أحدث الأخبار
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

اليوم الذي كان يخشاه آينشتاين!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 29-08-2017


جلست أتناول غدائي في واحد من مطاعم الشطائر السريعة، أعددت قهوتي وحملت وجبتي لأقرب طاولة شاغرة، كانت طاولة من تلك التي يتشارك الجلوس عليها أكثر من عشرة أشخاص متقابلين، بالقرب مني جلست سيدة وصديقتها، وغير بعيد جلس رجل مع كلبه الضخم، بعد لحظات شاركتني عائلة عربية تلك الطاولة الكبيرة، كانوا أكثر من سبعة أشخاص، بدأ حديثهم بشبكات وبطاقات الهاتف، والشركات الأفضل من غيرها في هذا المجال.


توافر الإنترنت والواي فاي قضية محورية ومطلب حيوي لكل الناس في هذا الزمان، قلت لنفسي: لن أنتقد أي شيء، فأنا لم أهدأ حتى حضرت لنفس المحل الذي أشتري منه بطاقة الهاتف كلما جئت إلى ميونخ، سأكتب مقالي في أي مكان وعلي أن أمتلك إنترنت في هاتفي، كما يجب أن أظل على تواصل مع أفراد أسرتي في المدينة وأصدقائي حول العالم، وفي أوروبا فإن خدمات الإنترنت تعتبر زهيدة جداً إن لم تكن مجانية في أماكن كثيرة!


أفراد العائلة العربية كانوا يعتمدون على التقاط الشبكات المجانية المنتشرة في كل مكان، لكنهم كانوا ينتقدون سلوك الشباب الصغار الذين يستخدمون الشبكات المدفوعة بشكل أهوج ودون تقنين، لم يلتفت أي من الشباب لتلك الملاحظة.

واستمرت أكبر السيدات في الحديث وكأنها تكلم نفسها، فعيون الجميع مغروسة في الهواتف، لم تترك شيئاً لم تعلق عليه: تلك المنطقة التي نصحوها بزيارتها لا تساوي ثمن المشوار، وتلك البحيرة شهرة على الفاضي، ومن لم يذهب لدوسلدورف فإنه لم ير ألمانيا، وما لم تمتلك خط إنترنت فأنت غائب عن الوعي! أضحكتني عبارتها الأخيرة!


السيدة وصديقتها كانتا الوحيدتين في المكان اللتين لم تستخدم أي منهما هاتفها أبداً، انشغلتا بحديث متواصل وكان صوتهما يعلو أحياناً بشكل لافت، لكن ذلك كان يوحي بحميمية واضحة وبعلاقة إنسانية تفاعلية بين شخصين عاقلين واعيين جاءا يتناولان طعامهما ويقضيان وقتاً طيباً مع بعضهما البعض دون أي وسيط تقني، الغريب أن نباح الكلب لم يتوقف في المقهى ما أدى لانزعاج الجميع.

وبدل أن يمسك الرجل (الأبله) بكلبه ويخرج معه، صرخ على السيدتين بأن صوتهما قد تسبب في خوف الكلب وتوتره، مطالباً إياهما بحركة واضحة أن يخفضا صوتيهما!


لم أتعجب، تجاوز الأمر حدود التعجب، تذكرت عبارة تنسب للعبقري آينشتاين (أخاف من ذلك اليوم الذي ستتجاوز التكنولوجيا قدرات الإنسان التواصلية، إذا حدث ذلك فإن العالم سيمتلئ بأجيال من البلهاء) لقد جاء اليوم الذي كان يخشاه آينشتاين!