أحدث الأخبار
  • 07:34 . "سي إن إن": "إسرائيل" تستعد لضرب منشآت نووية إيرانية... المزيد
  • 07:31 . ترقية قائد الجيش الباكستاني إلى مارشال بعد اشتباكات الهند.. فمن هو عاصم منير؟... المزيد
  • 09:43 . السودان يتهم أبوظبي بالوقوف وراء هجوم بورتسودان... المزيد
  • 05:24 . "علماء المسلمين” يعتبرون إبادة غزة جريمة إنسانية ويطالبون بانتفاضة عاجلة... المزيد
  • 11:56 . انطلاق الدورة الرابعة من "اصنع في الإمارات" في أبوظبي... المزيد
  • 11:56 . تحوّل "كلية ليوا" إلى "جامعة ليوا" بعد اعتماد رسمي من وزارة التعليم العالي... المزيد
  • 11:16 . ترامب يشيد بالعلاقات مع الإمارات وقطر والسعودية... المزيد
  • 11:09 . روسيا تحظر نشاط منظمة العفو الدولية... المزيد
  • 11:08 . القبض على سوري مشتبه به في طعن خمسة أشخاص بمدينة بيليفيلد الألمانية... المزيد
  • 09:13 . مقتل طاقم طائرة تدريب مصرية إثر سقوطها في البحر... المزيد
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد

انتهت المهلة؟ أم الأزمة؟

الكـاتب : ماجد محمد الأنصاري
تاريخ الخبر: 04-07-2017


مع الساعات الأخيرة لمهلة الأيام العشرة، وقف البعض على أطراف أصابعهم ينتظرون ما سيحدث بعدها، ليس ذلك من باب المباهاة، ولكنني كنت أجلس بكل استرخاء في تلك اللحظات، كانت المؤشرات واضحة منذ أيام، هذه المهلة وتلك المطالب فقدت قيمتها منذ يومها الأول، التدخل العسكري لم يعد خياراً مطروحاً لأسباب عديدة، أهمها التواجد التركي وضياع نافذة الفرصة أمام أي طرف يرغب بذلك، موافقة قطر على المطالب كان معروفاً مسبقاً أنها غير ممكنة، والأطراف الدولية لم تبلعها، وبالتالي كان الهدف الوحيد من هذه المطالب هو شراء الوقت حتى تجد دول الحصار مخرجاً مناسباً من الأزمة، ومع نهاية المهلة يبدو أن الضغط الأميركي لصالح مطالب مخففة وشكلية إلى حد كبير بدأ ينجح.
حدث ارتباك في الخط الزمني للأحداث ليلة انتهاء المهلة، صدر أولاً خبر حول اجتماع يوم الأربعاء لمناقشة الرد القطري، ثم خبر وكالة الأنباء القطرية الذي يفيد بتسليم الرد في اليوم التالي، ثم خبر الطلب الكويتي بتمديد المهلة، وخلال دقائق جاءت الموافقة على التمديد، وبعد أن هدأ غبار هذه الأخبار صدرت أخبار اتصالات ترمب بالقادة الخليجيين، هذا الخط الزمني غير المرتب يضاف إلى حالة الارتباك في التعامل مع الأزمة من قبل دول الحصار، ومفاده هو أن هذا التمديد كان مطلباً أميركياً أو من خلال دول الحصار، وأريد تمريره على أنه طلب كويتي لإعطاء مهلة إضافية لقطر، ولكن لو كانت حقاً هي مهلة إضافية لقطر، لماذا سلمت قطر ردها النهائي صبيحة اليوم التالي؟ ولماذا أعلنت دول الحصار عن اجتماعها الأربعاء لدراسة الرد القطري؟ التمديد على ما يبدو جاء لإعطاء المطالب الجديدة فرصة لتستوي وتتبلور المواقف حولها، المطالب التي تتداول إعلامياً أخف حدة، وفي مجملها سهلة التطبيق بتكلفة محدودة على قطر، وإن صدقت تلك القائمة التي انتشرت فإن معظم المطالب الجديدة لا تعني إلا تغييرات طفيفة على الأرض، من الممكن إدارتها بحيث تكون غير ذات قيمة، بالنسبة لدول الحصار في حال تم توقيع اتفاقية مرتبطة بهذه المطالب سيكون ذلك كافياً ليعلنوا أن حملتهم المتعثرة على قطر جاءت بنتيجة.
باحث آخر عن مخرج على ما يبدو هو الرئيس الأميركي الذي شكلت هذه الأزمة اختباراً لقدرة إدارته على ضبط إيقاعها، تصريحاته المؤيدة لدول الحصار بادئ الأمر والتصريحات المضادة من طرف الخارجية والدفاع أظهرت للعيان عمق الأزمة الداخلية في إدارة الرئيس الأميركي التي تعصف بها الرياح من كل جانب، واضطر الرئيس إلى التواري عن الأنظار في هذه الأزمة حتى تتولى الخارجية لملمة أحجار اللعبة وترتيبها على الطاولة، ثم بعد أن تجاوزت الأطراف تصريحات ترمب الأولى عاد ترمب ليظهر في الصورة في شكل «صانع الصفقات» من خلال الاتصالات الأخيرة، ولا شك أن الرئيس سينسب أي اتفاق ينهي الأزمة لنفسه، محاولاً حجب الأنظار عن أن تصرفاته غير المدروسة كانت سبباً رئيسياً لنشأتها.
الأزمة بطبيعة الحال لم تنته بعد، وإن كانت المؤشرات تدل على وجود انفراجة ما، إلا أن فشل الاتفاق على المطالب الجديدة وارد، وبالتالي نعود للمربع الأول، ولكن يبدو أن الأزمة وصلت إلى حالة يريد كل الأطراف فيها نهايتها، المؤسف هو أن هذه الأزمة تركت في البنية الاجتماعية الخليجية شرخاً لن يسهل علاجه، إقحام الشعوب بالشكل السافر الفج سنعاني من نتائجه لسنوات وربما عقود قادمة، لذلك على المناشط الشعبية والثقافية الخليجية أن تتفاعل بعد الأزمة لمحاولة رأب الصدع والتطبيع الشعبي للعلاقات، وإن كنت شبه متيقن من أن الأجهزة الرسمية في دول الحصار ستحاول الإبقاء على هذا الشرخ لاستثماره لاحقاً.
بعد انتهاء الأزمة سيعاد تشكيل خارطة التحالفات الإقليمية بلا شك، وسنشهد محاور سياسية جديدة تنشأ وتتبلور، قطر خلال هذه الأزمة استطاعت استثمار تحالفاتها الإقليمية بشكل مناسب، بينما وجدت دول الحصار نفسها في حالة عزلة اختيارية، ستحتاج بعدها إلى إجراءات كثيرة لاستعادة علاقاتها الطبيعية مع أطراف عدة، الأزمة وإن انتهت إلا أننا سنشهد بعدها خليجاً جديداً، وعالماً مختلفاً بعض الشيء.;