلال قراءتنا للتاريخ البشري، أن الثورات التحررية التي تنقسم على نفسها، وبسبب الأيديولوجيات والأهداف الكبرى والوسائل النضالية والقيادات العديدة المختلفة والمتصارعة، لا يمكن أن تنجح في تحرير أوطانها، مهما لقيت من دعم ومساندة من خارجها. النجاح تحسمه قوة الداخل وشموليته وديمقراطيته وتخلصه من كل أنواع العبث والهذيان الطفولي. 

وقوة الداخل لا تتحقق إلا بإشراك كل فلسطيني في بنائها ورعايتها، وإلا بانغماس كل عربي في دعمها وحمايتها، بل والاستعداد للموت من أجلها. هكذا كان يجب أن تكون مسيرة الحركة التحررية العروبية لدحر المشروع الصهيوني لا في فلسطين فقط، وإنما في كل بلاد العرب، ومن بعد ذلك في كل العالم. فالمشروع الصهيوني في فكره الديني المتعالي الأساطيري، لا يمكن أن ينتمي لما هو إنساني قائم على قيم العدالة والحقوق والأخوة الإنسانية.
اليوم، ونحن نشهد بألم وحرقة بداية انقسام جديد من خلال تناحرات فئوية تخدم الاستعمار الصهيوني أكثر مما تخدم الشعب الفلسطيني وأمته العربية المنصهرة في قضيته الوجودية، نعتقد بضرورة الرجوع إلى أسس النضال الثوري التحرري الفلسطيني لتجاوز أوجاع الماضي.
*أولاً، العمل، وبالسرعة الفائقة ، لقيام جسم نضالي تحرري واحد يمثل كل شعب فلسطين، في الداخل وفي الشتات، لا على أساس المحاصصات بين الكتل، وإنما التمثيل الانتخابي لمشروع وطني واحد. في هذا الجسم يجب أن يكون هناك تواجد كبير لشباب ونساء الشعب الفلسطيني، وتراجع كبير للوجوه التي أثبتت عجزها عن بناء وقيادة مشروع وطني وقومي تحرري.
*ثانياً ، تكوين جسم مستقل من المفكرين والمناضلين السياسيين المستقلين الملتزمين لوضع تصور لمشروع سياسي تحريري يتجاوز كل التنازلات الفكرية والسياسية التي تضمنتهــا اتفاقيات أوسلو، ويعود إلى الأسس التي تضمنها ميثاق العمل الوطني الفلسطيني عندما رفع شعار «الوطن والتحرير والعودة والبندقية».
إضافة إلى ذلك ستكون هناك حاجة لأفكار نضالية سياسية جديدة تأخذ بعين الاعتبار الظروف والتغيرات الجديدة في الواقعين الفلسطيني والعربي القومي. هذا التصور يجب أن يضع الأهداف والوسائل والتنظيمات والالتزامات الوطنية والقومية، من أجل أن يعرض على الجسم الموحد الذي فصلناه في أولاً. 

هذا الجسم وحده، وبأساليب ديمقراطية، هو الذي له الحق في تعديل المشروع المقترح والاتفاق على آليات تنفيذه وعلى وضع مراحل ذلك التنفيذ.
*ثالثاً، سيحتاج ذلك الجسم لمراجعة كل الارتباطات الخاطئة في خارج الحركة التحررية الفلسطينية، سواء الارتباطات مع هذه الدولة العربية، أو تلك الدولة الإقليمية أو تلك الدولة الغربية، أم سواء الارتباطات بمختلف مؤسسات المجتمع المدني العربي. سينبري المتحذلقون ليشيروا إلى هذه الصعوبة أو تلك، ليست التفاصيل هي التي تعنينا، وإنما القفزة الكبيرة الضرورية لخروج موضوع الصراع العربي الصهيوني من الجحيم الذي يعيشه والمؤامرات التي تلاحقه إلى رحاب العودة إلى أن يصبح حركة تحررية قوية ملزمة قادرة على دحر الوجود الصهيوني في فلسطين العربية وفي الوطن العربي كله.