أحدث الأخبار
  • 10:16 . صحوة متأخرة للضمير الأوروبي... المزيد
  • 10:05 . "فلاي دبي" تستأنف رحلاتها إلى دمشق بعد 12 عاماً من التوقف... المزيد
  • 07:36 . قوات الاحتلال تطلق النار على دبلوماسيين في جنين.. وإدانات دولية واسعة... المزيد
  • 07:17 . بجوائز تبلغ 12 مليون درهم.. إطلاق الدورة الـ28 من جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم... المزيد
  • 06:50 . لماذا تُبقي الشركات على المدير السيئ؟... المزيد
  • 12:34 . "رويترز": القيادة السورية وافقت على تسليم متعلقات كوهين لـ"إسرائيل"... المزيد
  • 11:31 . فرنسا وبريطانيا وكندا تتجه للاعتراف بدولة فلسطين... المزيد
  • 11:25 . الاتحاد الأوروبي يرفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا.. والتعاون الخليجي يرحب... المزيد
  • 11:14 . أبوظبي تقحم نفسها كلاعب أساسي في إدخال المساعدات إلى غزة... المزيد
  • 07:34 . "سي إن إن": "إسرائيل" تستعد لضرب منشآت نووية إيرانية... المزيد
  • 07:31 . ترقية قائد الجيش الباكستاني إلى مارشال بعد اشتباكات الهند.. فمن هو عاصم منير؟... المزيد
  • 09:43 . السودان يتهم أبوظبي بالوقوف وراء هجوم بورتسودان... المزيد
  • 05:24 . "علماء المسلمين” يعتبرون إبادة غزة جريمة إنسانية ويطالبون بانتفاضة عاجلة... المزيد
  • 11:56 . انطلاق الدورة الرابعة من "اصنع في الإمارات" في أبوظبي... المزيد
  • 11:56 . تحوّل "كلية ليوا" إلى "جامعة ليوا" بعد اعتماد رسمي من وزارة التعليم العالي... المزيد
  • 11:16 . ترامب يشيد بالعلاقات مع الإمارات وقطر والسعودية... المزيد

تجربة قارئ أعمى وعظيم!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 03-03-2017

بين يدي هذه الأيام كتاب ممتع، جدير بالقراءة والتفكر، يحكي فيه مؤلفه ألبرتو مانغويل، تجربته مع شاعر الأرجنتين الكبير بورخيس، هذا الكاتب والشاعر الذي ولد في العام 1899 وأصبح من أبرز كتاب عصره ونال جائزة نوبل، وفقد بصره في نهاية أعوامه الخمسين وظل ينتج أدباً رفيع المستوى وهو أعمى حتى وفاته عام 1986، لهذا الشاعر مع العمى والأدب والقراءة تاريخ عميق وعلاقة قل أن تحظى بتوقفنا، مع أنها جديرة بأن تكون درساً إنسانياً وثقافياً شاهقاً لأولئك الذين يطلب منهم تعليم طلابهم وأبنائهم شيئاً عن أهمية القراءة والثقافة في حياة الإنسان والمجتمع!

يقول ألبرتو مانغويل، كنت شاباً يعيش طيش المراهقة واعتداد السنوات الفائرة في تلك الفترة التي كان فيها بورخيس يفقد بصره تدريجياً قبل أن يقتحم دنيا الظلام اللا نهائي، دخل علينا في المكتبة التي كنت أعمل فيها وبادرني بثقة واضحة قائلاً : «هل يهمك أن تقرأ بصوت مسموع على بورخيس ساعتين في اليوم وبأجر مدفوع؟»، ولم يكن بورخيس يعني لي كثيراً في ذلك العمر، قبلت دون أي شعور بخطورة وأهمية ما أنا مقدم عليه، وهل هناك أهم من الجلوس والقراءة لرجل اسمه بورخيس في ذلك الزمان!

لقد آمن بورخيس بأنه سيكون كاتباً عظيماً منذ طفولته في بريطانيا هو الأرجنتيي الذي تتصل جذوره من جهة الأم بالإنجليز، ولذلك ارتبط بالكتب طوال عمره، صار شاعر الأرجنتين الأشهر وكاتبها العبقري والرجل الذي تطلبه كبريات الجامعات، ألف وكتب ونال الجائزة الأدبية الأرفع، وحين ابتلي بالعمى كحال جده ووالده، ذهب ساعياً للكتاب واستأجر من يقرأ له في شقته!

من تجربة القراءة لبورخيس أصبح مانغويل أشهر كاتب متخصص في الكتابة عن القراءة والكتب والمكتبات، ومن تجربة القراءة أصبحنا أمة ذات شأن ولانزال حتى اليوم نقرن تاريخنا بهوية القراءة فنقول نحن أمة اقرأ!

الذين تساءلوا عن سبب إطلاق الشيخ محمد بن راشد لمبادرة القراءة وعن الفائدة التي ستجنيها الإمارات منها، فاتهم أن القراءة ليست مجرد مبادرة وأنها ليست تجارة، فاتهم أن الحياة كتاب عظيم كل يكتبه بحسب همته وأحلامه وقدراته، فاتهم أن القراءة مشروع قادر على إعادتنا كأمة إلى مجرى تيار الحضارة، بعد أن ألقت بنا الأحداث والهزائم جانباً، فاتهم أننا لن نعود إلى حلبة الحياة كفاعلين لا متفرجين إلا إذا صار الكتاب محور ارتكاز في حياتنا، بخلاف ذلك سنظل بلا قيمة في مسيرة الحضارة وفي نظر أنفسنا وموازين الآخرين!