أحدث الأخبار
  • 11:18 . إيران: مقتل عنصر أمني في اشتباك مع مسلحين جنوب شرقي البلاد... المزيد
  • 11:18 . قمة ترامب وبوتين في ألاسكا تنتهي دون التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا... المزيد
  • 11:16 . باكستان.. مقتل أكثر من 200 شخصًا جراء فيضانات وسيول مفاجئة... المزيد
  • 11:15 . إصابة شخصين في إطلاق نار قرب مسجد بالسويد... المزيد
  • 08:42 . مرتزقة كولومبيون في حرب السودان.. خيوط تمويل إماراتية تثير عاصفة سياسية وقانونية دولية... المزيد
  • 07:46 . "التربية" تعلن التقويم الأكاديمي للمدارس الحكومية والخاصة 2025 – 2026... المزيد
  • 07:44 . شرطة أبوظبي تحذر من استغلال شبكات التواصل الاجتماعي لترويج المخدرات... المزيد
  • 12:58 . واشنطن توافق على صفقة "صواريخ" مع البحرين بقيمة 500 مليون دولار... المزيد
  • 12:58 . الكويت تدعو لاجتماعين عربي وإسلامي لبحث تطورات الأوضاع في غزة... المزيد
  • 12:58 . رئيس الدولة وولي العهد السعودي يبحثان تطورات المنطقة في ظل تباينات إقليمية... المزيد
  • 12:57 . ترامب يتوقع اتفاقاً بين روسيا وأوكرانيا بعد لقائه المرتقب مع بوتين... المزيد
  • 12:49 . الإمارات تدين بشدة تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 12:48 . رفض عربي وإسلامي ودولي لخطة استيطانية إسرائيلية تعزل القدس وتفصل الضفة... المزيد
  • 12:47 . الحكومة الانتقالية في مالي تعلن إحباط مخطط لزعزعة البلاد بدعم دولة أجنبية... المزيد
  • 12:46 . أمين عام حزب الله: لن نسلم سلاح المقاومة ما دام الاحتلال الإسرائيلي قائما... المزيد
  • 08:47 . روسيا وأوكرانيا تتبادلان 186 أسيراً بوساطة إماراتية... المزيد

ثورة الغضب الساطع

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 22-12-2017


لقد أثبتت المظاهرات التي خرجت في العالم العربي والإسلامي، تنديداً بقرار الرئيس الأميركي الخاص بالاعتراف بالقدس الشريف عاصمة لإسرائيل، أن العالم لا يستطيع تجاهل ثورة الغضب ضد الاحتلال الصهيوني منذ زمن طويل في نفوس هذه الجماهير على طول الوطن العربي والعالم الإسلامي وعرضه، وأن هذا الجيل ليس أقل وطنية وانتماء وإحساساً بما يحدث في أمته العربية والإسلامية. وأن الأمة العربية والإسلامية لديها ثروة هائلة من التضامن في سبيل الدفاع عن حقوقها ومقدساتها الإسلامية. وهذه المشاعر كانت واضحة كل الوضوح في نضال الفلسطينيين في «أرض النبوات»، بعدما تفجر الوضع في فلسطين إثر مثل هذا القرار الأميركي، وما تلا ذلك من مظاهرات واشتباكات بين الشباب الفلسطيني الغاضب في انتفاضة القدس وجنود الكيان الصهيوني المحتل.


وهذه الانتفاضة التي حدثت في فلسطين أثبتت لكل من كانوا يتوهمون إسرائيل دولة سلام وتريد أن تصنع الاستقرار في المنطقة أنها هي أكبر عدو للسلام، وأنها طوال فترة المفاوضات الماضية كانت تراوغ وتمارس الخبث. وتاريخ هذا الكيان في مسألة نقض العهود كان واضحاً في جميع مراحله. وأن جلوسه على طاولة المفاوضات ما هو إلا لذر الرماد في العيون، ووضعية القضية على «مزاد إسرائيلي» بهدف الحصول على أكبر تنازلات باسم «عملية السلام». وعندما امتنعت القيادة الفلسطينية عن التنازلات أزبدت العصابة الصهيونية، وهددت وحولت عملية السلام المزعومة إلى مواجهات على الأرض لتحسم ما تبقى منها بالرصاص والقنابل والدبابات والمدافع والصواريخ والطائرات المروحية التي أخذت تقذف القنابل، وتهدم البيوت على أصحابها، وتطلق الرصاص من بنادق جنودها دون رحمة على أطفال فلسطين ونسائها ورجالها وشيوخها، لتحولهم إلى جثث وأشلاء، بهدف ممارسة الرعب والضغط والتهديد على القيادة في فلسطين للتأثير عليها وعلى معنوياتها، حتى ترضخ السلطة الفلسطينية لمطالب إسرائيل، وتتخذ قرارات سياسية تفاوضية وفق السيناريو المعد مسبقاً في إسرائيل والمطروح للحل النهائي. وهذا مثال على «البلطجة الإسرائيلية» التي عبر عنها بصدق نائب رئيس «الموساد» السابق الجنرال عميرام لفيف عندما طالب في مقابلته مع صحيفة «معاريف» الإسرائيلية بتطهير عرقي للفلسطينيين، وأن يتحتم على الجيش الإسرائيلي المحتل أن يمزقهم إرباً إرباً في الحرب المستقبلية. وأن يلزمهم بالهجرة من الضفة الغربية إلى الأردن. وأن يتم توسيع المستوطنات اليهودية في الأرض التي احتلتها إسرائيل خلال حرب 1967. وأنه حتى بعد التسوية النهائية يجب أن تعطي إسرائيل فلسطين جزرة على شكل دولة. وإذا لم يقبلوا يجب أن تمزقهم إرباً إرباً.
 
وهذه هي العقلية الصهيونية التي تقوم عليها عقيدة بني صهيون، والتي حاول بعض الإعلام الغربي، وضع مساحيق تجميل لتزوير صورتها الحقيقية أمام العالم العربي، بقصد إقناع الرأي العام بتقبلها، ومن ثم التطبيع مع الكيان الصهيوني. ولكن إسرائيل في الواقع ترفض عمليات هذا التزوير، وتريد أن يرى العالم كله حقيقة وجهها الأصلي القبيح، من دون حاجة إلى ذلك التجميل أو وضع المساحيق.


وإسرائيل هي ذاتها التي ارتكبت المذابح على أيدي العصابات الصهيونية من دير ياسين وبحر البقر والخليل وصبرا وشاتيلا، وحتى الآن فمشاهد قتل الفلسطينيين من قبل الجنود الإسرائيليين الصهاينة تؤكد مشاهدها للعالم طبيعة ممارسات هذا الكيان المحتل الغاصب.


فالصهاينة طوال عصور التاريخ لا هم دعاة سلام ولا هم دعاة تسامح وإنما هم أصلاً دعاة حرب وهم صناع «الفتنة والإرهاب» في العالم، وهم أكثر الناس تعطشاً لدماء الشعوب، وأشدهم عنصرية، وهم رافضون للسلام، ودائماً حريصون على تحطيم كل القوميات والشعوب واللغات ونشر الفساد، وهم حريصون كل الحرص على إذابة كل الألوان والأديان بشتى الوسائل والحيل والدسائس منطلقين من مبادئ ومقررات نصت عليها «بروتوكولات حكماء صهيون» الشيطانية للسيطرة على العالم، التي تم إعدادها سراً عام 1897 في مدينة بازل السويسرية وكشفها مراسل صحيفة «التايمز» في إسطنبول سنة 1920.