أحدث الأخبار
  • 12:44 . تغييرات إدارية وإقالات مبكرة وجدَل تحكيمي يشعل انطلاقة دوري أدنوك للمحترفين... المزيد
  • 12:42 . العفو الدولية: سياسة تجويع ممنهجة في غزة وسط استمرار المجازر... المزيد
  • 11:53 . نائب حاكم الشارقة يبحث مع مسؤولين مصريين التعاون القضائي والأكاديمي... المزيد
  • 11:44 . عبدالله بن زايد يبحث مع نظيره السعودي المستجدات الإقليمية... المزيد
  • 11:41 . الإمارات تستحوذ على 65% من طائرات "بوينغ" المسلّمة للشرق الأوسط في 2025... المزيد
  • 06:44 . الرحلة الأخيرة لزعيمة المعارضة البيلاروسية.. كيف أصبحت الإمارات ممراً للاختطاف السياسي؟... المزيد
  • 12:02 . في جريمة جديدة.. الولايات المتحدة تمنع التأشيرات الإنسانية الطبية على أبناء غزة... المزيد
  • 11:58 . الكويت.. القبض على 67 متهما بصناعة الخمور عقب وفاة 23 شخصاً... المزيد
  • 11:50 . بدء دوام المدرسين والإداريين في الإمارات اليوم.. والطلاب من الأسبوع القادم... المزيد
  • 11:44 . 16 شهيداً بنيران جيش الاحتلال في غزة اليوم... المزيد
  • 11:35 . اليمن.. قصف إسرائيلي يستهدف محطة كهرباء بصنعاء... المزيد
  • 01:28 . سفير الاحتلال لدى أبوظبي يواصل إغضاب المسؤولين الإماراتيين... المزيد
  • 08:10 . تعليقاً على لقاء ترامب وبوتين.. قرقاش: للإمارات دور محوري بين روسيا وأوكرانيا... المزيد
  • 05:55 . البديوي يبحث مع نائب وزير خارجية التشيك التعاون الثنائي ومستجدات المنطقة... المزيد
  • 11:55 . "رويترز": جنوب السودان يناقش مع الاحتلال الإسرائيلي تهجير فلسطينيين إلى أراضيه... المزيد
  • 11:50 . 178 يوماً للتمدرس في العام الدراسي الجديد... المزيد

المشككون الجدد

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 26-05-2017


رحم الله الفيلسوف الدكتور عبدالرحمن بدوي الذي ندم في أواخر حياته على مخاصمته للدين طوال أكثر من نصف قرن، بعد أن درس الإسلام بصورة واسعة وعميقة، من مصادره الأصلية، وأخذ معارفه عنه من متخصصين ذوي ثقة، وليس من مستشرقين أو أشخاص مغرضين، فتخلى عن كل ما سبق أن كتبه من آراء تتصادم مع العقيدة الإسلامية، بل جنّد نفسه لخدمة الدين الإسلامي والدفاع عن القرآن الكريم. وهذا ما فعله أيضاً كثير ممن درسوا الإسلام فزالت عن عيونهم الصورة المشوهة حوله، وانخرطوا في خدمته والدفاع عنه.

والظاهرة التي نلاحظها اليوم في العالم العربي أن بعض المثقفين والمفكرين من أبناء التيارات والأيديولوجيات المختلفة، عندما يجدون أنفسهم غير قادرين على الإبداع والتجديد في مجالاتهم، وأنهم أصبحوا في زوايا النسيان، غالباً ما يتجهون إلى الدين باحثين عن معارف ومصادر وأشخاص يشوهونه من خلالها، وافتعال ضجة من خلال آراء وتصريحات شاذة، على أساس أن ذلك يمثل تجديداً في الخطاب الديني.. بيد أن الهدف الأساسي هو لفت الأنظار إليهم. وهم غالباً ما يقومون بذلك لعدم علمهم بحقيقة المكانة السامية التي يمثلها رموز التاريخ الإسلامي، من علماء ومجتهدين ومفكرين وقادة.. فيسارعون إلى الكتابة والتصريح ضد هؤلاء بغية الإساءة والإثارة. والحقيقة أن جهلهم بهؤلاء، وبحقيقة الإسلام وتاريخه ككل، دفعهم للوصول إلى مثل هذه المرحلة من استهداف علماء الإسلام وأبطاله، وحتى بعض معتقدات أهله. وهذا النيل لم يأت عفوياً أو من فراغ، بل جاء نتيجة التأثر بما كتبته أو قالته أجيال من المستشرقين ظلت تحاول دفع المجتمعات المسلمة إلى اعتناق مركب الشك في الدين.

وللأسف فإن «المشككين الجدد» يظنون أن هذا الطريق سوف يفتح لهم أبواب الشهرة، والحقيقة أنه قد يفتح أبواب التطرف وثقافة رفض الآخر. فالتجديد في الخطاب الإسلامي قضية محسومة منذ بداية الدعوة الإسلامية، قبل أن يدخل هؤلاء بمزايداتهم الخاطئة وشطحاتهم الفكرية وتصريحاتهم الشاذة. فالتجديد في الخطاب الإسلامي، كما يقول فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، من لوازم الشريعة الإسلامية، وقد بدأ مع بداية الإسلام، وأول مجدد فيه هو رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم نفسه. ثم يوضح الدكتور الطيب قائلاً: «إن أركان الإسلام جاءت بطريقة جديدة، وإن الرسول لم يعلن عن الإسلام دفعة واحدة، وإن بناء الإسلام جاء بالتدريج حتى اكتمل، وإن كثيراً من الأحكام ظهرت ثم نسخت وبعضها حذف وبعضها شُذب». ويضرب مثالاً على ذلك بالربا والخمر، ثم يضيف: لقد استمر التجديد في عهد الصحابة، حتى أنهم أجمعوا على وقف سهم من مصارف الزكاة مذكور في القرآن، حيث أجمعوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم على وقف الصرف لهذا السهم مع أنه مذكور في القرآن، وهذا من التجديد لأنهم أدركوا أن الحكم مرتبط بعلة وهذه العلة لم تعد موجودة.. وسار على هذا علماء الأمة.

لكن بعض «التأصيلات» تجانب الصواب حين تطلع بها عقول مسيسة تفتقر لفهم الدين ومقاصده الكبرى.. وهذا هو سبب اتساع مثل هذه الظاهرة الخطيرة.