أحدث الأخبار
  • 06:44 . الرحلة الأخيرة لزعيمة المعارضة البيلاروسية.. كيف أصبحت الإمارات ممراً للاختطاف السياسي؟... المزيد
  • 12:02 . في جريمة جديدة.. الولايات المتحدة تمنع التأشيرات الإنسانية الطبية على أبناء غزة... المزيد
  • 11:58 . الكويت.. القبض على 67 متهما بصناعة الخمور عقب وفاة 23 شخصاً... المزيد
  • 11:50 . بدء دوام المدرسين والإداريين في الإمارات اليوم.. والطلاب من الأسبوع القادم... المزيد
  • 11:44 . 16 شهيداً بنيران جيش الاحتلال في غزة اليوم... المزيد
  • 11:35 . اليمن.. قصف إسرائيلي يستهدف محطة كهرباء بصنعاء... المزيد
  • 01:28 . سفير الاحتلال لدى أبوظبي يواصل إغضاب المسؤولين الإماراتيين... المزيد
  • 08:10 . تعليقاً على لقاء ترامب وبوتين.. قرقاش: للإمارات دور محوري بين روسيا وأوكرانيا... المزيد
  • 05:55 . البديوي يبحث مع نائب وزير خارجية التشيك التعاون الثنائي ومستجدات المنطقة... المزيد
  • 11:55 . "رويترز": جنوب السودان يناقش مع الاحتلال الإسرائيلي تهجير فلسطينيين إلى أراضيه... المزيد
  • 11:50 . 178 يوماً للتمدرس في العام الدراسي الجديد... المزيد
  • 11:18 . إيران: مقتل عنصر أمني في اشتباك مع مسلحين جنوب شرقي البلاد... المزيد
  • 11:18 . قمة ترامب وبوتين في ألاسكا تنتهي دون التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا... المزيد
  • 11:16 . باكستان.. مقتل أكثر من 200 شخصًا جراء فيضانات وسيول مفاجئة... المزيد
  • 11:15 . إصابة شخصين في إطلاق نار قرب مسجد بالسويد... المزيد
  • 08:42 . مرتزقة كولومبيون في حرب السودان.. خيوط تمويل إماراتية تثير عاصفة سياسية وقانونية دولية... المزيد

مدن لا تعرف الشرطة !

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 28-08-2017


في صيف العام 1999 كنت أسافر برفقة صديقتين عزيزتين إلى ألمانيا، كانت سفرة غير مخططة، من تلك الأسفار التي تخطر على بال أصحابها فجأة، فيقررون ويبدؤون تنفيذ قرارهم سريعاً، لكنهم لا يدرون ماذا يريدون بالضبط ولا إلى أين سيذهبون وكيف سيقضون أوقاتهم هناك، وفي الواقع فإن هذه الأسئلة شديدة الارتباط بما يمكن أن نسميها ثقافة السفر.

في الحقيقة فنحن كشعوب عربية لا يمتلك معظمنا هذه الثقافة (ثقافة السفر المخطط) لذلك فإننا نهدر الكثير من الأموال والأوقات والجهد مقابل القليل من الفائدة والمتعة التي يفترض أن نتحصل عليهما من تلك الأسفار، فمعظمنا يسافر إلى وجهات كثيرة لأن غيره استمتع بالسفر إليها، أو لأنها الموضة السائدة، أو لأن أهلنا أو أصحابنا قرروا ذلك، نحن لا نخطط عادة ولا نقرأ بما فيه الكفاية عن الوجهات التي نسافر إليها، فنظل نكتشف الأمكنة بطريق الصدفة دائماً!

في ذلك الصيف كانت نهاية رحلتنا في مطار فرانكفورت، واحد من أكبر المطارات التي مررت بها، ومن هناك عبرنا جزءاً لا بأس به من قرى وبلدات الريف وصولاً إلى المدن البافارية الشهيرة، مررنا بالكثير من القرى الحالمة، تلك القرى التي لطالما رأيناها في القصص وأفلام الكارتون، القرى المتلفعة بالغيم والمرسومة بالألوان والمؤثثة بأشجار الصنوبر والشربين والسرو والحور، المكللة بالثلج، والنائمة بجوار أنهار تتحدر شلالاتها من أعالي جبال الألب الشاهقة!

في هذه القرى كل شيء يسير بهدوء فائق الجمال، كل شيء متوافر وبأعلى مقاييس الجودة والفخامة، فهنا الريف الأوروبي الأكثر تطوراً من المدينة والأكثر رقياً وتعليماً وثراء، عكس أريافنا العربية تماماً، هناك التقيت سيدة جلست بجوارها صباحاً في أحد المقاهي وبعد أن سألتها لماذا لا يوجد رجال شرطة هنا أو في الجوار؟ أجابتني لا نحتاج شرطة الناس يلتزمون بالقانون ولا يوجد بيننا لصوص أو قتلة، آخر مرة جاءتنا الشرطة كان ذلك منذ عشرين عاماً، أحدهم فقد دراجته الهوائية يومها!

خلال عشرين عاماً زرت تلك المنطقة مراراً، لكنني في السنوات القليلة الماضية لاحظت أن سيارات الشرطة تستوقف بعض السائقين العرب على جوانب الطرقات، ووجدت نساء يشحدن بنفس الطريقة وبنفس العبارات التي تسمعها في شوارعنا العربية، وما لم أتوقعه أن أجد عدداً من الهنود يبيعون بضائع صينية في ممرات واحدة من أجمل قرى ذلك الريف.