أحدث الأخبار
  • 12:58 . واشنطن توافق على صفقة "صواريخ" مع البحرين بقيمة 500 مليون دولار... المزيد
  • 12:58 . الكويت تدعو لاجتماعين عربي وإسلامي لبحث تطورات الأوضاع في غزة... المزيد
  • 12:58 . رئيس الدولة وولي العهد السعودي يبحثان تطورات المنطقة في ظل تباينات إقليمية... المزيد
  • 12:57 . ترامب يتوقع اتفاقاً بين روسيا وأوكرانيا بعد لقائه المرتقب مع بوتين... المزيد
  • 12:49 . الإمارات تدين بشدة تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 12:48 . رفض عربي وإسلامي ودولي لخطة استيطانية إسرائيلية تعزل القدس وتفصل الضفة... المزيد
  • 12:47 . الحكومة الانتقالية في مالي تعلن إحباط مخطط لزعزعة البلاد بدعم دولة أجنبية... المزيد
  • 12:46 . أمين عام حزب الله: لن نسلم سلاح المقاومة ما دام الاحتلال الإسرائيلي قائما... المزيد
  • 08:47 . روسيا وأوكرانيا تتبادلان 186 أسيراً بوساطة إماراتية... المزيد
  • 07:20 . فرنسا تعلن وقف التأشيرات لموظفي شركة الطيران الإسرائيلية "إلعال"... المزيد
  • 06:49 . ارتفاع أسعار الزي بمدارس خاصة يرهق أولياء أمور الطلبة في الإمارات... المزيد
  • 10:42 . هكذا يحصد الاحتلال أرواح الفلسطينيين في غزة من خلال التجويع... المزيد
  • 10:35 . إنشاء نيابة جديدة في أبوظبي تعنى بقضايا العمال... المزيد
  • 10:27 . إدانات واسعة لتصريحات نتنياهو بشأن "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 10:21 . ترامب يعتزم لقاء بوتين وزيلينسكي بعد قمة ألاسكا... المزيد
  • 07:02 . ما المقاتلة التي تراها أبوظبي بديلاً مثالياً لإف-35 الأمريكية؟... المزيد

السادسة صباحاً.. قبل القهوة بقليل!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 01-07-2018

البارحة فجراً، وأنا أجلس في مقهى أحد مستشفيات دبي الخاصة، استعادت ذاكرتي العديد من المشافي في أوروبا وأميركا التي نزلت فيها مرافقة لوالدتي في رحلات علاجها الطويلة والممتدة لسنوات وسنوات، ولطالما وجدت نفسي خلالها وفي كل هذه المستشفيات أجلس في مقاهيها الصغيرة أتناول كوب قهوتي الصباحية، في هذا التوقيت تحديداً: السادسة فجراً!

البارحة وكأنني أقرأ في كتاب مذكرات، خرجت من غرفة المعاينة حيث تركت والدتي تستريح بعد أن تلقت جرعة الدواء اللازمة، وذهبت مباشرة للمقهى، طلبت كوب القهوة ونقدت النادلة ثمنه، ثم جلست أمام الواجهة الزجاجية الضخمة التي تشكل الجهة المطلة على الشارع من المستشفى بانتظار قهوتي، بدا لي المكان مألوفاً وكأنني في حياة أخرى كنت هنا، جلست في المكان نفسه، وعلى وجه التحديد كانت الطاولة خشبية وعتيقة أيضاً!! إنها الذاكرة التي لا تكف عن اختراع حيلها معي!

للخشب رائحة مميزة أعرفها جيداً، أنا المتحدرة من عائلة اشتغل أحد أفرادها بصناعة السفن ورحل إلى غابات آسيا لانتقاء أجود الأخشاب من الهند والباكستان وكمبوديا، أسهم ربما في الإضرار ببعض الأشجار، لكنه أعلى في بنيان صناعة عريقة ذات تقاليد راسخة في دبي ومدن ساحل الخليج، ليتوارث أبناء خالي المهنة عن والدهم لاحقاً، وليصير عالم الخشب والسفن ملعبهم ومهنتهم!

وفي الوقت الذي تنقل فيه والدي بين السفن لعشرات السنين كنوخذا لا يشق له موج، وقفز جدي من على ظهر سفن عديدة إلى أعماق البحر غواصاً لا يهاب ظلمات الموج، جئت أنا من رحم الموج ومن أصلاب هؤلاء الأسلاف فارتبطت بالبحر وبرائحة الخشب، لذلك أعرف أي رائحة يرسل الخشب إذا ارتطم بالموج، وأي عبق ترسله تلك الطاولات والمقاعد الخشبية حين يبللها مطر الصباحات في المقاهي الصغيرة التي لطالما جلست عليها في مدن وقرى بعيدة بلا عدد، الذاكرة هويتي وأرشيف المكان: لا تنسى ولا تتوارى!!

رائحة القهوة وهي تحمص على مهل في مطبخ أمي لا تنافسها رائحة قهوة ستاربكس ولا قهوة كوستا، لكنها القهوة التي إذا لفحت ذاكرتك استدعت المرة الأولى التي مررت بها ذات صباح باكر وفتاة صينية تعدها سريعاً في ركن صغير للعابرين سراعاً في ممر تحت الأرض قاطعين الطريق من الفندق للمستشفى، وكنت معهم يومها، في مدينة روشستر الأميركية منذ أكثر من 25 عاماً!