أحدث الأخبار
  • 08:47 . روسيا وأوكرانيا تتبادلان 186 أسيراً بوساطة إماراتية... المزيد
  • 07:20 . فرنسا تعلن وقف التأشيرات لموظفي شركة الطيران الإسرائيلية "إلعال"... المزيد
  • 06:49 . ارتفاع أسعار الزي بمدارس خاصة يرهق أولياء أمور الطلبة في الإمارات... المزيد
  • 10:42 . هكذا يحصد الاحتلال أرواح الفلسطينيين في غزة من خلال التجويع... المزيد
  • 10:35 . إنشاء نيابة جديدة في أبوظبي تعنى بقضايا العمال... المزيد
  • 10:27 . إدانات واسعة لتصريحات نتنياهو بشأن "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 10:21 . ترامب يعتزم لقاء بوتين وزيلينسكي بعد قمة ألاسكا... المزيد
  • 07:02 . ما المقاتلة التي تراها أبوظبي بديلاً مثالياً لإف-35 الأمريكية؟... المزيد
  • 12:11 . الكويت والأردن يبحثان تعزيز التعاون الثنائي وتطوير الشراكة... المزيد
  • 12:09 . عُمان تجدد التزامها بدعم الأمن البحري وتعزيز التعاون الدولي... المزيد
  • 12:08 . المجموعة العربية والتعاون الإسلامي: احتلال غزة "تصعيد خطير وغير مقبول"... المزيد
  • 12:04 . "الإمارات للدواء" تعتمد علاجاً مبتكراً لمرضى "الورم النقوي المتعدد"... المزيد
  • 12:03 . الترويكا الأوروبية تدرس إعادة فرض العقوبات على إيران... المزيد
  • 11:03 . الحوثيون يهاجمون أهدافا إسرائيلية بحيفا والنقب وإيلات وبئر السبع... المزيد
  • 12:29 . قرقاش ينسب لأبوظبي الفضل في اتفاق السلام بين أذربيجان وأرمينيا... المزيد
  • 12:23 . 673 شركة ذكاء اصطناعي في أبوظبي بنمو 61% خلال عام... المزيد

بين الوهم والحقيقة .. المسافة

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 04-10-2018

ليس هناك حقيقة محددة وثابتة يمكن أن تصف شخصاً ما، فالإنسان مجموعة حقائق أو مجموعة وجوه قد يناقض بعضها بعضاً، ليس هناك خير بحت ولا شر مجرد، وليس هناك من هم بصفات الملائكة، كما أنه لا يوجد من لا يخفي الكثير من الحقائق عن أقرب المقربين، هناك دائماً وجوه متعددة للشخص أو الأشخاص الذين نعرفهم أو نتعامل معهم أو يمرون بنا في حياتنا، لذلك فهناك فرق بين ما نعتقد أنه حقيقة وبين الحقيقة فعلاً، وهو أمر لا يكاد ينكره أحد حتى وإن وجد فيه البعض أمراً مفاجئا! 

 لذلك فليس عجيباً أن يعيش بعضنا حياة كاملة متوهماً أشياء ومتبنياً أفكاراً وتصورات حول الأشخاص المقربين منه أو الأفكار وحتى الأمكنة أحياناً، حيث يظن أن ما يراه أو يعرفه هو حقائق مطلقة كما يراها بعينيه، وبالتالي يتحدث عنها ويدافع عنها ويحملها في داخله كحقائق لا تقبل الجدل، يحمل لها الكثير من التبجيل دون أن يفكر أبداً في مراجعة قناعاته هذه أو إخضاعها للتمحيص والمساءلة! 

إن هناك مسافة كبيرة بين ما نراه ونؤمن به، وبين الحقيقة.سنجد ذلك جلياً حين نتحدث عن السعادة مثلًا، أو عن البيوت الأولى التي سكناها في طفولتنا، وعن المدرسة والحي وساحة اللعب، وعن أقاربنا وأصدقائنا وحتى عن أبنائنا. 

 في طفولتنا، نرى مدرستنا كبيرة جداً ذات طوابق عالية وسور بلا نهاية وبوابة ضخمة تتسع لدخول كل الطلاب الصغار دفعة واحدة، بيتنا أيضاً نتحدث عنه على أنه كان كبيراً وجميلاً ومختلفاً، لكن الحقيقة هي أن المدرسة صغيرة وعادية والبيت في منتهى التواضع، نحن نؤمن بأفكار ونحتفظ بتصورات ذهنية نصدقها ونحملها في داخلنا زمناً طويلاً دون أن نفكر في التثبت منها. 

 حين مررت على مدرستي الابتدائية التي درست فيها، وجدتها صغيرة جداً وبوابتها حديدية متواضعة، بينما بقيت عمراً كاملاً أتصورها كبيرة إلى درجة أننا لم نكن نستطيع أن نقطعها بسهولة من أولها لآخرها في ذات النهار.وتلك المرأة التي كانت تبكي وهي تتحدث عن ابنها الذي تغير في تعامله معها بسبب زوجته التي استحوذت على اهتمامه وهداياه، بينما الحقيقة أن هذا الابن كان بخيلاً وأنانياً في تعامله مع والدته طيلة حياته، بحيث لم يقدم لها هدية بسيطة في أي يوم حتى عندما أصبح موظفاً، صورة الابن البار كانت صورة ذهنية في خيال الأم وليست حقيقية أبدا!