أحدث الأخبار
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

الأزمة اجتماعياً

الكـاتب : ماجد محمد الأنصاري
تاريخ الخبر: 20-06-2017


لطالما تمتعت دول الخليج بثروة اجتماعية استثنائية، الترابط العائلي والثقافي بين الشعوب الخليجية قل نظيره عالمياً، لا يكاد يخلو بيت في الخليج من صلة قرابة في دولة خليجية أخرى، وكل القبائل تقريباً ممتدة عبر الحدود الخليجية، وهذا غير أن الارتباط الثقافي بين أبناء هذه الدول عميق، العادات الاجتماعية واللهجات والأنماط الاجتماعية متقاربة إلى حد كبير يجعل من الصعب أحياناً التمييز بينهم، كل ذلك كان دافعاً لهذه الدول لأن تكون رابطاً سياسياً يستفيد من هذه الروابط ويبني عليها، ولكن كما هو الحال في العلاقات السياسية العربية، هذا الترابط السياسي كان متأخراً وبشكل كبير عن نظيره الاجتماعي، بعد عقود من العمل السياسي المشترك وصلنا إلى نقطة عدنا فيها إلى ما قبل المربع الأول، اليوم على المستوى الشعبي، الأمل في منظومة خليجية متماسكة أصبح ضرباً من الخيال، شعوب الخليج اليوم انخفض سقف توقعاتها إلى أن لا تتصاعد الخلافات فقط.
المشكلة في هذه الأزمة أن الساسة في الدول التي افتعلت الأزمة لم يكتفوا بإثارتها على المستوى السياسي، بل كان هناك حرص كبير على الزج بالشعوب في أتون الخلاف، تم ذلك من خلال العديد من الإجراءات، منها مثلاً طرد المواطنين القطريين ومنعهم من الدخول إلى أراضيهم، ومنع مواطنيهم من الدخول إلى الأراضي القطرية في خطوة تهدف على ما يبدو إلى كسر الروابط الاجتماعية بين العائلات المشتركة، وضرب اللحمة الشعبية الخليجية في مقتل، كما تم الدفع بصناع الرأي العام في دولهم لتوجيه الشارع إلى معاداة قطر، وفي الوقت نفسه أصبح مجرد التعاطف مع قطر جريمة يعاقب عليها القانون، وبالتالي أصبح الإنسان العادي في الدول المقاطعة لا يرى إلا ما يرون، ويصعب عليه أن يمد بصره إلى رواية أخرى في أي اتجاه، كل ذلك صنع تحدياً شعبياً خطيراً أمام الثروة الاجتماعية الخليجية.
اليوم بدأنا نرى ثمار هذه الممارسات من خلال توتر العلاقات داخل الأسر الخليجية المختلطة، وانقطاع التواصل الطبيعي بين أبناء البيت الواحد، أما إذا وصلنا إلى أقنية التواصل الاجتماعي الحديثة فنرى حرباً ضروساً على قطر وشعبها وكل ما ينتمي لقطر، هذه الحرب يقودها أصحاب الحسابات الأمنية والوهمية، وزج فيها بالناس العاديين مع تغييب الوعي وتغليب الرواية الرسمية للمقاطعين، ولكن السؤال الأهم هو ما الذي يمكننا أن نتوقعه على المستوى الاجتماعي في حال استمرت الدول الثلاث في موقفها المتصلب؟
ابتداءً سنلاحظ انخفاضاً في التواصل الاجتماعي بين العائلات في دول المجلس المقاطعة وقطر، سيؤثر ذلك على الزيجات المتبادلة وعلى الزيارات واللقاءات وحتى على المواقف الشخصية، كذلك فإن التواصل الثقافي بين العلماء والأكاديميين والدعاة والمثقفين والفنانين في الدول المختلفة سيضعف إذا لم يتوقف، الإمارات مثلاً أصدرت قراراً مؤخراً يمنع مثقفيها من التواصل مع أي شخص أو فعالية لها علاقة بقطر على المستوى الثقافي، واستثنت القطريين من فعالياتها الثقافية، كذلك سنرى حالة من الفتور بل والعداء تحل محل التواصل الإيجابي بين الأصدقاء الذين درسوا معاً في البعثات المختلفة أو في دول الخليج، والذين عملوا معاً وجمعتهم الظروف المختلفة، اليوم تطلب منهم دولهم عدم التعاطف مع قطر أو القطريين، وبالتالي سيصعب «إظهار» المواقف الشخصية المتعاطفة إلا في نطاق شخصي ضيق، ومع تفاقم نتائج الأزمة ستتحول هذه المواقف إلى حالة عامة.
على الساسة في الدول الثلاث أن يعرفوا أنهم لا يشقون الصف سياسياً فقط، بل يهدمون بنية اجتماعية تسبق وجود الكيانات السياسية في المنطقة، واللعب على وتر القبائل وقطع الصلات العائلية لن يعود إلا بالوبال على هذه الدول نفسها، كنا نتمنى أن تكون هذه الأزمة كغيرها صراعاً بين الساسة يكون فيه الشعوب متفرجين كما هي العادة، ولكن يبدو أن من أفلست مشاريعه السياسية لم يجد أمامه إلا تخريب العلاقات الاجتماعية سلاحاً.;