أحدث الأخبار
  • 11:10 . عبدالله بن زايد يبحث مع نظيره الأذربيجاني تعزيز فرص التعاون... المزيد
  • 11:03 . مقتل جنديين في هجوم على قاعدة جوية روسية في سوريا... المزيد
  • 10:57 . طالب إماراتي يحصد المركز الأول في الكيمياء بمعرض "ISEF"الدولي... المزيد
  • 10:54 . أمريكا: مقتل موظفيْن بسفارة الاحتلال الإسرائيلي في إطلاق نار أمام المتحف اليهودي بواشنطن... المزيد
  • 10:16 . صحوة متأخرة للضمير الأوروبي... المزيد
  • 10:05 . "فلاي دبي" تستأنف رحلاتها إلى دمشق بعد 12 عاماً من التوقف... المزيد
  • 07:36 . قوات الاحتلال تطلق النار على دبلوماسيين في جنين.. وإدانات دولية واسعة... المزيد
  • 07:17 . بجوائز تبلغ 12 مليون درهم.. إطلاق الدورة الـ28 من جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم... المزيد
  • 06:50 . لماذا تُبقي الشركات على المدير السيئ؟... المزيد
  • 12:34 . "رويترز": القيادة السورية وافقت على تسليم متعلقات كوهين لـ"إسرائيل"... المزيد
  • 11:31 . فرنسا وبريطانيا وكندا تتجه للاعتراف بدولة فلسطين... المزيد
  • 11:25 . الاتحاد الأوروبي يرفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا.. والتعاون الخليجي يرحب... المزيد
  • 11:14 . أبوظبي تقحم نفسها كلاعب أساسي في إدخال المساعدات إلى غزة... المزيد
  • 07:34 . "سي إن إن": "إسرائيل" تستعد لضرب منشآت نووية إيرانية... المزيد
  • 07:31 . ترقية قائد الجيش الباكستاني إلى مارشال بعد اشتباكات الهند.. فمن هو عاصم منير؟... المزيد
  • 09:43 . السودان يتهم أبوظبي بالوقوف وراء هجوم بورتسودان... المزيد

