أحدث الأخبار
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد
  • 11:44 . سوريا تُطلق هيئة وطنية للعدالة الانتقالية لمحاسبة جرائم نظام الأسد... المزيد
  • 11:43 . إحباط محاولة تهريب 89 كبسولة كوكايين داخل أحشاء مسافر في مطار زايد الدولي... المزيد
  • 11:29 . السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي وجود أي خطط لنقل فلسطينيين إلى ليبيا... المزيد
  • 11:28 . السعودية تؤكد ضرورة وقف النار في غزة وأهمية دعم استقرار سوريا... المزيد
  • 11:26 . جيش الاحتلال الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد
  • 08:32 . "قمة بغداد" تحث المجتمع الدولي على الضغط لوقف الحرب على غزة... المزيد
  • 06:35 . "معرفة دبي" تعلق عمليات التقييم والرقابة بالمدارس الخاصة للعام الدراسي القادم... المزيد
  • 12:26 . الاتحاد الأوروبي يبحث مواصلة تعليق عقوبات على سوريا... المزيد
  • 12:19 . الجابر لترامب: الإمارات سترفع استثمارات الطاقة بأميركا إلى 440 مليار دولار بحلول 2035... المزيد
  • 11:12 . نيابة عن رئيس الدولة.. منصور بن زايد يرأس وفد الإمارات إلى القمة العربية في العراق... المزيد

عباس بين المطرقة والسندان

الكـاتب : ماجد محمد الأنصاري
تاريخ الخبر: 21-03-2018


الرئيس الفلسطيني محمود عباس وجد نفسه في موقع غاية في الصعوبة خلال الأشهر الأخيرة، مقارب لحال سلفه في نهايات عهده، مستوى التنازل المطلوب منه أميركياً فوق مستوى قدرته، وعليه ضغط عربي لاتخاذ مواقف لا تتوافق مع مصالحه، ولا مصالح حزبه، أميركياً مطلوب من عباس الموافقة على التنازل عن القدس علناً، وعدم التصالح مع حماس، واستمرار التنسيق الأمني، عربياً -ومن السعودية والإمارات تحديداً- مطلوب منه المشاركة في خنق قطاع غزة وحركة حماس، والتماهي مع إدارة ترمب ومشروعها للسلام، بالإضافة إلى التماهي مع مشروع السعودية والإمارات في المنطقة العربية، ومن ذلك العلاقة مع قطر وتركيا وغيرهما، بالإضافة للقبول بتسويق ضمني لدحلان في الساحة الفلسطينية.
المطالب التي يواجهها عباس هي غير قابلة للتطبيق بالنسبة له لسببين، الأول أن كمية التنازلات المطلوبة ستفقده أي شرعية داخل فلسطين، والأمر الثاني هو أنها فعلياً تفقده كل حلفائه داخلياً وخارجياً، والمواقف الداعمة للقضية الفلسطينية بشكل عام، لذلك على ما يبدو اختار عباس أن يمسك العصا من منتصفها، فهو تارة يخرج بمواقف حادة ضد الإدارة الأميركية، وتارة ضد حماس، يتواصل مع السعودية ليقدم الوعود، وفي نفس الوقت ينسق مع الأتراك، وكل ذلك لا يعدو عن كونه محاولة لكسب الوقت في مواجهة نفاد حتمي لرأس ماله السياسي.
في المقابل، تحالف الإمارات والسعودية لا يبدو مهتماً ببقاء عباس، وهو يجد في دحلان بديلاً أفضل، ولكن لا مانع لديهما من أن يتم الضغط عليه لتمرير كل الأمور التي تفقده شرعيته، حتى يكون الوضع ممهداً لدحلان، ولا يضطر أن يبدأ عهده بتنازلات علنية كبيرة، المصريون من جهتهم يواجهون أزمة إبعادهم عن الملف، لا شك أن المصريين لا مانع لديهم من تقديم التنازلات، ولكنهم منزعجون من أنها لا تمر عبرهم، وبالتالي يفقدهم ذلك ورقة مهمة في تعاملهم مع الغرب، طالما كان الاعتماد عليها في الحصول على دعم الولايات المتحدة المادي والعسكري والسياسي، وبالتالي يبدو أن المصريين من ناحيتهم يحاولون توفير غطاء بديل لعباس، ويدعمون «صموده»، في مقابل بقاء الدور المصري كراعٍ للسلطة.
بطبيعة الحال يعلم عباس أن نهاية رئاسته على الأبواب، وهو أمام خيارين، إما أن يرحل في صورة المقاوم الذي رفض التنازل، وبالتالي يبيض صفحته بعد سنوات من التنازلات، وهو أمر يعلم عباس أنه سيجعل نهايته مدوية، كتلك التي واجهها سلفه، أو أن ينبطح للعاصفة، ويمر عليه مشروع وأد القضية الفلسطينية، ولكنه هنا كذلك يعلم أن نهايته ستكون مخزية، وسيخسر منصبه وعلاقاته في آن واحد، وعلى الرغم من صعوبة التعاطف مع موقف عباس بشكل عام، إلا أنه فعلاً لا يملك الكثير من الخيارات، وليس أمامه إلا أن يحاول المماطلة وإعادة تركيب التحالفات من حوله داخلياً وخارجياً، وحتى لو فعل كل ما يمكن فعله فهو سينجح في تأجيل النهاية الحتمية فحسب، وهو في الحقيقة يجني اليوم ثمار سنوات من التنازلات غير الضرورية، بهدف البقاء في السلطة، تلك التنازلات التي تركته اليوم عارياً أمام الرياح.;