أحدث الأخبار
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

مفاتيح الحضارة

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 23-03-2018

ليس هُناك شك في أن مفاتيح الحضارة تكمن في القدرة على توظيف العلم والتعليم بصورة جيدة، بغية ضمان مخرجات ذات كفاءة عالية الجودة في كل المجالات. فمفاتيح الحضارة لا تتأتى لأمة من الأمم إلا إذا وجد علماؤها الدعم الكافي لأداء أدوارهم العلمية والبحثية، وأهمها التعرف على أسرار الطبيعة واكتشاف ما فيها وتحويل كل ذلك إلى نظريات وابتكارات وإبداعات علمية وفكرية واجتماعية تجعل حياة الأمة أفضل وحضورها أكبر وأقوى في حضارة العصر.

والحضارة الإسلامية بدأت بآية «اقرأ»، حيث قرأ المسلمون أغلب معارف اليونان والفرس والهند، وترجموا كل ذلك، ولم يتوقف بهم الأمر عند الترجمة والاستنساخ والاستيراد، بل عملوا على إنعاش عقولهم وأفكارهم، واختاروا أحسن الكفاءات لديهم لقيادة مثل ذلك التوجه الحضاري. كما عملوا على مراجعة وتطوير المعارف والنظريات المترجمة، لملاءمتها مع بيئتهم وثقافتهم، واستخدموا أفضل الأدوات العلمية والمنهجية لاستنباط حقائق ونظريات وحلول تثري حضارتهم، حتى قال عنهم المستشرق «ويليم أوسلر»: «لئن أشعل العرب سراجهم من قناديل اليونان، فإنهم ما لبثوا أن أصبحوا شعلة وهاجة استضاء بنورها أهل الأرض».

كانت علوم العرب أكثر العلوم تقدماً في العالم، باعتراف الباحث «توبي أ. هاف» في كتابه «فجر العلم الحديث»، إذ يوضح أن العلماء المسلمين كانوا رواد التقدم العلمي، وكانت نظرياتهم وأبحاثهم العلمية أكثر تطوراً منها في أي مكان في العالم، بسبب جهودهم العظمية في ترجمة ونقل وتنقيح العلوم الأجنبية.

وقد ظل العالم الإسلامي متفوقاً، علمياً وتقنياً، على مدى أكثر من خمسة قرون، وكان للقرآن الكريم والحديث الشريف، حسب «توبي هاف»، الدور الأساسي في إعطاء هذا العمل دافعيته الكبرى. وحين تخلى العرب عن دورهم الحضاري، ولم يعد عندهم اهتمام بالعلم والتعليم والعلماء، واكتفوا بتوظيف أنصاف الكفاءات في المواقع المهمة، اقتصر طموحهم على الأخذ بقشور الحضارة الجاهزة والاكتفاء بالعلوم المستوردة وأصبحوا زبائن مستهلكين لمنتجات حضارة لم يستطيعوا أن يكونوا شركاء فاعلين فيها.

ينقل أحد المهتمين عن المهندس ماهر أباظة، وزير الكهرباء المصري الأسبق، قوله في أحد تصريحاته الصحفية: «إن قطاع الطاقة ظل يبحث لمدة خمس عشر سنة عن سر صناعة مادة معينة في العازلات الكهربائية دون جدوى، فقد رفضت سبع شركات أجنبية أن تعطينا أسرار هذه التكنولوجيا، حتى تبقى المصدر الوحيد لها وحتى تبيعها وفق شروطها». وأضاف: «ثم تطوع العلماء الصينيون الذين عرفوا نبأ هذه المادة من كتابات وبحوث العلماء المصريين التي نشرت في الخارج، بإخبارنا أن المواد التي تصنع منها هذه العازلات موجودة في تربتنا وبأنهم سوف يرسلون خبراءهم ليرشدون إليها في بلادنا». ثم يضيف: «مضيت أتابع ما قرأته في موضوع العازلات الكهربائية، ففوجئت بأمر آخر، لقد تكلم عالم مصري عن هذا الأمر عندما قال إن مادة الكولين التي تنتج العوازل المطلوبة موجودة في سيناء وفي كلابشة، وإن إمكانات استخدامها قدمت إلى الإدارة المصرية من سنين طويلة، وظلت حبيسة أدراج بعض المسؤولين».

وتحدث الدكتور محمود محيي الدين، وزير الاستثمار المصري الأسبق، خلال ندوة مجلة «روز اليوسف» (24-10-2009)، عن تجربة شبيهة، عندما قال: كنت في الوفد المصاحب للرئيس حسني مبارك إلى المجر، وذهبنا لزيارة لإحدى مزارع الألبان والتي تنتج أعلى معدل أوروبي، وهو 25 لترا، فسألت عن سبب تميزهم في الإنتاج، واكتشفت أنهم استعانوا بدراسة للعالم المصري الدكتور أحمد مستجير، وهو أحد العلماء المصريين البارعين الذين نجحوا في توصيل علمهم لكثير من بلدان العالم ولم نهتم بأخذ أفكارهم.