أحدث الأخبار
  • 07:34 . "سي إن إن": "إسرائيل" تستعد لضرب منشآت نووية إيرانية... المزيد
  • 07:31 . ترقية قائد الجيش الباكستاني إلى مارشال بعد اشتباكات الهند.. فمن هو عاصم منير؟... المزيد
  • 09:43 . السودان يتهم أبوظبي بالوقوف وراء هجوم بورتسودان... المزيد
  • 05:24 . "علماء المسلمين” يعتبرون إبادة غزة جريمة إنسانية ويطالبون بانتفاضة عاجلة... المزيد
  • 11:56 . انطلاق الدورة الرابعة من "اصنع في الإمارات" في أبوظبي... المزيد
  • 11:56 . تحوّل "كلية ليوا" إلى "جامعة ليوا" بعد اعتماد رسمي من وزارة التعليم العالي... المزيد
  • 11:16 . ترامب يشيد بالعلاقات مع الإمارات وقطر والسعودية... المزيد
  • 11:09 . روسيا تحظر نشاط منظمة العفو الدولية... المزيد
  • 11:08 . القبض على سوري مشتبه به في طعن خمسة أشخاص بمدينة بيليفيلد الألمانية... المزيد
  • 09:13 . مقتل طاقم طائرة تدريب مصرية إثر سقوطها في البحر... المزيد
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد

ما كلُّ مجتهدٍ مصيبٌ

الكـاتب : ظافر محمد العجمي
تاريخ الخبر: 12-07-2017


من زوايا استشراقية، واستخبارية ثم فضائحية، لم يهتم أحد بحاضرنا بموضوعية. كان الجميع يفتش في ماضينا لربطه بأزمات حاضرنا، ولكن هل بقية أمم الأرض خلو من العيوب!
في خريف 1788م أعلن جوزيف الثاني إمبراطور النمسا الحرب على العثمانيين، لماذا!؟ لأنه بعد شباب عاشه خامل الهمة، شعر أن من الضروري أن يخلده التاريخ كعبقري عسكري. تم التحضير لكل شيء، وسار جوزيف الثاني مع جيشه الضخم إلى الحدود مع الدولة العثمانية. خاض معارك صغيرة مع طلائع من الجيش العثماني المتحصنة ببعض القلاع، وفي ليلة 19 سبتمبر حالكة الظلمة تمركز الجيش النمساوي على ضفة نهر الدانوب (في رومانيا حالياً)، حيث عبرت مجموعة من الفرسان النمساويين جسراً يدعى تيمس للضفة الأخرى من النهر، فوجدوا براميل من الخمر الهولندي مع الغجر الرومان، فترجلوا وانغمسوا في الشرب، ثم عبرت الجسر مجموعة من المشاة النمساويين الذين كان غير مرحب بهم من قبل الفرسان، حيث قاموا بمطاردة الجنود المشاة. استفز الأمر المشاة الظامئين، فأطلق أحدهم رصاصة، وأخرى، فتدحرجت جثة، وأخرى. وسرعان ما نشبت معركة حقيقية بين المشاة والفرسان النمساوييين وسقط عدة قتلى. ولإخراج الفرسان المتحصنين صاح جندي من المشاة «توركي.. توركي» حيث أن فكرة مواجهة الجيش التركي كانت مخيفة، ففر الفرسان السكارى هلعاً من مواقعهم، ومثلهم المشاة الذين غاب عن بعضهم أن أحد رفاقهم هو من صاح «توركي»، وزاد الطين بلة أن قائداً صرخ بالألمانية: «halt» وتعني «توقفوا»، ولأن الجنود من أعراق مختلفة ظنوه يصرخ «الله»، فانهال عليه الرصاص. وعلى ضفة الجسر الأخرى كان غالبية الجيش النمساوي نياماً، وحين سمعوا الرصاص وتبعه صوت يشبه هجوم فرقة خيالة، ظنوا أنه هجوم عثماني، في حين لم يكن إلا أحصنتهم، قد جفلت وحطمت الإسطبلات. فأمر قائد الجيش المدفعية بإطلاق النيران فسقط مزيد من القتلى، وتعالى بين الجيش نفير «الأتراك.. الأتراك» فتراجع الفوج الأول. وبسبب عائق اللغة تبعته الأفواج الأخرى، وكل فوج يرمي الفوج الذي خلفه. كان جوزيف الثاني نصف نائم حين ساعده حراسه على امتطاء جواده، لكن الفارين أسقطوه عن حصانه فهرب إلى النهر ثم إلى منزل في «كارانسيبس»، وهو يرتعد خوفاً وبرداً. ومثل كل الجيوش المنهزمة المرتعدة؛ نُهبت البيوت، واغتُصبت النساء، وأُحرقت القرى، وامتلأت الطريق ببقايا جيش مندحر، فهناك الجرحى والبنادق والخيام وأكثر من 10 آلاف قتيل.

بالعجمي الفصيح
توفي جوزيف الثاني بعد عامين من معركة «كارانسيبيس Karánsebes» ولسان حاله كما قال حافظ إبراهيم:
لا تَلُم كَفّي إِذا السَيفُ نَبا.. صَحَّ مِنّي العَزمُ وَالدَهرُ أَبى
رُبَّ ساعٍ مُبصِرٍ في سَعيِهِ... أَخطَأَ التَوفيقَ فيما طَلَبا;