أحدث الأخبار
  • 07:46 . "التربية" تعلن التقويم الأكاديمي للمدارس الحكومية والخاصة 2025 – 2026... المزيد
  • 07:44 . شرطة أبوظبي تحذر من استغلال شبكات التواصل الاجتماعي لترويج المخدرات... المزيد
  • 12:58 . واشنطن توافق على صفقة "صواريخ" مع البحرين بقيمة 500 مليون دولار... المزيد
  • 12:58 . الكويت تدعو لاجتماعين عربي وإسلامي لبحث تطورات الأوضاع في غزة... المزيد
  • 12:58 . رئيس الدولة وولي العهد السعودي يبحثان تطورات المنطقة في ظل تباينات إقليمية... المزيد
  • 12:57 . ترامب يتوقع اتفاقاً بين روسيا وأوكرانيا بعد لقائه المرتقب مع بوتين... المزيد
  • 12:49 . الإمارات تدين بشدة تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 12:48 . رفض عربي وإسلامي ودولي لخطة استيطانية إسرائيلية تعزل القدس وتفصل الضفة... المزيد
  • 12:47 . الحكومة الانتقالية في مالي تعلن إحباط مخطط لزعزعة البلاد بدعم دولة أجنبية... المزيد
  • 12:46 . أمين عام حزب الله: لن نسلم سلاح المقاومة ما دام الاحتلال الإسرائيلي قائما... المزيد
  • 08:47 . روسيا وأوكرانيا تتبادلان 186 أسيراً بوساطة إماراتية... المزيد
  • 07:20 . فرنسا تعلن وقف التأشيرات لموظفي شركة الطيران الإسرائيلية "إلعال"... المزيد
  • 06:49 . ارتفاع أسعار الزي بمدارس خاصة يرهق أولياء أمور الطلبة في الإمارات... المزيد
  • 10:42 . هكذا يحصد الاحتلال أرواح الفلسطينيين في غزة من خلال التجويع... المزيد
  • 10:35 . إنشاء نيابة جديدة في أبوظبي تعنى بقضايا العمال... المزيد
  • 10:27 . إدانات واسعة لتصريحات نتنياهو بشأن "إسرائيل الكبرى"... المزيد

الأوهام.. تلك الآلة الجهنمية!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 28-05-2018

بعد أن تركت تلك الشابة الممتلئة بالحياة والنشاط كل ما كان يربطها بالماضي، بيتها، وعملها الذي لطالما تفانت لأجله، الحي الذي تربت فيه، أصدقاء طفولتها، وكل شيء يذكّرها بما كان، وجدت نفسها تنتقل من وظيفة إلى أخرى من دون أي شعور بالأسى أو النفور أو الندم، كانت تجد نفسها تنتقل ببساطة بين نقاط الحياة دون أن تلتفت إلى الخلف أو تشعر بأية مخاوف من أي نوع، فبعد أن قبضت على زوجها يخونها في بيتها ذلك النهار، وبعد أن بكت وابتلعت غصتها القاتلة، مضت بعيداً، واختفت عن الجميع، وزادت على ذلك بأن صمتت إزاء الشائعات التي كانت تصلها من زملاء العمل، وحين تعافت من الصدمة بدت لها الشائعات مجرد شائعات وسخيفة أيضاً!

لاحقاً أسرّت لأحد أصدقائها بأن انضباطها في العمل لم يكن دليلاً على حبها للعمل، ولكن على خوفها ربما! شرحت له أنها كانت تحرص على أن لا تتغيب عن العمل وتفعل كل ما في وسعها لتصل قبل الوقت المحدد أياً كانت الظروف لأنها كانت تخشى أن يحدث شيء ما إذا لم تفعل ذلك، وفي الحقيقة فقد كان ذلك السلوك هو ما يجعلها قوية ومتماسكة وما يشعرها بالأهمية، بعد الحادثة التي تعرضت لها أيقنت أنها كانت واهمة تماماً، كمعظمنا حين نعتقد أن هذا الشخص هو ما يجعلنا سعداء وهذا العمل هو ما يجعلنا متماسكين ثم نكتشف حجم الوهم فنضحك على ما كنا نتوهمه!

فيما بعد بدأت تتعرف على ما يجعلها قوية فعلاً، بدأت تفهم السر الحقيقي في معادلة السعادة والتماسك النفسي، فكلنا لديه اهتمامات وأمور وهوايات وملكات يبرع فيها، لكنه حين يحبها عليه أن يفعل ذلك لأجل نفسه؛ لأنها تمنحه البهجة، ولأنها تشبعه وترضى ميولاً وتوجهات لديه، وربما تجمعه بأصدقاء آخرين يقضي بصحبتهم وقتاً عميقاً وغنياً بالفائدة، تكون تلك الهوايات والاهتمامات أمراً مشتركاً فيما بينهم بعيداً عن تصنيف الآخرين لها بأنها تافهة أو سخيفة أو..

يحتاج الإنسان إلى أن يعرف على وجه الدقة تلك الأمور التي تجعله متماسكاً في مواجهة الظروف القاسية التي يقع فيها، إلا أن المعرفة وحدها لا تكفي إذا لم يكن بمقدورنا أن نتخطى نظرية رأي الآخرين، فالآخرون يتحولون إلى جحيم أحياناً، كما قال (سارتر)، أما كلامهم فآلة جهنمية قاسية جداً وبلا قلب، نحتاج إلى أن ننتبه لأنفسنا أكثر مما نركز على اشتراطات الآلة، الناس سيتكلمون عنك في كل الأحوال سواءً أحسنت أم أسأت.. «ريح بالك» إذن!