هل سيختلف ترمب الرئيس عن ترمب المرشح؟

الكـاتب : ماجد محمد الأنصاري
تاريخ الخبر: 24-01-2017


أثار دونالد الترمب منذ اليوم الأول لترشحه الجدل بتصريحاته النارية وعنصريته الفجة ومواقفه السياسية المتأرجحة، وخلال انتخابات حزبه التمهيدية كان الكثيرون في أروقة الحزب يطمئنون رفاقهم بأن هذا العرض الذي يقدمه ترمب هو لصالح قواعد الجمهوريين وأنه سيقدم نفسه بشكل أكثر توازناً بعد فوزه بترشيح الحزب وبداية حملته ضد الديمقراطيين، فاز ترمب بترشيح الحزب ولم يحدث ما توقعه أولئك الحزبيون، بقي ترمب الاستعراضي واستمر خلال حملته ضد كلينتون بما بدأ به، وخلال الأيام الأخيرة للحملة كانت قيادات الحزب تطمئن النخب السياسية أن ترمب المرشح لن يكون هو ترمب الرئيس، ترمب الرئيس سيواجه ما يمليه عليه الواقع وستتمكن الآلة السياسية من لجمه، تبددت هذه الآمال حين بدأ ترمب في اختيار فريقه السياسي، مجموعة من رجال الأعمال المحافظين والكبار في السن ومعظمهم لا يمتلكون خبرة سياسية تذكر، وبذلك بدأت الحقيقة ترسخ أخيراً في أذهان الساسة الأميركيين، ترمب لن يتغير، ترمب هو ترمب.
أذكر أن أحد الأصدقاء كان يشكك في المواقف المتخوفة من وصول ترمب إلى البيت الأبيض على اعتبار أن الوعود الانتخابية التي يسوقها لا تزيد عن كونها حشداً للأصوات وأنه فور وصوله للبيت الأبيض سيتغير ويلتزم بالخطوط الرئيسية للسياسة الأميركية، وكان ردي عليه أن ذلك ربما يكون صحيحاً على مستوى بعض السياسات الصادمة التي وعد بها مثل بناء جدار على الحدود مع المكسيك ومنع دخول المسلمين، ولكن التوجه العام لسياسته والاتجاه المتمرد لها سيظل موجوداً، وها هو الواقع اليوم يثبت أن الرجل ينوي إدارة الولايات المتحدة الأميركية كما أدار حملته، درجة عالية من التفرد والشخصنة في التعامل مع الخصوم والاستعراضية الخطابية.
ويبقى هناك توقع لدى الكثير من الساسة الأميركيين بأن يهدأ ترمب بعد فترة من ممارسة السلطة ويبتعد عن المواقف الصبيانية التي تتجلى على حسابه في موقع تويتر، والذي بالمناسبة يرفض التخلي عنه لصالح الحساب الرسمي لرئيس الولايات المتحدة، يفترض أولئك أن المعارك التي سيواجهها ترمب مع الكونغرس وأصحاب المصالح والأجهزة الأمنية والعسكرية ستحد من طموحاته وحسه التمردي لصالح رئاسة تقليدية، ولكن هل ستتكسر هذه الآمال على صخرة شخصية ترمب العنيدة؟ هناك مجموعة من السياسات التي ستكون متابعتها مهمة في التعرف على الإجابة عن هذا السؤال.
من أهم الوعود التي قدمها ترمب والتي ربما تعتبر من الأقل تمرداً على البرامج السياسية التقليدية هو إلغاء قانون الرعاية الصحية الذي أقره سلفه، في يومه الأول من السلطة وبعد تنصيبه مباشرة قام ترمب بتوقيع قرار رئاسي موجه لوزراء الصحة والشؤون الإنسانية وغيرها من الوكالات المعنية للتعامل مع قانون الرعاية الصحية بطريقة فضفاضة بما يسمح به القانون نفسه وهي خطوة أولى لسلب القانون من محتواه، المراقبون يشيرون إلى أن هذه رسالة واضحة للمشرعين ولحكام الولايات بأن الرئيس عازم على التخلص من هذا القانون وسيبقى أن نراقب خلال الأيام القادمة الإجراءات العملية تجاه القانون وكيف ستتصاعد أو تتراجع وتيرة التعامل معه.
الجدار الفاصل مع المكسيك كان من أكثر الوعود التي رددها ترمب خلال حملته الانتخابية، هذا الجدار كان المقصد منه هو الحد من الهجرة غير الشرعية من الجار الجنوبي، الفكرة تبدو مضحكة بعض الشيء ولكن تعامل ترمب ومؤيديه معها كان جاداً إلى أبعد حد وعبارة «سوف نبني هذا الجدار» كانت عنصراً راسخاً في خطابات ترمب، وحتى وإن تأخر الجدار في سلم أولويات البيت الأبيض من المهم مراقبة التعامل مع قضية المهاجرين، دأب الجمهوريون على تعقيد الهجرة وإجراءاتها ولكن هل سيتخذ ترمب إجراءات استثنائية من قبيل تسجيل المسلمين في قوائم وزارة الداخلية؟ أم سيتراجع عن وعوده المتطرفة في قضايا الهجرة؟ سنتبين ذلك سريعاً وبعد الانتهاء من التعيينات الرئيسية مباشرة حين تتضح الأجندة التشريعية للرئيس.
الغزل السياسي بين ترمب وبوتن كان مثاراً لسخط الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء خلال الحملة الانتخابية خاصة بعد ثبوت أن روسيا تدخلت من خلال القرصنة الإلكترونية في نشر بيانات مسيئة لكلينتون، ولكن ذلك لم يثنِ ترمب عن الحديث عن إعجابه ببوتن، والآن يشير الكرملين إلى احتمالية لقاء بين الطرفين خلال شهور قليلة، العلاقة مع موسكو ستكون مؤشراً هاماً في إثبات وجود تحول في سياسة ترمب مع وصوله للمكتب البيضاوي.
ترمب أحجية سياسية سيستغرق فهمها سنوات، سواءً في الطريقة التي وصل بها إلى البيت الأبيض أو فيما يستشرف من سياسات وقوانين سيصبغ بها الولايات المتحدة خلال السنوات القادمة، السؤال الذي يبقى اليوم قائماً، هل سينضج ترمب أم أن أميركا والعالم سيجدون في ترمب الرئيس ما جزعوا منه لدى ترمب المرشح؟;