أحدث الأخبار
  • 10:16 . صحوة متأخرة للضمير الأوروبي... المزيد
  • 10:05 . "فلاي دبي" تستأنف رحلاتها إلى دمشق بعد 12 عاماً من التوقف... المزيد
  • 07:36 . قوات الاحتلال تطلق النار على دبلوماسيين في جنين.. وإدانات دولية واسعة... المزيد
  • 07:17 . بجوائز تبلغ 12 مليون درهم.. إطلاق الدورة الـ28 من جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم... المزيد
  • 06:50 . لماذا تُبقي الشركات على المدير السيئ؟... المزيد
  • 12:34 . "رويترز": القيادة السورية وافقت على تسليم متعلقات كوهين لـ"إسرائيل"... المزيد
  • 11:31 . فرنسا وبريطانيا وكندا تتجه للاعتراف بدولة فلسطين... المزيد
  • 11:25 . الاتحاد الأوروبي يرفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا.. والتعاون الخليجي يرحب... المزيد
  • 11:14 . أبوظبي تقحم نفسها كلاعب أساسي في إدخال المساعدات إلى غزة... المزيد
  • 07:34 . "سي إن إن": "إسرائيل" تستعد لضرب منشآت نووية إيرانية... المزيد
  • 07:31 . ترقية قائد الجيش الباكستاني إلى مارشال بعد اشتباكات الهند.. فمن هو عاصم منير؟... المزيد
  • 09:43 . السودان يتهم أبوظبي بالوقوف وراء هجوم بورتسودان... المزيد
  • 05:24 . "علماء المسلمين” يعتبرون إبادة غزة جريمة إنسانية ويطالبون بانتفاضة عاجلة... المزيد
  • 11:56 . انطلاق الدورة الرابعة من "اصنع في الإمارات" في أبوظبي... المزيد
  • 11:56 . تحوّل "كلية ليوا" إلى "جامعة ليوا" بعد اعتماد رسمي من وزارة التعليم العالي... المزيد
  • 11:16 . ترامب يشيد بالعلاقات مع الإمارات وقطر والسعودية... المزيد

«وحده الوقت يكشف الحقيقة..!»

الكـاتب : عبد الله الشويخ
تاريخ الخبر: 16-03-2017


كنت أتبادل أطراف الحديث مع صديق بريطاني جداً، بريطاني مسلم يقيم في الدولة، وأخذنا الحديث كالعادة إلى التاريخ والسياسة فالدين؛ ولأنه الشيء الوحيد الذي نتميز به عن الآخرين من الشعوب الأممية، فقد ذكرت له أثناء الحديث أن عليه ألا ينسى أن الرسالة السماوية قد نزلت علينا.. لم يكن الحديث حساساً بالنسبة إليه كونه متبحراً في دينه الجديد.. أوقفني الزميل عند هذه النقطة وقال لي: تؤ تؤ تؤ! وهو يشير بإصبعه على طريقة بندول الساعة المقلوب، وأوضح لي أنه يؤمن بأن الرسالة السماوية لو أنها كانت قد أنزلت على الشعب الإنجليزي «لانتهى كل شيء في حينه»، بحسب تعبيره، لأن كل شيء في هذا العالم كان سيكون «بيرفيكت» مباشرة، وهذا يتناقض مع طبيعة الحياة والتحديات والاختبارات والصعوبات التي يجب أن يمر بها البشر في رحلتهم الأزلية.. انتقمت من أفكار زميلي المهينة بطريقتي بأن أشرت للنادل من طرف خفي بأن يضع الفاتورة أمامه، وأخبرته بأنه حديث عهد بالدين وعليه الاستغفار والتوبة.. لم يبقَ إلا هذا الشرف يريدون أن يأخذوه منا!

بعدها بساعات كنت أجلس مع زميل آخر في أحد المهرجانات الأدبية التي تقدم مرطبات جيدة على هامش الثقافة، لا تحتاج معها للإشارة بأي شيء للنادل، وذكرت له الحوار الذي دار بيني وبين الزميل البريطاني، فأوضح لي أن الاعتزاز الكبير بالـ«أجلزة»، وهي المقابل اللغوي للعروبة، هو ملمح طبيعي ورئيس من ملامح الشخصية البريطانية، وأهداني رواية جميلة للكاتب الإنجليزي جداً جيفري أرشر، الذي كنا نقرأ الروايات المترجمة له قبل أن تكتشف دار «غريم الفرزدق» أن ترجمة سلاسل أسرار النجاح والقوة الخفية ودر الفعل الفعال أكثر رواجاً من الروايات المترجمة، فتم إيقاف مشروع الترجمة إلى أن تلقفته دار نشر أخرى آمل ألا تغير رأيها قريباً وتفاجئنا بسلسلة إدارية سخيفة أخرى، الرواية تحمل اسم «وحده الوقت يكشف الحقيقة»، وبها الكثير من الاعتداد والحديث عن الطريقة التي يجب أن تتصرف بها لتكون رجلاً إنجليزياً.

وعلى الرغم من أن المؤلف كان متواجداً في المهرجان وسيرته الذاتية ليس بها شيء مما يدعو إليه، فإن الناقدين يفصلون بشكل كامل بين شخصيته كمؤلف وبين ما يدعو له أو يذكره في رواياته.. هذا شيء وذلك شيء آخر.. لم عليّ أن أفسد متعة القراءة عن أخلاق الفارس الإنجليزي لمجرد أن الكاتب كانت له شطحات ونطحات شخصية لا تعنيني في حياته؟!

نظرية يقول صديق ثالث لي يسبقني بالإشارة إلى النادل أن يأتيه، بأننا لو طبقناها على ما نسميهم برجال الدين لدينا، وهي تسمية لم يطلبوها ولكننا ألصقناها بهم، لتوقفنا عن التوقع بأنهم يجب أن يتصرفوا بملائكية.. ولفصلنا بين ما ينقلونه لنا من معرفة وبين تصرفاتهم كأشخاص.. ولارتحنا وأرحناهم وتركنا كل شيء للوقت.. ذلك الذي وحده يكشف حقيقة كل شيء!