أحدث الأخبار
  • 11:18 . إيران: مقتل عنصر أمني في اشتباك مع مسلحين جنوب شرقي البلاد... المزيد
  • 11:18 . قمة ترامب وبوتين في ألاسكا تنتهي دون التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا... المزيد
  • 11:16 . باكستان.. مقتل أكثر من 200 شخصًا جراء فيضانات وسيول مفاجئة... المزيد
  • 11:15 . إصابة شخصين في إطلاق نار قرب مسجد بالسويد... المزيد
  • 08:42 . مرتزقة كولومبيون في حرب السودان.. خيوط تمويل إماراتية تثير عاصفة سياسية وقانونية دولية... المزيد
  • 07:46 . "التربية" تعلن التقويم الأكاديمي للمدارس الحكومية والخاصة 2025 – 2026... المزيد
  • 07:44 . شرطة أبوظبي تحذر من استغلال شبكات التواصل الاجتماعي لترويج المخدرات... المزيد
  • 12:58 . واشنطن توافق على صفقة "صواريخ" مع البحرين بقيمة 500 مليون دولار... المزيد
  • 12:58 . الكويت تدعو لاجتماعين عربي وإسلامي لبحث تطورات الأوضاع في غزة... المزيد
  • 12:58 . رئيس الدولة وولي العهد السعودي يبحثان تطورات المنطقة في ظل تباينات إقليمية... المزيد
  • 12:57 . ترامب يتوقع اتفاقاً بين روسيا وأوكرانيا بعد لقائه المرتقب مع بوتين... المزيد
  • 12:49 . الإمارات تدين بشدة تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 12:48 . رفض عربي وإسلامي ودولي لخطة استيطانية إسرائيلية تعزل القدس وتفصل الضفة... المزيد
  • 12:47 . الحكومة الانتقالية في مالي تعلن إحباط مخطط لزعزعة البلاد بدعم دولة أجنبية... المزيد
  • 12:46 . أمين عام حزب الله: لن نسلم سلاح المقاومة ما دام الاحتلال الإسرائيلي قائما... المزيد
  • 08:47 . روسيا وأوكرانيا تتبادلان 186 أسيراً بوساطة إماراتية... المزيد

عن المصالحة الخليجية من جديد

الكـاتب : ياسر الزعاترة
تاريخ الخبر: 18-12-2017


بعد آمال بحدوث تطور ما في الأزمة الخليجية خلال قمة مجلس التعاون مطلع الشهر الحالي، انتهى الأمر إلى خيبة كبيرة للدولة المضيفة، وللحريصين على إنهاء الأزمة بين الأشقاء.
ربما آن الأوان لإعادة النظر في الأزمة بعيداً عن النهج السابق، لا سيما أن الأزمة استنفدت أغراضها، ولم تعد في واقعها تتجاوز المراوحة التي تضر بالجميع دون جدوى.
ليس من الحكمة في شيء أن تخوض عدداً من المعارك في الآن نفسه، أعني المعارك الخارجية، فكيف حين تضيف إليها معارك داخلية أيضاً.
أمام الواقع الخليجي تحدٍ كبير، بل كبير جداً يتمثل في المشروع الإيراني، وخطره يطال الجميع، وإن بدا أن السعودية هي التي تقف قبالته أكثر من غيرها. وقبل الأزمة الخليجية لم تكن العلاقة بين قطر وإيران على ما يرام، والاشتباك في سوريا كان جلياً، وللكويت التي تبدو أقرب للدوحة، وأقله على الحياد، هواجسها أيضاً حيال الأحلام الإيرانية، ما يعني أن الحفاظ على تماسك مجلس التعاون الخليجي ليس أمراً هامشياً لمواجهة التحدي المشترك.
كل ما قيل عن أسباب الأزمة لم يكن واقعياً إلى حد كبير، وهناك أشياء لم يتم البوح بها، وهذه تم تجاوزها بالتطورات السياسية الداخلية في السعودية، ولم تعد هناك حاجة لاستمرار الأزمة.
السعودية تحتاج إلى ظهير في معركتها مع إيران، وأميركا ليست الظهير الحقيقي، لأن هاجسها هو الكيان الصهيوني، وأي تدخل في القضية الفلسطينية مجاملة لترمب، سيعود بتأثيرات سلبية على المملكة، وسيصُبُّ في صالح إيران ودعايتها، في الوقت ذاته الذي لن يفعل فيه ترمب شيئاً ضد إيران، اللهم سوى ابتزازها لصالح الصهاينة.
بترتيب البيت الخليجي من جديد، وبقيادة السعودية التي لا ينافسها على زعامة الاتحاد أحد، يمكن أن تكون المعركة مع المشروع الإيراني أفضل، لا سيما أن مصر لا تزال مترددة في الانضمام العملي إليها، بدليل موقفها من المعركة الأخيرة على الملف اللبناني.
لا شك أن المواجهة مع المشروع الإيراني تبقى مرتبكة بدون الثقل المصري، لكن الأسوأ هو غياب الوحدة الخليجية في المواجهة، ويجب ألا ينسى أحد أن سنوات ما قبل الأزمة قد شهدت انسجاماً كبيراً بين الرياض والدوحة، في جملة من الملفات، وبخاصة الملف السوري رغم بعض التباينات، واليوم هناك فرصة لإعادة ترتيب الموقف من سوريا على نحو يمنع الانهيار، في ذات الوقت الذي تلعب فيه الدوحة صلة وصل بين الرياض وأنقرة.
سوريا هي الحلقة الأهم في المواجهة مع المشروع الإيراني، والتفاهم السعودي مع قطر، وتالياً مع تركيا يفسح المجال أمام لملمة الموقف من جديد، وإذا ما كان بوسع الرياض أن تغير في الموقف المصري، فسيتغير المشهد برمته، وقد تدرك إيران حينها أن لا مجال سوى الجلوس مع العرب وتركيا من أجل حل شامل يوقف هذا النزيف الذي أصاب كل الشعوب والدول في المنطقة، من دون أفق لتحقيق أحلام هي أقرب للأوهام، عمادها إعادة النظر في حقائق التاريخ والجغرافيا في المنطقة، وقد ينطوي ذلك على خير للمواجهة الأخرى الأكبر في المنطقة، أعني المواجهة مع المشروع الصهيوني بنسف أحلامه في التمدد والهيمنة، استغلالاً للظروف الراهنة.
نفتح هنا قوساً كي نشير إلى أن قرار ترمب الأخير بشأن القدس، لم يكن سوى شكل من أشكال الاستغلال للصراع الراهن، إن كان مع إيران، أم ما يتعلق بالأزمة الخليجية، ولو توحّد العرب في مواجهة إيران، لفرضوا عليها التراجع، ولكان بوسعهم أن يأخذوا مواقف أفضل من المشروع الصهيوني بعيداً عن مجاملة أميركا على حسابها.
لم نفقد الأمل بعد، وربما كان ترتيب البيت الداخلي السعودي، بصرف النظر عن الرأي فيه، محطة لتحقيق هذا التطور في المصالحة الخليجية، وصولاً إلى تفاهمات على كل الملفات الأخرى، وفي المقدمة الملف الفلسطيني الذي يرفع أقواماً ويخفض آخرين. هل يبدو ذلك ممكناً؟ نعم هو كذلك، ووقفة لإعادة النظر في كل ما يجري قد تفضي إليه بما يحقق مصلحة الجميع.;