أحدث الأخبار
  • 12:58 . واشنطن توافق على صفقة "صواريخ" مع البحرين بقيمة 500 مليون دولار... المزيد
  • 12:58 . الكويت تدعو لاجتماعين عربي وإسلامي لبحث تطورات الأوضاع في غزة... المزيد
  • 12:58 . رئيس الدولة وولي العهد السعودي يبحثان تطورات المنطقة في ظل تباينات إقليمية... المزيد
  • 12:57 . ترامب يتوقع اتفاقاً بين روسيا وأوكرانيا بعد لقائه المرتقب مع بوتين... المزيد
  • 12:49 . الإمارات تدين بشدة تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 12:48 . رفض عربي وإسلامي ودولي لخطة استيطانية إسرائيلية تعزل القدس وتفصل الضفة... المزيد
  • 12:47 . الحكومة الانتقالية في مالي تعلن إحباط مخطط لزعزعة البلاد بدعم دولة أجنبية... المزيد
  • 12:46 . أمين عام حزب الله: لن نسلم سلاح المقاومة ما دام الاحتلال الإسرائيلي قائما... المزيد
  • 08:47 . روسيا وأوكرانيا تتبادلان 186 أسيراً بوساطة إماراتية... المزيد
  • 07:20 . فرنسا تعلن وقف التأشيرات لموظفي شركة الطيران الإسرائيلية "إلعال"... المزيد
  • 06:49 . ارتفاع أسعار الزي بمدارس خاصة يرهق أولياء أمور الطلبة في الإمارات... المزيد
  • 10:42 . هكذا يحصد الاحتلال أرواح الفلسطينيين في غزة من خلال التجويع... المزيد
  • 10:35 . إنشاء نيابة جديدة في أبوظبي تعنى بقضايا العمال... المزيد
  • 10:27 . إدانات واسعة لتصريحات نتنياهو بشأن "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 10:21 . ترامب يعتزم لقاء بوتين وزيلينسكي بعد قمة ألاسكا... المزيد
  • 07:02 . ما المقاتلة التي تراها أبوظبي بديلاً مثالياً لإف-35 الأمريكية؟... المزيد

وقل «ليتني شمعة في الظلام»!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 02-09-2018

وقل «ليتني شمعة في الظلام»! - البيان

انخرطت في بكاء مرير لم يخرجني منه إلا نظرته المتوسلة، هذا الطفل المستلقي على سريره الصغير في قسم العناية المركزة جزء مني، وكثير من دمه يجري في دمي ويتغلغل في قلبي، منذ سنوات وهو يعاني آلاماً لا يعلمها إلا الله، ولا يفهمها حق الفهم سوى أب وأم يريانه كل لحظة، وهو يمعن من دون إرادته في الصمت والعجز واللاقوة واللاقدرة، بالكاد، وصلت من سفري فجراً، فكان هو أول من سعيت لرؤيته والاطمئنان عليه، مع يقيني بعدم صلابة قلبي على احتمال رؤيته في هذه الحالة.

 دخلت غرفة العناية المركزة الخاصة بالأطفال، فإذا بعدد من الأسرّة يستلقي عليها صغار في عمر الورد أول تفتّحه، بالكاد يديرون أعينهم في سماء المكان، وبالكاد يمكنهم لمس اللعب التي تحيط بهم، الأنابيب القاسية والأسلاك تحيط بأجسادهم، تتغلغل في لحمهم الطري وتحرث أفواههم الغضة، وهم يتململون ممتلئين بالألم الحارق، ولو أن أحدنا مكانهم لوصلت صرخاته عنان السماء. 

تذكرت آخر مرة رقدت فيها في أحد المشافي، كيف أنني كنت أتعذب لأنام، لأنني لم أكن أحتمل وجود تلك الإبرة مغروسة في يدي، وموصولة بأنابيب تنتهي بأكياس أدوية مسكّنة، وتساءلت: كيف يحتمل هذا الطفل كل هذا الألم الذي لم أحتمله بضع ساعات؟!كم تبدو أوجه الحياة في قمة تناقضاتها، حين ننتبه إلى ما يحدث حولنا، وحين ننصت إلى الأصوات جيداً، ونتأمل الوجوه بقليل من الرحمة التي نتناسى أنه لولاها ما كنا جديرين بإنسانيتنا، فحين تمشي في طرقات أي مشفى، حاملاً باقة ورد بابتهاج، وفي تمام ألقك وعافيتك، انتبه فهناك امرأة تعبر الممر ذاته في محاذاتك تماماً يغص قلبها قبل عينيها بالدموع، لأن صغيرها أقرب إلى الموت وقد يطلع النهار عليه، فلا تشرق عيناه بوميض الحياة. 

 وتذكر أن الطفل الذي يولد يقابله طفل يودّع الحياة، وطفل سيضخ العلاج الكيميائي في عروقه، وامرأة تتقلّب طيلة الليل لا تقوى على ألم حار الأطباء في علاجه، وحارت هي من أين تستجلب قوة احتمال أكثر؟ وابكِ، واجهش بالبكاء واطلق لقلبك العنان في أن يتطهر من قسوة الدنيا ويغتسل بإنسانيته أكثر، فالبكاء ليس ضعفاً أبداً، إنه القوة في ألطف تجلياتها.فقط، تذكّر النقيض وفكّر بغيرك كما طالبنا درويش الجميل في قصيدته الشفافة «فكّر بغيرك»، وتمنّى لنفسك بأن تكون شمعة في ذاك الظلام الذي يفترس حياة الكثيرين.