أحدث الأخبار
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد
  • 11:44 . سوريا تُطلق هيئة وطنية للعدالة الانتقالية لمحاسبة جرائم نظام الأسد... المزيد
  • 11:43 . إحباط محاولة تهريب 89 كبسولة كوكايين داخل أحشاء مسافر في مطار زايد الدولي... المزيد
  • 11:29 . السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي وجود أي خطط لنقل فلسطينيين إلى ليبيا... المزيد
  • 11:28 . السعودية تؤكد ضرورة وقف النار في غزة وأهمية دعم استقرار سوريا... المزيد
  • 11:26 . جيش الاحتلال الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد
  • 08:32 . "قمة بغداد" تحث المجتمع الدولي على الضغط لوقف الحرب على غزة... المزيد
  • 06:35 . "معرفة دبي" تعلق عمليات التقييم والرقابة بالمدارس الخاصة للعام الدراسي القادم... المزيد
  • 12:26 . الاتحاد الأوروبي يبحث مواصلة تعليق عقوبات على سوريا... المزيد
  • 12:19 . الجابر لترامب: الإمارات سترفع استثمارات الطاقة بأميركا إلى 440 مليار دولار بحلول 2035... المزيد
  • 11:12 . نيابة عن رئيس الدولة.. منصور بن زايد يرأس وفد الإمارات إلى القمة العربية في العراق... المزيد
  • 11:09 . سبع دول أوروبية تطالب الاحتلال بوقف حرب الإبادة في غزة وإنهاء الحصار.. وحماس تشيد... المزيد
  • 11:05 . إصابة شرطي إسرائيلي في عملية طعن بالقدس المحتلة... المزيد
  • 11:03 . حاملة الطائرات الأمريكية "هاري ترومان" تغادر الشرق الأوسط بعد الاتفاق مع الحوثيين... المزيد

مشايخ ورموز.. بين السقوط والصمود

الكـاتب : ياسر الزعاترة
تاريخ الخبر: 13-06-2018

خلال أسابيع قليلة، انشغلت مواقع التواصل الاجتماعي بجملة من أخبار العلماء والدعاة الذين سقطوا في وحل السياسة والمال، بين من اشتغل في مجال الدعاية والإعلان، وبين من غيّر مساره وانقلب على مواقفه واصطدم بالوعي الجمعي للأمة، وبين من راح يبشّر بالتسوية مع الصهاينة، وصولاً إلى من حذف تغريدة قديمة له تنتصر للشعب الفلسطيني، حين رأى الأجواء في اتجاه آخر.
كان مثيراً للحزن أن تجتمع كل هذه الأخبار في أسابيع قليلة، لا سيما أن الضجة حيالها في مواقع التواصل كانت كبيرة جداً، الأمر الذي يثير مخاطر على وعي الأجيال الجديدة، التي يُخشى أن يصل بها الحال حد النظر بعين الشك إلى أي شيخ أو عالم أو رمز.
لا شك أن الأفكار لا تنتقل بالوعظ وحسب، بل تنتقل بالنموذج. وحين يسقط من يعظون الناس في وحل المواقف الإشكالية بعد صعودهم بفعل الكلام المسموع أو المقروء، فإن معادلة النموذج ستسقط بالضرورة، وهنا تكون الصحوة في خطر كبير، ولعل ذلك هو ما يريده البعض ممن يسعون لضرب ظاهرة التدين برمتها، لأنهم يرونها حاضنة للإسلام السياسي. وحين يجري إبراز نماذج علمانية بوصفها مراجع تفتي في قضايا الدين، فهذا يكشف محاولة لتشكيك الأجيال الجديدة في دينها، وليس مسعى لتصحيح مسيرة التدين أو خطابه.
ما ينبغي أن يُقال ابتداءً هو أن العالم أو الداعية أو حتى المفكر، هو إنسان قبل أي شيء، ويخضع لما يخضع له الإنسان من صعود وهبوط، وتقدم وتراجع، وخضوع لمنطق الإغراءات من جهة، أو الخوف من جهة أخرى.
الفارق بالطبع بينه وبين الإنسان العادي هو أن حجم ما يتعرّض له من تهديد، وما يتعرض له من إغراءات هو أكبر بكثير، ما يجعل احتمال خضوعه أكبر بالضرورة من أي إنسان آخر.
ما تفعله الأنظمة الشمولية في كل مراحل التاريخ هو أنها تستهدف المؤثرين من الناس، إن كان بالإغراء أم بالتهديد، وهذا يشمل المشايخ والكتاب والإعلاميين والشعراء وغيرهم من أهل التأثير، بما في ذلك شيوخ القبائل، وكذا المشتغلون بالسياسة، خاصة المعارضين في الزمن الراهن.
وما تؤكده التجربة الإنسانية هو أن السقوط في عالم السياسة والعمل العام لا صلة له بالأيديولوجيا، بل هو عابر لها، إذ يشمل كل الألوان الفكرية والسياسية والتنظيمية، ولا ينجو منه أي فكر، ومن يدّعي أن «تجمعه» عصي على ذلك، فهو يكذب، أو لعله يتجاهل حقيقة أن تجمعه ليس مهماً حتى تُستهدف رموزه بمساعي الشراء أو التهديد أصلاً.
من جانب آخر، فإن ما يجهله الكثير من أهل السياسة في هذا المضمار هو أن الوعي الجمعي للأمة يبقى عصياً على التزييف، فهو يتابع هذا العالم أو الرمز أو المفكر، ويحبه أيضاً، لكنه ما إن يسقط في وحل السياسة، حتى يتركه دون تردد، بينما يظل منحازاً لمن يصمدون أمام الإغراء والتهديد، ويواصلون الانحياز لقضايا دينهم وأمتهم.
هنا يمكن القول إن الجماهير قد تقبل من العالم أو الرمز أن لا يقول كل الحق، تبعاً لظروف صعبة تحيط به، لكنه لا يُقبل منه أن ينحاز لباطل، أو يبرر مواقف تصطدم مع وعيها الجمعي.
بقي القول إن على المعنيين بمصالح الأمة أن لا يتوقفوا فقط عند من يتساقطون من العلماء والدعاة، بل يجب أيضاً الحديث الدائم عن حشد أكبر بكثير من العلماء والدعاة والرموز الذين يصمدون، والذين تزدحم ببعضهم السجون العربية، وهذه مسألة بالغة الأهمية حتى لا يجري بث الإحباط في أوساط الأمة، ولا سيما الأجيال الجديدة من أبنائها.;