أحدث الأخبار
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:52 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

هجمات لندن المجنونة وأسرار التوقيت

الكـاتب : محمد عايش
تاريخ الخبر: 06-06-2017

استعراض سريع للخط الزمني الخاص بالعمليات الإرهابية التي نفذها تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) خلال الفترة الأخيرة، يؤدي بنا الى نتيجة بالغة الأهمية، وهو أن التنظيم يُركز عملياته واستهدافه للدول الأوروبية التي تقترب من الانتخابات، وهذا ما يمكن أن يُفسر جزئياً الهجمات الإرهابية التي ضربت ألمانيا وفرنسا، والتي تضرب بريطانيا الآن، بعد الاعلان عن الانتخابات المبكرة.
بدت هذه الفرضية أكثر بروزاً في العملية الإرهابية التي ضربت برلين ليلة عيد الميلاد المجيد من العام الماضي، عندما تبين أن الارهابي الذي نفذها كان يعيش في إيطاليا وجاء الى ألمانيا بغرض تنفيذ الهجوم، ومن ثم تبين أنه هرب عائداً إلى إيطاليا ذاتها، حيث قتلته الشرطة الإيطالية في مدينة ميلانو شمال البلاد، وهو ما يعني أن المهاجم كان يقصد استهداف ألمانيا، رغم أن ايطاليا كانت في متناول اليد، والفرق الوحيد بين البلدين أن ألمانيا كان قد تبقى على انتخاباتها نحو 10 شهور فقط.
إذا سلمنا، وسلَّم معنا القراء بهذه النتيجة، أو بهذه الفرضية، فان السؤال الذي يطرح نفسه ويصبح ملحاً سيكون: ماذا يريد تنظيم داعش من استهداف الدول الغربية المقبلة على انتخابات؟ وما علاقة عملياته الإرهابية المجنونة بالعمليات الانتخابية في الدول الديمقراطية؟
والجواب على هذا السؤال لا يبدو صعباً أو معقداً، فالدول التي تتعرض لهجمات إرهابية مجنونة تقوم على قاعدة القتل الأعمى، سوف يجنح الناخبون فيها نحو اليمين المتطرف، وبعضهم سوف يجنح نحو القوى المتطرفة أو التكتلات العنصرية، وهو ما يبدو أن تنظيم «داعش» يطمح له ويهدف الى تحقيقه. الاستراتيجية القتالية التي يقوم بها تنظيم «داعش» بات من الواضح أنه تقوم على تصعيد اليمين في أوروبا والعالم، من أجل إشعار المسلمين بانهم مضطهدون ومستهدفون، وبالتالي يتم إقناع أعداد أكبر من هؤلاء المسلمين بأن ينضموا الى صفوف التنظيم، وباختصار فان صعود اليمين المتطرف في العالم الغربي يُعجل في المفارقة التي يريدها الدواعش ويجعلهم يجدون مبرراً للحرب التي يخوضونها ضد المدنيين الأبرياء في مختلف دول العالم. من البديهي والمُسلَّم به أن اليمين المتطرف هو المستفيد الوحيد سياسياً من الهجمات الارهابية التي تضرب البلاد والعباد في كل مكان، خاصة في أوروبا، لأن طروحات اليمين تقوم على أساس الانغلاق، وعدم استقبال المهاجرين أو اللاجئين، والابتعاد عن سياسات الانفتاح، وهؤلاء يلجأ اليهم الناخب المصدوم من العمليات الارهابية التي يتبين بأن مسلمين باسم الدين ينفذونها.
الضربات التي استهدفت لندن، وقبلها بعشرة أيام حفلاً فنياً في مانشستر أغلب ضحاياه من الأطفال الأبرياء، الذين لم يسمعوا عن السياسة شيئاً في حياتهم، هذه الهجمات تأتي قبل فترة وجيزة من الانتخابات البرلمانية المهمة التي تجري في بريطانيا، ولا يمكن أن يصب هذا الارهاب من الناحية السياسية والانتخابية إلا في صالح الانعزاليين من أحزاب اليمين المتطرف، الذين يطالبون بوضع قيود على الهجرة، ويستهدفون وجود الجالية المسلمة في بريطانيا بشكل أو بآخر.
وخلاصة القول هنا هو إن جزءاً مهماً من الحرب على الإرهاب يجب أن يكون في توعية المجتمعات الغربية والحفاظ على انفتاحها وديمقراطيتها، حتى لا تجنح نحو التطرف المضاد، وتلتف حول القوى اليمينية فتحقق بذلك ما يريده الدواعش، وتظل دائرة العنف والكراهية تتغذى على بعضها بعضا.