أحدث الأخبار
  • 08:47 . روسيا وأوكرانيا تتبادلان 186 أسيراً بوساطة إماراتية... المزيد
  • 07:20 . فرنسا تعلن وقف التأشيرات لموظفي شركة الطيران الإسرائيلية "إلعال"... المزيد
  • 06:49 . ارتفاع أسعار الزي بمدارس خاصة يرهق أولياء أمور الطلبة في الإمارات... المزيد
  • 10:42 . هكذا يحصد الاحتلال أرواح الفلسطينيين في غزة من خلال التجويع... المزيد
  • 10:35 . إنشاء نيابة جديدة في أبوظبي تعنى بقضايا العمال... المزيد
  • 10:27 . إدانات واسعة لتصريحات نتنياهو بشأن "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 10:21 . ترامب يعتزم لقاء بوتين وزيلينسكي بعد قمة ألاسكا... المزيد
  • 07:02 . ما المقاتلة التي تراها أبوظبي بديلاً مثالياً لإف-35 الأمريكية؟... المزيد
  • 12:11 . الكويت والأردن يبحثان تعزيز التعاون الثنائي وتطوير الشراكة... المزيد
  • 12:09 . عُمان تجدد التزامها بدعم الأمن البحري وتعزيز التعاون الدولي... المزيد
  • 12:08 . المجموعة العربية والتعاون الإسلامي: احتلال غزة "تصعيد خطير وغير مقبول"... المزيد
  • 12:04 . "الإمارات للدواء" تعتمد علاجاً مبتكراً لمرضى "الورم النقوي المتعدد"... المزيد
  • 12:03 . الترويكا الأوروبية تدرس إعادة فرض العقوبات على إيران... المزيد
  • 11:03 . الحوثيون يهاجمون أهدافا إسرائيلية بحيفا والنقب وإيلات وبئر السبع... المزيد
  • 12:29 . قرقاش ينسب لأبوظبي الفضل في اتفاق السلام بين أذربيجان وأرمينيا... المزيد
  • 12:23 . 673 شركة ذكاء اصطناعي في أبوظبي بنمو 61% خلال عام... المزيد

«الدفتر الكبير».. سيرة الحرب!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 16-12-2018

ذات يوم، ظهرت مجموعة من الأطفال المنتمين لمناطق كان يسيطر عليها تنظيم داعش في العراق وسوريا، وهم يحملون سكاكين وبنادق، يصوبونها تجاه رؤوس أسرى معصوبي الأعين، ضج العالم يومها، وتحدث الجميع عن استغلال الأطفال وتوظيفهم بطريقة لا إنسانية من قبل تجار الدين والحروب! وكأن للحرب وجهاً إنسانياً من الأساس!!

 هذه دعوة لنتلصص جماعياً على الدفتر الكبير، هذا الدفتر الذي سجلت فيه كاتبة مجرية، حكاية طفلين وسيرة حرب بشعة، ولنرَ ما فعلت تلك الحرب بهما؟!ليس من شيء يستطيع أن يجعلنا نفغر أفواهنا برعب، ونفتح أعيننا بهلع، ونحن نقرأ عن الحرب، وكأننا نشهدها فعلاً، إلا الأدب والروايات التي تأخذنا بقسوة لتلقينا على حافة مناطق الحروب ومعسكرات التعذيب وغارات الطائرات، وهي تلقي القنابل على رؤوس السكان في بيوتهم وحدائقهم، فيتشظون في أمكنتهم، ويدفنهم أبناؤهم في الحفرة نفسها التي أحدثتها القنبلة في الحديقة، ويهيلون عليهم التراب، ثم ينصرفون لتناول الغداء، هكذا، وبهذه القسوة المتجردة من أي مشاعر وانفعالات، تزج بنا الروائية المجرية (أغوتا كريستوف)، في خضم روايتها «الدفتر الكبير»! 

 بمهارة قاسية، تسجل الكاتبة يوميات حياة طفلين توأمين في السادسة من عمرهما، تودعهما والدتهما عند جدتهما المشعوذة البخيلة، لأنها أصبحت عاجزة عن إطعامهما وحمايتهما من ويلات الحرب، فيعيش الطفلان ظروف الحياة القاسية، في ظل الحرب، مع جدة بخيلة وبشعة، ويتقبلان كافة اشتراطاتها.إن الكاتبة لا تسمي أحداً من أبطال روايتها، ذلك أن دمار وتشويهات الحرب، يمكنها أن تطال الجميع حيثما وُجِدوا، وبالطريقة نفسها!

 لا تكتب «أغوتا» كثيراً عن القتلى والغارات والمقابر الجماعية ومعسكرات التعذيب، لكنها تكتب بطريقة ضربات سكين مؤلمة، كيف يتفتح وعي الصغيرين خلال الحرب، على انهيار أخلاق الأم والجدة والأب والجارة والضابط والجميع دون استثناء، إنها أخلاق الحرب، التي تدمر ما هو أهم من البيوت، لقد لوثت الحرب طفلي «أغوتا» في الرواية، وغيّرتهما، ومحت كل أثر للطفولة والبراءة فيهما، ودفعتهما لأسوأ ما يمكن تصوره! تفعل أغوتا كريستوف ذلك بلغة ساحرة، وبأسلوب سردي، قلّما تكتب به رواية تتحدث عن الحرب!

«الدفتر الكبير».. سيرة الحرب! - البيان