أحدث الأخبار
  • 12:45 . تقرير إيراني يتحدث عن تعاون عسكري "إماراتي–إسرائيلي" خلال حرب غزة... المزيد
  • 12:32 . أبوظبي تُشدّد الرقابة على الممارسات البيطرية بقرار تنظيمي جديد... المزيد
  • 12:25 . الغارديان: حشود عسكرية مدعومة سعوديًا على حدود اليمن تُنذر بصدام مع الانفصاليين... المزيد
  • 12:24 . منخفض جوي وأمطار غزيرة تضرب الدولة.. والجهات الحكومية ترفع الجاهزية... المزيد
  • 12:19 . إيران تعدم رجلا متهما بالتجسس لصالح "إسرائيل"... المزيد
  • 10:59 . أمريكا تنفذ ضربات واسعة النطاق على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا... المزيد
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد
  • 06:51 . بين توحيد الرسالة وتشديد الرقابة.. كيف ينعكس إنشاء الهيئة الوطنية للإعلام على حرية الصحافة في الإمارات؟... المزيد
  • 06:41 . أمير قطر: كأس العرب جسّدت قيم الأخوّة والاحترام بين العرب... المزيد
  • 11:33 . "رويترز": اجتماع رفيع في باريس لبحث نزع سلاح "حزب الله"... المزيد
  • 11:32 . ترامب يلغي رسميا عقوبات "قيصر" على سوريا... المزيد
  • 11:32 . بعد تغيير موعد صلاة الجمعة.. تعديل دوام المدارس الخاصة في دبي... المزيد
  • 11:31 . "فيفا" يقر اقتسام الميدالية البرونزية في كأس العرب 2025 بين منتخبنا الوطني والسعودية... المزيد
  • 11:29 . اعتماد العمل عن بُعد لموظفي حكومة دبي الجمعة بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد

هذا الإتقان المبجل!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 05-12-2017


لطالما وقفت في الساحة الأشهر بمدينة ميلانو الإيطالية (دومو) مواجهةً كنيسة ميلانو الأكبر في العالم على الإطلاق، متأملةً بكامل دهشتي هذا الفن القوطي الفائق العظمة والبذخ والدقة، الذي أنتج هذه التحفة المعمارية التاريخية الأجمل على الأرض، المسماة كاتدرائية ميلانو، بأبراجها ونقوشها وتماثيلها ونوافذها الزجاجية الملونة، فأحار أي الفضائل قد أنتج هذه العمارة، أم أنها طبيعة ذلك العصر وقيمه، أم الإمكانيات التي كانت متوافرة، أم الوقت الذي استغرقته مثل هذه المباني العظيمة؟

مالك بن نبي، فيلسوف الجزائز العظيم، وربما آخر فلاسفة المسلمين في هذا الزمان، عرَّف الحضارة بأنها حاصل توافر العناصر الثلاثة الأساسية (الإنسان + الوقت + التراب أو الموارد الطبيعية).

حيث لم توجد حضارة ليست من بناء الإنسان، هذا الإنسان الذي استغل الموارد المتاحة له ليصنع حضارته التي تحمل قيمه وفضائله ورسالته للعالم ضمن سياق زمني محدد، وعليه فإن الذين لا يرون في الزمن عاملاً محدداً وخطراً في إنتاج أي حضارة عليهم أن يعيدوا حساباتهم. إن الزمن عامل التحديد الأهم والفاصل، والجيد أن ابن نبي لم يورط نفسه فيحدد عدداً معيناً من السنوات معياراً للحضارة الفضلى أو الأقوى، بالرغم من أن أي حضارة تحتاج إلى زمن طويل ينتجها، إلا أنه يصعب القول إن هذا الزمن من الأفضل لو كان عشرة قرون أو مئة عام!

هل يمكن تصور أن كاتدرائية ميلان مثلاً قد احتاجت إلى 6 قرون من أجل اكتمال بنائها، في حين استكمل بناء أبراجها الـ130 ما يقارب 7 قرون!

هذا يعيد إلى أذهاننا حكاية تحفة معمارية أخرى في برشلونة بإسبانيا هي كاتدرائية «ساغرادا فاميليا» أو العائلة المقدسة التي شرع في بنائها على يد المهندس الفنان غاودي سنة 1882، والتي لم تكتمل حتى اليوم، ومع ذلك فقد اختيرت واحدةً من أهم كنوز إسبانيا وكبرى كنائس أوروبا.

إن هذه التحف المعمارية العظيمة لم تكتسب عظمتها من رغبة القياصرة والملوك، ولكن من تلك الفضيلة المدعوة بـ«الدقة والرصانة والفن»، فالذين صمموا ورسموا وبنوا هذه الشواهد كانوا في الحقيقة يبنون حضارة بكل قيمها ورسالتها وامتدادها وفضائل أهلها، لتبقى ويتم توارثها، لا لتستخدم، ثم تهجر أو تنسف بعد مضي الزمن، هذا هو منطق الإنسان في وعيه اللامتناهي لمعنى الخلود، خاصة عندما يقرر أن يبني ويعمر مستبقاً زمنه، وقابضاً عليه، ومخلداً روح العبقرية كأقوى ما تكون مستحضراً التأني والصبر والذوق والجمال والعبقرية!