أحدث الأخبار
  • 10:16 . صحوة متأخرة للضمير الأوروبي... المزيد
  • 10:05 . "فلاي دبي" تستأنف رحلاتها إلى دمشق بعد 12 عاماً من التوقف... المزيد
  • 07:36 . قوات الاحتلال تطلق النار على دبلوماسيين في جنين.. وإدانات دولية واسعة... المزيد
  • 07:17 . بجوائز تبلغ 12 مليون درهم.. إطلاق الدورة الـ28 من جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم... المزيد
  • 06:50 . لماذا تُبقي الشركات على المدير السيئ؟... المزيد
  • 12:34 . "رويترز": القيادة السورية وافقت على تسليم متعلقات كوهين لـ"إسرائيل"... المزيد
  • 11:31 . فرنسا وبريطانيا وكندا تتجه للاعتراف بدولة فلسطين... المزيد
  • 11:25 . الاتحاد الأوروبي يرفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا.. والتعاون الخليجي يرحب... المزيد
  • 11:14 . أبوظبي تقحم نفسها كلاعب أساسي في إدخال المساعدات إلى غزة... المزيد
  • 07:34 . "سي إن إن": "إسرائيل" تستعد لضرب منشآت نووية إيرانية... المزيد
  • 07:31 . ترقية قائد الجيش الباكستاني إلى مارشال بعد اشتباكات الهند.. فمن هو عاصم منير؟... المزيد
  • 09:43 . السودان يتهم أبوظبي بالوقوف وراء هجوم بورتسودان... المزيد
  • 05:24 . "علماء المسلمين” يعتبرون إبادة غزة جريمة إنسانية ويطالبون بانتفاضة عاجلة... المزيد
  • 11:56 . انطلاق الدورة الرابعة من "اصنع في الإمارات" في أبوظبي... المزيد
  • 11:56 . تحوّل "كلية ليوا" إلى "جامعة ليوا" بعد اعتماد رسمي من وزارة التعليم العالي... المزيد
  • 11:16 . ترامب يشيد بالعلاقات مع الإمارات وقطر والسعودية... المزيد

مدن الذاكرة ومدن الواقع!!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 02-03-2017

الذين يحبون المدن العتيقة، العميقة الأثر في نفوسهم وذاكرتهم وفي تاريخ الإنسانية والزمن، يظلون أوفياء لهذا الحب، خاصة إذا شهدت هذه المدن أحداثاً ومحطات فارقة في حياتهم، كأن يكونوا قد قضوا أجمل سنوات حياتهم فيها أثناء دراستهم الجامعية مثلاً، أو يكونوا قد صادفوا حب حياتهم هناك، أو تعرفوا على العالم وأدركوا حقائق الحياة فيها، أو تشاركوا مع أصدقاء العمر أجمل لحظات الشقاوات التي لا تنسى.

تلك المدن التي تقدمنا للعالم بمدارك ومعارف وثقافات وعلاقات ترتبها لنا أو تمنحنا إياها، تظل مدن الذاكرة التي لا تنسى، من ذا ينسى أنه عاش في تلك المدينة العريقة سنوات شبابه الغض وفي شوارعها وأزقتها مشى متمهلاً يرتشف العمر لحظة بلحظة ويعب من كأس الحياة رائقاً هانئاً.

تلك المدن الشاهقة في الذاكرة لا تنسى أبداً، لا ينساها عشاقها وان تباعد عهدهم بها، وان هجروها وما عادوا يشدون إليها الرحال، لكنهم إنما يبتعدون عنها لتبقى قريبة في قلوبهم، ولتبقى حية ونابضة وحميمة كما عرفوها، انهم لا يذهبون إليها اليوم لأنهم ما زالوا يعيشون فيها ولكن في الأمس، لأنهم يريدونها أن تبقى كما كانت في داخلهم، تماماً كمن يقبض على الزمن في صوره.

 ويظل وفياً لتلك اللحظة ناسياً ان الزمن يتغير والأشخاص الذين في الصورة يكبرون ويهرمون ويتغيرون، وهكذا المدن أيضاً، إنها تكبر وتهرم وتصيبها أمراض وآفات لا تخطر على البال، عشاقها وحدهم من لا يريدون أن يصدقوا أو يواجهوا ذلك فيبتعدون عنها ليبقوا قريبين منها!

كنت أسير في طرقات مدينة جبيل اللبنانية ذات صيف بهي، لم يكن رفيق الحريري قد قتل بعد، ولم تنقلب الدنيا بعد، وكان لبنان ما يزال يتنفس أياماً هانئة بعد اتفاق الطائف وانتهاء الحرب الأهلية، في جبيل كان صبي يبيع صوراً فوتوغرافية مكبرة بالأبيض والأسود على ناصية الشارع في السوق القديم، ابتعت منه ثلاث صور لبيروت تعود لمنتصف الثلاثينيات من القرن الماضي، شهقت وسقطت من عيني دمعة!

كيف لم يمنحني القدر فرصة ان أعيش أو أرى لبنان الأربعبينيات والخمسينيات والستينيات؟ كيف لم أتمش في تلك الشوارع اللامعة ولم أجلس على تلك المقاهي على الطراز الفرنسي، كيف لم أقابل تلك السيدة في كامل أناقتها وهي تعبر ساحة النجمة أو ذلك الرجل، وهو ينتظر الترام مرتدياً بدلته وقبعة الرأس وواقفاً بأبهة لا تشبه رجل الشارع العادي في أي عاصمة عربية اليوم!!

القاهرة التي هربت من أحد أحيائها منذ فترة وأنا أكاد أختنق، حتما ليست هي قاهرة الأيام الخوالي عندما كانت أجمل عواصم الدنيا، شوارعها وناسها، ومقاهيها التي يديرها اليونانيون الخواجات الذين تعرفنا عليهم في أفلام الأبيض والأسود.