أحدث الأخبار
  • 08:10 . تعليقاً على لقاء ترامب وبوتين.. قرقاش: للإمارات دور محوري بين روسيا وأوكرانيا... المزيد
  • 05:55 . البديوي يبحث مع نائب وزير خارجية التشيك التعاون الثنائي ومستجدات المنطقة... المزيد
  • 11:55 . "رويترز": جنوب السودان يناقش مع الاحتلال الإسرائيلي تهجير فلسطينيين إلى أراضيه... المزيد
  • 11:50 . 178 يوماً للتمدرس في العام الدراسي الجديد... المزيد
  • 11:18 . إيران: مقتل عنصر أمني في اشتباك مع مسلحين جنوب شرقي البلاد... المزيد
  • 11:18 . قمة ترامب وبوتين في ألاسكا تنتهي دون التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا... المزيد
  • 11:16 . باكستان.. مقتل أكثر من 200 شخصًا جراء فيضانات وسيول مفاجئة... المزيد
  • 11:15 . إصابة شخصين في إطلاق نار قرب مسجد بالسويد... المزيد
  • 08:42 . مرتزقة كولومبيون في حرب السودان.. خيوط تمويل إماراتية تثير عاصفة سياسية وقانونية دولية... المزيد
  • 07:46 . "التربية" تعلن التقويم الأكاديمي للمدارس الحكومية والخاصة 2025 – 2026... المزيد
  • 07:44 . شرطة أبوظبي تحذر من استغلال شبكات التواصل الاجتماعي لترويج المخدرات... المزيد
  • 12:58 . واشنطن توافق على صفقة "صواريخ" مع البحرين بقيمة 500 مليون دولار... المزيد
  • 12:58 . الكويت تدعو لاجتماعين عربي وإسلامي لبحث تطورات الأوضاع في غزة... المزيد
  • 12:58 . رئيس الدولة وولي العهد السعودي يبحثان تطورات المنطقة في ظل تباينات إقليمية... المزيد
  • 12:57 . ترامب يتوقع اتفاقاً بين روسيا وأوكرانيا بعد لقائه المرتقب مع بوتين... المزيد
  • 12:49 . الإمارات تدين بشدة تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى"... المزيد

الأخطاء «الاستراتيجية» السعودية

الكـاتب : أحمد حسن الشرقاوي
تاريخ الخبر: 25-11-2017


لو كنت تسير في صحراء شاسعة بدون بوصلة تحدد لك الاتجاهات، فإنك حتماً هالك، أو على أحسن التقديرات فإن مصيرك سيظل مجهولاً.
إذا اعترفت معي بتلك الحقيقة البسيطة، يمكنك أن تطبقها على معظم البلدان العربية، لتكتشف بمنتهى البساطة أنها فقدت البوصلة، ولم تحدد «الهدف الاستراتيجي».. وتركت نفسها مثل قشة في مهب الريح، تتقاذفها أمواج السياسة العاتية تارة إلى اليمين، وأخرى إلى اليسار، تارة إلى أعلى، وفي الغالب إلى الأسفل.
لقد ارتكبت السعودية ثلاثة أخطاء استراتيجية خلال السنوات الأخيرة: في العراق، وفي اليمن، وفي مصر، وهذه الأخطاء أضرت السعودية ذاتها قبل أن تصيب بأضرارها بقية أطراف المنظومة الإقليمية والعربية.
في العراق، مولت السعودية حرب صدام حسين على إيران لمدة 8 سنوات، ثم انقلبت على العراق ودفعت 30 مليار دولار لأميركا وحلفائها في حرب تحرير الكويت الأولى عام 1991، وفي 2003 رفضت في البداية استخدام قواعدها لضرب العراق وإسقاط صدام، لكنها وافقت في نهاية الأمر، وتم غزو العراق وانهيار البوابة الشرقية للعرب لتقدم الرياض العراق كاملاً على طبق من فضة إلى غريمتها التقليدية: إيران، وتنتهز الأخيرة الفرصة لتتمدد في سوريا وتسعى لاستكمال «هلال النفوذ الإيراني» لتطويق السعودية وجزيرة العرب بالكامل من الناحية الشمالية.
في اليمن:
على مدى عقود، كان رجل السعودية في اليمن هو الديكتاتور «علي عبد الله صالح»، الذي أنقذه الأطباء السعوديون بعد احتراقه في هجوم تفجيري. وكان السعوديون بجانب الإماراتيين هم أول من تواصل مع الحوثيين وشجعوهم للاستيلاء على العاصمة اليمنية صنعاء.
ويقول الكاتب البريطاني ديفيد هيرست: «كانت الخطة تسير في اتجاه إشعال معركة مع التجمع اليمني للإصلاح في اليمن. وسارت النتائج أقصى مما توقعت السعودية، واستولى الحوثيون على صنعاء بالفعل، ومن بعدها عدن. فقط في ذلك الوقت أدركت السعودية خطأها وأنّها قد قدمت فتحاً جديداً لإيران. وحينها لم يكن قد تبقى للرياض الكثير من الخيارات!».
النتيجة كانت حملة قصف سعودي مزقت البلاد، ولم تستطع حتى أن تنجح في استعادة صنعاء، أو أن تمنع الصواريخ من الانطلاق باتجاه جدة أو مكة.!!!
أما في مصر، فقد صرف السعوديون والإماراتيون أكثر من 50 مليار دولار على رجل فشل في تحقيق الاستقرار بمصر، والآن يتودد لإيران. ولم تكن علاقته بالسعودية سوى أنّه يعتبرها مصدراً للحصول على العملة الصعبة. وكان السيسي مترددًا لنحو 3 أشهر في 2013 حول ما إذا كان سيخون رئيسه «محمد مرسي» وينقلب عليه.
وفعل ذلك فقط، وفقاً لهيرست بعد أن حصل على وعد من السعودية بالحصول على 12 مليار دولار من بعض دول الخليج.
رغم ذلك، رفض نظام السيسي تزويد السعودية بجنود من أجل الحرب في اليمن، وصوتت مصر لصالح القرار الروسي في حلب. ودخلت مصر في محادثات سويسرا بطلب من إيران لموازنة الدول المعارضة للنظام السوري، وفتحت خطوط تواصل مع حزب الله والحوثيين، ومؤخراً قامت باستقبال سعد الحريري قبيل عودته لبيروت.
الأخطاء الاستراتيجية للسعودية تعني أنها فقدت بوصلة السياسة، وتتخبط في قراراتها، وآخر مظاهر التخبط -وربما أخطرها- أن بوصلة الشعوب تشير إلى أن الخطر في تل أبيب، بينما ترى السعودية أن تسير في الاتجاه المعاكس صوب طهران!!
والسؤال: إلى أين يقود هذا التخبط الاستراتيجي السعودي بلد الحرمين الشريفين، والمنطقة بأكملها؟!!
الأيام حبلى بأحداث جسام.;