أحدث الأخبار
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

خطاب البؤس.. «صالحوا إسرائيل كي تواجهوا إيران»!

الكـاتب : ياسر الزعاترة
تاريخ الخبر: 22-11-2017


انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي في الفضاء العربي، مع قلة من المقالات الرخيصة، نظرية خلاصتها ما ذكرناه في العنوان: «صالحوا إسرائيل كي تواجهوا إيران»، وهي نظرية خطيرة تستحق التوقف.
ما ينبغي أن يُقال ابتداء هو أن من يروّجون هذه النظرية لا شأن لهم بضمير الغالبية الشعبية في الأمة، وما هم سوى قلة يجري توجيهها من قبل بعض الأوساط، ولا يُستبعد أن يكون بعضها مشبوهاً أصلاً، لأن أكثرها لا يفصح عن اسمه الحقيقي، ويستخدم أسماءً مستعارة.
شاهدنا على ذلك أن الغالبية من أبناء الأمة ما زالوا يحتفون بكل رفض للتطبيع مع الكيان الصهيوني؛ أياً كان شكله، إن كان رياضياً أم سياساً، أم عبر مواقف قوية، كما تابعنا في قصة رئيس مجلس الأمة الكويتي، مرزوق الغانم، الذي تحوّل لبطل شعبي بسبب موقفه من مندوب الكيان في روسيا، أو ذلك اللاعب السعودي برفضه منازلة لاعب إسرائيلي، في الوقت ذاته الذي يدينون فيه كل فعل تطبيعي مع الكيان، فضلاً عن أن يُروِّج لتقديم تنازلات له تمسّ جوهر القضية الفلسطينية. ولنتذكر هنا أن الغالبية من أبناء الأمة لا يعترفون أصلاً بأي شبر من فلسطين للصهاينة، خلافاً للأوساط الرسمية العربية التي توافقت على ما يعرف بالمبادرة العربية.
والخلاصة هي أن جماهير الأمة، أو غالبيتها الساحقة، لا شأن لها بهذا الخطاب البائس، وما حديثنا عنه هنا إلا بسبب الخشية من أن شيوعه على ألسنة وأقلام بعض «الجيوش الإلكترونية» الموجّهة قد يؤدي إلى جعله طبيعياً (من التطبيع) بمرور الوقت، وقد ينطوي على إقناع بعض البسطاء بجدواه، وعبر تبرير عنوانه أن إيران تحتل 4 عواصم عربية، بينما لا يحتل الصهاينة سوى بلد واحد (تلك قصة تستحق التوقف وحدها، لأن الصراع على العواصم الأربع المذكورة لم يُحسم، وهي لن تخضع لإيران).
إن مواجهة إيران لا يمكن أن تتم عبر تقديم التنازلات في قضية الأمة المركزية؛ ليس فقط لأنها جريمة أخلاقية ومبدئية من الأصل، بل أيضاً لبؤس النظرية التي يستند إليها، ممثلة في أن الكيان سيساعد العرب في مواجهة إيران.
إن هذا الصراع بين إيران ومحيطها العربي والإسلامي، هو أكثر ما يخدم الصهاينة، وواهمٌ من يعتقد أن للكيان الصهيوني مصلحة في إنهائه، الأمر الذي ينطبق على أميركا التي تبتز إيران لصالح الكيان، وليس لصالح العرب. وما قصة الحرب العراقية الإيرانية، ودعم كل طرف حين يضعف الآخر، ببعيدة عن الأذهان.
نعلم أن موقف إيران من فلسطين وقوى المقاومة ليس سوى ستار يخفي مشروعها الطائفي، وكم تمنينا لو فتح العرب باباً لدعم قوى المقاومة لإبعادها عن إيران؛ وهي التي انتظرت على الأبواب طويلاً، فلم تجد غير الصد، بل التآمر أحياناً، فاضطرت للعودة إلى طهران، مع معارضتنا لذلك، بخاصة حين تنطوي بعض المواقف على قدر من الخفة.
لكن قول بعضهم إن قبول قوى المقاومة دعم إيران، يبرر مصالحة الآخرين للكيان، هو قول بالغ السخف، لأن أمراً كهذا (قبول الدعم) لن يؤثر على مواجهة إيران لمن أراد أن يواجهها من جهة، ولأن مشكلتنا مع إيران ليست الوجود، خلافاً للكيان من جهة أخرى. والتسوية مع الأخيرة ممكنة إذا كفّت عدوانها، وجاءت إلى كلمة سواء مع العرب وتركيا.
لا تقليل أبداً من شأن مواجهة إيران، لكن مواجهة كهذه تستدعي حشد الأمة، ولن يحشد الأمة من يعبث بمصير القدس التي يُجمع الصهاينة على رفض التنازل عنها بأي حال، فضلاً عن قضية اللاجئين.;