أحدث الأخبار
  • 02:42 . مسؤول إيراني: احتمال اندلاع حرب جديدة مع "إسرائيل" وارد... المزيد
  • 12:44 . تغييرات إدارية وإقالات مبكرة وجدَل تحكيمي يشعل انطلاقة دوري أدنوك للمحترفين... المزيد
  • 12:42 . العفو الدولية: سياسة تجويع ممنهجة في غزة وسط استمرار المجازر... المزيد
  • 11:53 . نائب حاكم الشارقة يبحث مع مسؤولين مصريين التعاون القضائي والأكاديمي... المزيد
  • 11:44 . عبدالله بن زايد يبحث مع نظيره السعودي المستجدات الإقليمية... المزيد
  • 11:41 . الإمارات تستحوذ على 65% من طائرات "بوينغ" المسلّمة للشرق الأوسط في 2025... المزيد
  • 06:44 . الرحلة الأخيرة لزعيمة المعارضة البيلاروسية.. كيف أصبحت الإمارات ممراً للاختطاف السياسي؟... المزيد
  • 12:02 . في جريمة جديدة.. الولايات المتحدة تمنع التأشيرات الإنسانية الطبية على أبناء غزة... المزيد
  • 11:58 . الكويت.. القبض على 67 متهما بصناعة الخمور عقب وفاة 23 شخصاً... المزيد
  • 11:50 . بدء دوام المدرسين والإداريين في الإمارات اليوم.. والطلاب من الأسبوع القادم... المزيد
  • 11:44 . 16 شهيداً بنيران جيش الاحتلال في غزة اليوم... المزيد
  • 11:35 . اليمن.. قصف إسرائيلي يستهدف محطة كهرباء بصنعاء... المزيد
  • 01:28 . سفير الاحتلال لدى أبوظبي يواصل إغضاب المسؤولين الإماراتيين... المزيد
  • 08:10 . تعليقاً على لقاء ترامب وبوتين.. قرقاش: للإمارات دور محوري بين روسيا وأوكرانيا... المزيد
  • 05:55 . البديوي يبحث مع نائب وزير خارجية التشيك التعاون الثنائي ومستجدات المنطقة... المزيد
  • 11:55 . "رويترز": جنوب السودان يناقش مع الاحتلال الإسرائيلي تهجير فلسطينيين إلى أراضيه... المزيد

تجاهل.. وامض لبعض الوقت!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 04-04-2017


أغمض عينيك عن أشياء كثيرة، تجاهلها وامض، أنت تعلم أنها هناك، وتعلم أنها خطأ وأنها مثيرة للأعصاب، كما تعلم أنها كثيرة جداً، وتحتاج لمن يقف لها بالمرصاد ليعدل المعوج منها ويصحح الخطأ، ويثور على ما يدفع للتوتر، أنت تعلم الوضع الصحيح الذي من المفترض أن يكون، وتتمنى أن يكون، لكن تذكر المثل (ما كل ما يتمنى المرء يدركه) فإذا أردت أن تكون هانئاً وسعيداً، تغلب عافيتك سقمك وهدوؤك عصبيتك، فتذكر قول الإمام أحمد (تسعة أعشار العافية في التجاهل)، التجاهل الذي لا يعني السكوت على الخطأ أو التجاوزات الأخلاقية أو الظلم، لكن تجاهل الوقوف عند كل حدث وكل ملاحظة وكل تصرف عابر أو كلمة خاطفة!

ذات يوم قدمت الزوجة لعائلتها على الفطور بسكويتاً بدا محروقاً وغير معد بالشكل المطلوب، أما الابن فاعتذر عن تناوله بحجة أنه سيتناوله لاحقاً، وأما الأب فامتدح بسكويت زوجته بشكل أثار استغراب الابن واعتبر والده كاذباً أو مجاملاً بشكل غير مقبول، الأب شرح لابنه لاحقاً الأمر قائلاً: لقد تعبت أمك في إعداد قالب البسكويت، وكانت تود أن يكون كما ينبغي، وحين قدمته لنا كانت على علم أن به عيباً واضحاً وربما كانت تتوقع شيئاً من الاستياء أو النقد، مع ذلك فنحن لم نفعل ذلك، نحن تذكرنا تعبها وتجاهلنا العيب، ذلك أثر فيها بلاشك ولم ينقص منا شيئاً، أحياناً علينا أن نغمض أعيننا عن بعض العيوب في مقابل الكثير من الحسنات، قالب حلوى محروق لا يضر في مقبل سنوات من الوجبات اللذيذة والتعب المضني !

لا وجود لإنسان ميكانيكي يقوم بكل شيء بمثالية ولا يخطئ، لا توجد أحداث تأتي مفصلة على هوانا، لا يوجد أزواج، أصدقاء، أبناء، جيران، زملاء عمل.. مثاليون كما نحب وكما نريد، لأننا لسنا مثاليين كما يتطلب الآخرون، لذلك فحين نغمض أعيننا ونتجاهل تلك العيوب الصغيرة والزلات والهفوات الصادرة عنهم، فلأنهم في المقابل يتجاهلون ويغمضون أعينهم عن الكثير من عيوبنا ويتقبلوننا كما نحن، لتمض القافلة بأقل قدر من الخسائر وبأكبر قدر ممكن من الرضا!

كثير من الصداقات تفشل لأننا نريد أصدقاء بمواصفاتنا نحن لا كما هم في الحقيقة، ونظل ننقب في سلوكهم وأخطائهم حتى تكبر عيوبهم فلا نعود نرى حسناتهم، وتفشل الزيجات للسبب نفسه، ونتصارع مع زملائنا لأننا لا نغض الطرف عن أخطائهم، ونهجر جيراننا لأننا ننتقدهم دائماً، وهكذا حتى تصير الحياة كثقب ضيق لا يتسع لنا وللآخرين.. بينما الحياة مجموعة من البشر يعانون من ضعف بشريتهم مثلنا، لذاك فنحن نحتمل الحياة حين نعبرها سوياً معهم!