أحدث الأخبار
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد
  • 11:44 . سوريا تُطلق هيئة وطنية للعدالة الانتقالية لمحاسبة جرائم نظام الأسد... المزيد
  • 11:43 . إحباط محاولة تهريب 89 كبسولة كوكايين داخل أحشاء مسافر في مطار زايد الدولي... المزيد
  • 11:29 . السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي وجود أي خطط لنقل فلسطينيين إلى ليبيا... المزيد
  • 11:28 . السعودية تؤكد ضرورة وقف النار في غزة وأهمية دعم استقرار سوريا... المزيد
  • 11:26 . جيش الاحتلال الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد
  • 08:32 . "قمة بغداد" تحث المجتمع الدولي على الضغط لوقف الحرب على غزة... المزيد
  • 06:35 . "معرفة دبي" تعلق عمليات التقييم والرقابة بالمدارس الخاصة للعام الدراسي القادم... المزيد
  • 12:26 . الاتحاد الأوروبي يبحث مواصلة تعليق عقوبات على سوريا... المزيد
  • 12:19 . الجابر لترامب: الإمارات سترفع استثمارات الطاقة بأميركا إلى 440 مليار دولار بحلول 2035... المزيد
  • 11:12 . نيابة عن رئيس الدولة.. منصور بن زايد يرأس وفد الإمارات إلى القمة العربية في العراق... المزيد
  • 11:09 . سبع دول أوروبية تطالب الاحتلال بوقف حرب الإبادة في غزة وإنهاء الحصار.. وحماس تشيد... المزيد
  • 11:05 . إصابة شرطي إسرائيلي في عملية طعن بالقدس المحتلة... المزيد

الثقافة للحياة والعلم للمدرسة!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 23-04-2018

أذكر تماماً أنه في سنوات دراستي الجامعية وقع بين يدي كتاب عبارة عن دراسة فكرية، سجل من خلالها الكاتب ملاحظات استقاها من حياته في فرنسا أثناء دراسته للطب هناك. وقد قارن بين تعاطي الغربيين وأبناء بلده مع قيم المحافظة على الوقت والمرافق العامة وإتقان العمل من خلال مواقف مر بها هناك، وفي ثنايا الكتاب استوقفني موقف ما زلت أذكره برغم مرور السنوات!

يقول الكاتب إنه كان يستمع لأحد خطابات الرئيس الفرنسي ديغول، وإنه في ذلك الخطاب شدد ديغول على الفرنسيين أن يجدّوا في نشر اللغة الفرنسية وتعليمها للجميع، لأنهم بذلك يضمنون تبعية هؤلاء لفرنسا وانبهارهم الدائم بها، يقول الكاتب إنه عندما سمع الرئيس يقول: «علّموهم الفرنسية ليشتروا كل ما تنتجه فرنسا»، هرع يكتب إلى والدته في تونس أن ترسل إليه كتباً باللغة العربية، وأنه لا يريد حلويات ولا أي شيء، يريد أن يتحصن بلغته حتى لا يستعمره ديغول مجدداً بعد أن تحررت تونس!!

يقول مالك بن نبي: «إن القابلية للاستعمار أخطر من الاستعمار» حين تكون منبهراً بلغة الآخر وثقافته، وعليه، فمن قال إن اللغة ليست مهمة، ومن قال إننا لا نُنتهك ونُستعمر من خلالها؟ ومن قال إن خلط اللغة بكلمات ومفردات من لغات أخرى لا يضعفنا ولا يجعلنا كحائط هابط سهل على أي من كان أن يعتليه؟ اللغة جدار منيع، وهي أول مقومات الهوية، وهي الوسيلة الأولى التي تعرَّفنا بها إلى العالم كله منذ عرفنا كيف ندير بصرنا وننظر إلى ما حولنا.

ومنذ عرفنا أن هذه أم، وذاك أب، وهذا ماء، وذاك تراب فبحر وسماء ومراكب، وخبز وشجر، وطيور وسمك ومطر ورجال وفتيات ولعب وأصدقاء و.. إلخ، أي منذ تكوّن قاموس مفردات ثقافتنا العامة الأساسية قبل أن نمشي باتجاه المدرسة التي سنقضي فيها معظم أوقاتنا، لنتعلم ما لا تستطيع أن تعلمنا إياه الأسرة والشارع والأصحاب!

نحن نتعلم علماً حقيقياً في المدرسة، علماً يبني شخصيتنا وطريقتنا في التفكير، تعلمنا الهندسة والرياضيات والعلوم والمنطق والتحليل والبحث والاستدلال، كل ذلك بلغة مجتمعنا وأهلنا، اللغة العربية، ما عدا ذلك من أنشطة وثقافة عامة فعلّمتنا إياها الحياة أو سعينا لها كل بطريقته، بينما حافظت المدرسة على دورها المحوري في منحنا مناهج تعليم موضوعة بعناية تربوية ونفسية واجتماعية كبيرة ودون أي ثغرات!