أحدث الأخبار
  • 12:58 . واشنطن توافق على صفقة "صواريخ" مع البحرين بقيمة 500 مليون دولار... المزيد
  • 12:58 . الكويت تدعو لاجتماعين عربي وإسلامي لبحث تطورات الأوضاع في غزة... المزيد
  • 12:58 . رئيس الدولة وولي العهد السعودي يبحثان تطورات المنطقة في ظل تباينات إقليمية... المزيد
  • 12:57 . ترامب يتوقع اتفاقاً بين روسيا وأوكرانيا بعد لقائه المرتقب مع بوتين... المزيد
  • 12:49 . الإمارات تدين بشدة تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 12:48 . رفض عربي وإسلامي ودولي لخطة استيطانية إسرائيلية تعزل القدس وتفصل الضفة... المزيد
  • 12:47 . الحكومة الانتقالية في مالي تعلن إحباط مخطط لزعزعة البلاد بدعم دولة أجنبية... المزيد
  • 12:46 . أمين عام حزب الله: لن نسلم سلاح المقاومة ما دام الاحتلال الإسرائيلي قائما... المزيد
  • 08:47 . روسيا وأوكرانيا تتبادلان 186 أسيراً بوساطة إماراتية... المزيد
  • 07:20 . فرنسا تعلن وقف التأشيرات لموظفي شركة الطيران الإسرائيلية "إلعال"... المزيد
  • 06:49 . ارتفاع أسعار الزي بمدارس خاصة يرهق أولياء أمور الطلبة في الإمارات... المزيد
  • 10:42 . هكذا يحصد الاحتلال أرواح الفلسطينيين في غزة من خلال التجويع... المزيد
  • 10:35 . إنشاء نيابة جديدة في أبوظبي تعنى بقضايا العمال... المزيد
  • 10:27 . إدانات واسعة لتصريحات نتنياهو بشأن "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 10:21 . ترامب يعتزم لقاء بوتين وزيلينسكي بعد قمة ألاسكا... المزيد
  • 07:02 . ما المقاتلة التي تراها أبوظبي بديلاً مثالياً لإف-35 الأمريكية؟... المزيد

هذا ما تفعله الوحدة!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 21-09-2018

يعتقد البعض أن مِن حقه تماماً ملاحقة مَن يحب، إمعاناً في التلصُّص على تفاصيله الشخصية الدقيقة، التي قد يخفيها الآخر قاصداً وقد يسكت عن ذكرها متقصداً، احتياجاً للخصوصة وإيماناً بمساحاته الخاصة التي يحب أن يحتفظ فيها لنفسه، ومع ذلك وتحت مبرر الحب / الغيرة، يرى ذاك البعض أن من حقه أن يعرف تلك الدقائق الشخصية ليشعر بالطمأنينة ويمضي! 

 كثيرة هي الأعمال الأدبية التي ناقشت هذا السلوك، أحد هذه الأعمال كانت رواية (هكذا كانت الوحدة) للروائي خوان خوسيه مياس، فإيلينا بطلة «هكذا كانت الوحدة» وقفت في سنّ معينة وفي لحظة شكّلت مفترق حياة بعد أن توفيت والدتها، وقفت وجهاً لوجه أمام وحدتها المطلقة، حيث وجدت نفسها وحيدة تماماً ومع زوج ليس لها أيضاً لأنه كان يخونها، وهنا سيطر عليها ذلك المأزق الوجودي بالعدم واللاجدوى.وكان سؤالها: لماذا أنا وحيدة هكذا؟ ترث إيلينا من أمها دفتر مذكرات وأريكة وساعة حائط وتتماهى وحدتها مع ذكريات أمها فتجلس على أريكتها أمام ساعتها لتقرأ مذكرات أمها وتقارير التحرّي حول حركة زوجها، وحين يصل بها الملل نهايته، تكتشف أن مأزقها أكبر من خيانة زوجها فتطلب من التحري أن يراقبها هي نفسها رغبة في إحساسها بأهميتها وأنها محط اهتمام أحدهم وإن كان بشكل زائف!

 الرواية الأخرى هي «الاحتلال» للفرنسية آني إرنو، التي لجأت لطريقة الجواسيس في تعقب خطوات المرأة التي احتلت مكانها في حياة زوجها الذي هجرته طائعة ثم ندمت لاحقاً، لكنها تنتبه لأمر أثار دهشتها وهي أنها كانت تدوِّن كل ما تفكر فيه وكل ما يخطر ببالها حول تلك المرأة، وتدريجياً أحسَّت بأن ذلك التدوين يستهلكها ويستثيرها في الوقت نفسه، لدرجة أنها تخلصت بواسطته من جنونها بتلك المرأة، لقد تناست اسمها وملامحها وجرحها الغائر في عمق قلبها جراء فقد زوجها لصالح امرأة أخرى! 

 صارت تُمعن في الكتابة لتنسى وتستشفي بها، وهو ما أطلقت عليه الكاتبة مسمى الاستشفاء بالكتابة، تماماً كما فعلت إيلينا حين حولت الأمر إلى مراقبة شخصية لنفسها لتتخلص من وحدتها!ينتج هذا العالم مآزقه، وينتج إنسان هذا العصر وسائله للخلاص منها، وليس لنا -في أحيان كثيرة- سوى أن نعرف ونتابع دون أن يحق لنا إصدار أحكام أخلاقية قطعية، طالما لم نقع صرعى تلك المآزق!

هذا ما تفعله الوحدة! - البيان