أحدث الأخبار
  • 08:42 . مرتزقة كولومبيون في حرب السودان.. خيوط تمويل إماراتية تثير عاصفة سياسية وقانونية دولية... المزيد
  • 07:46 . "التربية" تعلن التقويم الأكاديمي للمدارس الحكومية والخاصة 2025 – 2026... المزيد
  • 07:44 . شرطة أبوظبي تحذر من استغلال شبكات التواصل الاجتماعي لترويج المخدرات... المزيد
  • 12:58 . واشنطن توافق على صفقة "صواريخ" مع البحرين بقيمة 500 مليون دولار... المزيد
  • 12:58 . الكويت تدعو لاجتماعين عربي وإسلامي لبحث تطورات الأوضاع في غزة... المزيد
  • 12:58 . رئيس الدولة وولي العهد السعودي يبحثان تطورات المنطقة في ظل تباينات إقليمية... المزيد
  • 12:57 . ترامب يتوقع اتفاقاً بين روسيا وأوكرانيا بعد لقائه المرتقب مع بوتين... المزيد
  • 12:49 . الإمارات تدين بشدة تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 12:48 . رفض عربي وإسلامي ودولي لخطة استيطانية إسرائيلية تعزل القدس وتفصل الضفة... المزيد
  • 12:47 . الحكومة الانتقالية في مالي تعلن إحباط مخطط لزعزعة البلاد بدعم دولة أجنبية... المزيد
  • 12:46 . أمين عام حزب الله: لن نسلم سلاح المقاومة ما دام الاحتلال الإسرائيلي قائما... المزيد
  • 08:47 . روسيا وأوكرانيا تتبادلان 186 أسيراً بوساطة إماراتية... المزيد
  • 07:20 . فرنسا تعلن وقف التأشيرات لموظفي شركة الطيران الإسرائيلية "إلعال"... المزيد
  • 06:49 . ارتفاع أسعار الزي بمدارس خاصة يرهق أولياء أمور الطلبة في الإمارات... المزيد
  • 10:42 . هكذا يحصد الاحتلال أرواح الفلسطينيين في غزة من خلال التجويع... المزيد
  • 10:35 . إنشاء نيابة جديدة في أبوظبي تعنى بقضايا العمال... المزيد

مفاتيح الحضارة

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 23-03-2018

ليس هُناك شك في أن مفاتيح الحضارة تكمن في القدرة على توظيف العلم والتعليم بصورة جيدة، بغية ضمان مخرجات ذات كفاءة عالية الجودة في كل المجالات. فمفاتيح الحضارة لا تتأتى لأمة من الأمم إلا إذا وجد علماؤها الدعم الكافي لأداء أدوارهم العلمية والبحثية، وأهمها التعرف على أسرار الطبيعة واكتشاف ما فيها وتحويل كل ذلك إلى نظريات وابتكارات وإبداعات علمية وفكرية واجتماعية تجعل حياة الأمة أفضل وحضورها أكبر وأقوى في حضارة العصر.

والحضارة الإسلامية بدأت بآية «اقرأ»، حيث قرأ المسلمون أغلب معارف اليونان والفرس والهند، وترجموا كل ذلك، ولم يتوقف بهم الأمر عند الترجمة والاستنساخ والاستيراد، بل عملوا على إنعاش عقولهم وأفكارهم، واختاروا أحسن الكفاءات لديهم لقيادة مثل ذلك التوجه الحضاري. كما عملوا على مراجعة وتطوير المعارف والنظريات المترجمة، لملاءمتها مع بيئتهم وثقافتهم، واستخدموا أفضل الأدوات العلمية والمنهجية لاستنباط حقائق ونظريات وحلول تثري حضارتهم، حتى قال عنهم المستشرق «ويليم أوسلر»: «لئن أشعل العرب سراجهم من قناديل اليونان، فإنهم ما لبثوا أن أصبحوا شعلة وهاجة استضاء بنورها أهل الأرض».

كانت علوم العرب أكثر العلوم تقدماً في العالم، باعتراف الباحث «توبي أ. هاف» في كتابه «فجر العلم الحديث»، إذ يوضح أن العلماء المسلمين كانوا رواد التقدم العلمي، وكانت نظرياتهم وأبحاثهم العلمية أكثر تطوراً منها في أي مكان في العالم، بسبب جهودهم العظمية في ترجمة ونقل وتنقيح العلوم الأجنبية.

وقد ظل العالم الإسلامي متفوقاً، علمياً وتقنياً، على مدى أكثر من خمسة قرون، وكان للقرآن الكريم والحديث الشريف، حسب «توبي هاف»، الدور الأساسي في إعطاء هذا العمل دافعيته الكبرى. وحين تخلى العرب عن دورهم الحضاري، ولم يعد عندهم اهتمام بالعلم والتعليم والعلماء، واكتفوا بتوظيف أنصاف الكفاءات في المواقع المهمة، اقتصر طموحهم على الأخذ بقشور الحضارة الجاهزة والاكتفاء بالعلوم المستوردة وأصبحوا زبائن مستهلكين لمنتجات حضارة لم يستطيعوا أن يكونوا شركاء فاعلين فيها.

ينقل أحد المهتمين عن المهندس ماهر أباظة، وزير الكهرباء المصري الأسبق، قوله في أحد تصريحاته الصحفية: «إن قطاع الطاقة ظل يبحث لمدة خمس عشر سنة عن سر صناعة مادة معينة في العازلات الكهربائية دون جدوى، فقد رفضت سبع شركات أجنبية أن تعطينا أسرار هذه التكنولوجيا، حتى تبقى المصدر الوحيد لها وحتى تبيعها وفق شروطها». وأضاف: «ثم تطوع العلماء الصينيون الذين عرفوا نبأ هذه المادة من كتابات وبحوث العلماء المصريين التي نشرت في الخارج، بإخبارنا أن المواد التي تصنع منها هذه العازلات موجودة في تربتنا وبأنهم سوف يرسلون خبراءهم ليرشدون إليها في بلادنا». ثم يضيف: «مضيت أتابع ما قرأته في موضوع العازلات الكهربائية، ففوجئت بأمر آخر، لقد تكلم عالم مصري عن هذا الأمر عندما قال إن مادة الكولين التي تنتج العوازل المطلوبة موجودة في سيناء وفي كلابشة، وإن إمكانات استخدامها قدمت إلى الإدارة المصرية من سنين طويلة، وظلت حبيسة أدراج بعض المسؤولين».

وتحدث الدكتور محمود محيي الدين، وزير الاستثمار المصري الأسبق، خلال ندوة مجلة «روز اليوسف» (24-10-2009)، عن تجربة شبيهة، عندما قال: كنت في الوفد المصاحب للرئيس حسني مبارك إلى المجر، وذهبنا لزيارة لإحدى مزارع الألبان والتي تنتج أعلى معدل أوروبي، وهو 25 لترا، فسألت عن سبب تميزهم في الإنتاج، واكتشفت أنهم استعانوا بدراسة للعالم المصري الدكتور أحمد مستجير، وهو أحد العلماء المصريين البارعين الذين نجحوا في توصيل علمهم لكثير من بلدان العالم ولم نهتم بأخذ أفكارهم.