أحدث الأخبار
  • 09:13 . مقتل طاقم طائرة تدريب مصرية نتيجة سقوطها في البحر... المزيد
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد
  • 11:44 . سوريا تُطلق هيئة وطنية للعدالة الانتقالية لمحاسبة جرائم نظام الأسد... المزيد
  • 11:43 . إحباط محاولة تهريب 89 كبسولة كوكايين داخل أحشاء مسافر في مطار زايد الدولي... المزيد
  • 11:29 . السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي وجود أي خطط لنقل فلسطينيين إلى ليبيا... المزيد
  • 11:28 . السعودية تؤكد ضرورة وقف النار في غزة وأهمية دعم استقرار سوريا... المزيد
  • 11:26 . جيش الاحتلال الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد

التأثيرات غير المباشرة للضريبة.. هل ستتم مواجهتها؟

الكـاتب : سامي الريامي
تاريخ الخبر: 20-12-2017


قد نتفق مع جميع المسؤولين، الذين يرون أن تأثير ضريبة القيمة المضافة سيكون محدوداً جداً، ولن يزيد أثرها الاجتماعي المتوقع على 1.4%، كما أشار إلى ذلك وزير الدولة للشؤون المالية عبيد الطاير، وقد تصدق تلك الدراسات التي أجرتها الوزارة طوال ثلاث سنوات لدراسة هذا الأثر، ولا نختلف أبداً على أن الضريبة خطوة مهمة للأمام في طريق تحقيق الاستدامة المالية.

لكن الخوف الآن ليس من الضريبة، ولا من تطبيقها، ونتفق على أن أثرها المباشر لن يكون كبيراً، كما يرى المسؤولون، لكن المجتمع بأسره قلق من الآثار غير المباشرة لتطبيق الضريبة، ومن ردة فعل الأسواق والتجار، ومن المبالغة في تضمينها كل شيء، حتى الأشياء التي لا يشملها التطبيق، والقلق أيضاً موجود من عدم قدرة الجهات المسؤولة على السيطرة على الارتباك المتوقع الذي سيصيب الأسواق مع بداية التطبيق، فالضريبة وحدها مقبولة، وأثرها الاجتماعي محدود، لكن استغلالها وتبعاتها لن تكون أبداً محدودة الأثر!

لن نصدق أي مسؤول يصرّح بأن الأسواق تحت السيطرة، ولن نصدق أن التجار لن يستطيعوا استغلال الضريبة لرفع الأسعار، لأن مثل هذا التصريح لن يكون صحيحاً أبداً، فهناك من رفع أسعار السلع فعلياً، اعتباراً من الشهر الماضي، ومن أمس، وهناك من سيرفعها اليوم وغداً، وقبل يوم من بدء تطبيق الضريبة، لم ولن يمنعهم أحد من ذلك، وتالياً فإن السلع ذاتها التي شهدت زيادة في سعرها، سترتفع مرة أخرى بعد أيام عدة، وفور تطبيق الضريبة بنسبة 5%، فهل هذا الأثر لايزال عند 1.4%!

نحن كمستهلكين شعرنا بذلك في قطاعات عدة، فنحن نتردد بشكل دائم على مطاعم مختلفة، لن أبالغ إذا قلت جميعها رفعت أسعارها خلال الأسابيع الماضية، وقبل بدء الضريبة، بحجة أن الموردين رفعوا أسعارهم أيضاً، وقبل بدء الضريبة، وحتى أسعار علف الحيوانات زادت أيضاً بحجة (قُرب) تطبيق الضريبة، ومع ذلك لم يحدث شيء، ولم تتحرك جهة لمنعهم، ولا أعتقد أن أحداً يستطيع منعهم، حتى إن زادوا الأسعار بشكل تدريجي كل ثلاثة أيام مرة!

ليست المطاعم وحدها التي فعلت ذلك، بل معظم تجار التجزئة، والملابس، والسيارات، ومعظم القطاعات الأخرى، وعندما تتحرك الأسعار ارتفاعاً في كل مكان، فإن ذلك يعني بالضرورة عجز الجهات المعنية عن السيطرة، وذلك لضعف إمكانات الرقابة، وقلة عدد المفتشين، ولا نريد أن نجادل مسؤولاً حكومياً في ذلك، فالواقع أكبر دليل، وتجارب أفراد المجتمع الشخصية، ومعاناتهم مع الأسعار، أصدق من كل التصريحات التي تُطلق من خلف طاولات المكاتب، أو من خلال جولة في 10 أو 20 متجراً ضمن مئات آلاف المتاجر!

ولعل تطبيق الضريبة الانتقائية خير دليل على صعوبة الرقابة والمتابعة، فكثير من الملاحظات والشكاوى وردت برفع تجار تلك السلع الأسعار بأكثر مما أقرته الحكومة، كما أن كثيراً من منافذ البيع والتجزئة أدخلت مشروبات عادية لا تعتبر غازية ولا مشروبات طاقة في قائمة الضريبة وصنفوها كذلك، ورفعوا أسعارها، فما هي ردة الفعل الرسمية، خصوصاً أنهم لايزالون يبيعونها بالأسعار التي تناسبهم؟!

لسنا ضد الضريبة، بل نحن مع فرضها وبأي نسبة تراها الحكومة مناسبة، شريطة أن تستطيع الجهات الحكومية السيطرة على الأسواق، وعلى التجار، وتستطيع فرض نظام صارم على الأسعار، يوقف الجشع، ويضمن عدم استغلال الناس بحجة الضرائب، فهل تستطيع الجهات المعنية ذلك؟!