أحدث الأخبار
  • 07:20 . فرنسا تعلن وقف التأشيرات لموظفي شركة الطيران الإسرائيلية "إلعال"... المزيد
  • 06:49 . ارتفاع أسعار الزي بمدارس خاصة يرهق أولياء أمور الطلبة في الإمارات... المزيد
  • 10:42 . هكذا يحصد الاحتلال أرواح الفلسطينيين في غزة من خلال التجويع... المزيد
  • 10:35 . إنشاء نيابة جديدة في أبوظبي تعنى بقضايا العمال... المزيد
  • 10:27 . إدانات واسعة لتصريحات نتنياهو بشأن "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 10:21 . ترامب يعتزم لقاء بوتين وزيلينسكي بعد قمة ألاسكا... المزيد
  • 07:02 . ما المقاتلة التي تراها أبوظبي بديلاً مثالياً لإف-35 الأمريكية؟... المزيد
  • 12:11 . الكويت والأردن يبحثان تعزيز التعاون الثنائي وتطوير الشراكة... المزيد
  • 12:09 . عُمان تجدد التزامها بدعم الأمن البحري وتعزيز التعاون الدولي... المزيد
  • 12:08 . المجموعة العربية والتعاون الإسلامي: احتلال غزة "تصعيد خطير وغير مقبول"... المزيد
  • 12:04 . "الإمارات للدواء" تعتمد علاجاً مبتكراً لمرضى "الورم النقوي المتعدد"... المزيد
  • 12:03 . الترويكا الأوروبية تدرس إعادة فرض العقوبات على إيران... المزيد
  • 11:03 . الحوثيون يهاجمون أهدافا إسرائيلية بحيفا والنقب وإيلات وبئر السبع... المزيد
  • 12:29 . قرقاش ينسب لأبوظبي الفضل في اتفاق السلام بين أذربيجان وأرمينيا... المزيد
  • 12:23 . 673 شركة ذكاء اصطناعي في أبوظبي بنمو 61% خلال عام... المزيد
  • 11:52 . الجيش الباكستاني يعلن مقتل 50 مسلحا على الحدود مع أفغانستان... المزيد

أسوأ رئيس عربي في التاريخ!

الكـاتب : حسين شبكشي
تاريخ الخبر: 30-11--0001

مشهد بائس قدم للعالم حين أداء بشار الأسد اليمين، كرئيس على ما تبقى من سوريا، في انتخابات لم يستطع المشاركة فيها أكثر من نصف الشعب القادر على الانتخاب والمستحق له، بسبب ظروف التهجير والتشريد والاعتقال والقتل، التي فاقت بإجرامها كل ما يمكن أن يوصف.

لم يتمكن بشار الأسد من الحضور إلى مجلس الشعب، المكان الذي شهد مسرحية تعديل الدستور في دقائق ليرث حكم سوريا من أبيه في مشهد ساخر تم فيه توريث الرئاسة من أب لولده وسط تصفيق موتور من أعضاء مجلس الشعب الذين كانوا في حالة هستيرية من الرعب وهم يصفقون.

بدأ بشار الأسد في خطابه البائس مجردا عن الواقع ومجردا من الإنسانية، حول موضوع ثورة شعبية عليه وعلى نظامه إلى حرب منه على الإرهاب، ويكفي التمعن جيدا في عينات مؤيديه سواء ممن حضروا مسرحية أدائه للقسم أو من لم يحضروا لتبيان مستوى من يؤيده، بوتين، حسن نصر الله، شريف شحادة، وئام وهاب، ورغدة، وجورج وسوف! هذه عينة من مؤيديه ولا داعي للتعليق أكثر، فهذه مطبوعة محترمة يقرأها كافة أفراد الأسرة في العالم العربي.

بشار الأسد بدأ في خطابه وهو يستند إلى «نصره» الدونكيخوتي، الوهمي، فهو لم يعد - وذلك بحسب قناعته وقناعة عينات مؤيديه - بحاجة إلى أن يستمد شرعية حكمه من أي أحد إلا من نفسه هو شخصيا، فالشعب الذي هو مصدر السلطات لم يعد موجودا، والدولة تمزقت، والدستور تبدل في ظروف مريبة والمجتمع الدولي لا يعترف بشرعيته والعالم العربي رفضه. وهو يذكرنا بالمشهد الأسطوري حينما وضع شاه إيران تاج ملك الملوك على رأسه (الشاهنشاه) فتولى هو بنفسه هذه المسألة. فقد وجد نفسه هو وحده الجدير والمستحق لهذه المكانة والمسألة وأنه الوحيد القادر على منح الشرعية الحقيقية لتلك اللحظة التاريخية في عمر بلاده، وقد رأى أنه هو الذي أوجد الشرعية لنفسه وبالتالي ليس بحاجة إلى أن يستمدها من أي مصدر آخر أبدا.

في علم النفس، ليست هناك حالة انفصام أعمق ولا أخطر ولا أدق من الإنكار، هي المراحل السوداء، كان عليها صدام حسين وهتلر ونابليون وجنكيز خان وبوكاسا، كلهم طغاة ظنوا أنهم لن يفارقوا وأن لن يقدر عليهم أحد، فحولوا حكمهم إلى غصب والشعب إلى عبيد وطوعوا كل مرافئ وكل موارد البلاد لأجل بقائهم في السلطة ويتجرءون بالقسم على حماية الشعب وعلى حماية البلد وعلى حماية الدستور وهم بأنفسهم دمروا الثلاثة.

لن يدرك بشار الأسد حجم البارود الذي قذف به على نيران الثورة السورية ليشعلها مجددا، ويعيد الغضب ويفجره لأن ما قام بعمله هو إهانة بالغة القوة للدماء السورية الغالية والنفوس السورية الأبية، هو احتقار تام لكل معاني العزة والكرامة وتكريس للظلم بشكل فج.

الشرعية الحاكمة إذن لم تكن قائمة على الحق فمآلها إلى الجحيم. هذه هي الأبجديات التي يعلمنا التاريخ وقد يكون في ذلك الطرح الكثير من المثاليات والمسلمات الحالمة إلا أنها تبقى الحقيقة المستمرة على مدار مدرسة التاريخ. وبشار الأسد لن يكون بأي حال من الأحوال مصيره أفضل ممن سبقوه من الطغاة، فالسنة الكونية واحدة ومستمرة وباقية والمسألة تكرر نفسها.

الرئيس الذي لا يستطيع الوصول إلى مجلس الشعب الذي «انتخبه» لأداء اليمين، إما يخاف من شعبه ولا يثق به، أو يحتقر شعبه ولا يكترث به. وفي الحالتين هو لا يستحق البقاء ولا الاستمرار.

رسالة كرسها بشار الأسد مجددا في شهادات لا تنتهي عن فشله كرئيس، لأن التاريخ حسم أمره ودون اسمه بأحرف سوداء كأسوأ رئيس عربي في التاريخ.