أحدث الأخبار
  • 11:33 . "رويترز": اجتماع رفيع في باريس لبحث نزع سلاح "حزب الله"... المزيد
  • 11:32 . ترامب يلغي رسميا عقوبات "قيصر" على سوريا... المزيد
  • 11:32 . بعد تغيير موعد صلاة الجمعة.. تعديل دوام المدارس الخاصة في دبي... المزيد
  • 11:31 . "فيفا" يقر اقتسام الميدالية البرونزية في كأس العرب 2025 بين منتخبنا الوطني والسعودية... المزيد
  • 11:29 . اعتماد العمل عن بُعد لموظفي حكومة دبي الجمعة بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد
  • 12:50 . "قيصر" عن إلغاء العقوبات الأمريكية: سيُحدث تحوّلا ملموسا بوضع سوريا... المزيد
  • 12:49 . الجيش الأمريكي: مقتل أربعة أشخاص في ضربة عسكرية لقارب تهريب... المزيد
  • 12:47 . أمطار ورياح قوية حتى الغد… "الأرصاد" يحذّر من الغبار وتدني الرؤية ويدعو للحذر على الطرق... المزيد
  • 11:53 . "الموارد البشرية" تدعو إلى توخي الحيطة في مواقع العمل بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 11:52 . 31 ديسمبر تاريخ رسمي لاحتساب القبول بـرياض الأطفال والصف الأول... المزيد
  • 11:50 . حزب الإصلاح اليمني: الإمارات لديها تحسّس من “الإسلام السياسي” ولا علاقة لنا بالإخوان... المزيد
  • 11:46 . عبدالله بن زايد وروبيو يبحثان استقرار اليمن.. ما دلالات الاتصال في هذا التوقيت؟... المزيد
  • 11:38 . موقع عبري: أبوظبي تقف وراء أكبر صفقة في تاريخ “إلبيت” الإسرائيلية بقيمة 2.3 مليار دولار... المزيد
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد

الثرثرة فن إسعاد القارئ!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 16-08-2018

كتب أحدهم أن رباعية نابولي المعروفة بـ«صديقتي المذهلة» للكاتبة الإيطالية إلينا فيرّانتي، وهي بالفعل رواية ضخمة، تتألف من أكثر من 2200 صفحة في مجموع أجزائها الأربعة، حظيت بتقدير كبار النقاد وصحف المراجعات الأدبية «إنها رواية شيقة فعلاً لكنها محشوة بتفاصيل التفاصيل، وبالكثير من الثرثرة تماماً كما أنك جلست إلى امرأة إيطالية طاعنة في السن، راحت تحكي لك ذكرياتها في 500 صفحة، ثم التقطت أنفاسها وطلبت منك أن تحضر في الغد لتكمل لك الثرثرة في 600 صفحة أخرى...». 

 عادة ما ينتج اختلاف الأذواق أحكاماً متباينة ومتضادة، وهو أمر مشروع، تكفله حرية الرأي والاختيار، لكن السؤال يحضر حين يكون هناك حكم على التفاصيل، وتحديداً على تفصيلة الثرثرة: فما الرواية سوى فن سرد التفاصيل بطريقة شيقة؟ تجعل القارئ يفتقدها سريعاً ويقبل عليها ويتعلق بها، القارئ كائن متلصص من طراز رفيع ليس أكثر، ولذلك يقرأ الروايات! 

 الرواية فن تتبع وسرد تفاصيل التفاصيل، لكل ما يخص حيوات الأبطال الذين نرسمهم ونرفع بهم عالماً متخيلاً، نخلقه ككتاب ونحركه ونتحكم فيه بالمزيد من التفاصيل والثرثرة، لا نتحدث عن التفاصيل التافهة ولا الثرثرة السطحية حتماً، لكن التفاهة والسطحية والتلصص هي جزء من الحياة حولنا، وما الرواية سوى عالم متخيل مستقى من الحياة لا أكثر، إن سرد التفاصيل بطريقة الثرثرة ليس عيباً، فنحن أمام رواية ولسنا أمام كتاب فلسفة! 

 في رواية «الباب» للمجرية ماجدة سابو، المزيد من الثرثرة، وحكي لا متناهي حول تفاصيل التفاصيل لعلاقة غريبة جداً، ربما لم تتناولها الأعمال الروائية العربية مطلقاً، إنها العلاقة بين الكاتبة المشهورة ربة البيت والخادمة غريبة الأطوار، قوية الشخصية، شديدة الحضور التي ستعمل في منزل الكاتبة لأكثر من عشرين عاماً، أما الثرثرة فستطال تفاصيل شخصية الخادمة، هذه الشخصية التي ستسيطر على حياة الكاتبة «كسلطة حقيقية» كما في بيوت أغلبنا، لكن دون أن نفكر في معرفة أية تفاصيل حولها، أو نلتفت لحياتها وماضيها وأسرارها! 

ماجدة سابو تفعل ذلك!ماجدة سابو تفعل ما هو أكثر، فتجعل الكاتبة الشهيرة المثقفة، تحترم وتخاف وتحب الخادمة التي وجدت فيها ذاتها التي كانت تبحث عنها، ولم تجدها بل ربما لم تستطع أن تمتلكها يوماً: أن تكون متواضعة ومتفهمة وقادرة على التواصل والإحساس بالآخرين، وأن تدرك أن الآخر مثلنا له روح إنسانية، وشخصية عميقة تفهم الحياة بشكل لم يخطر لنا على بال، كما هي الخادمة!

الثرثرة فن إسعاد القارئ! - البيان