أحدث الأخبار
  • 02:42 . مسؤول إيراني: احتمال اندلاع حرب جديدة مع "إسرائيل" وارد... المزيد
  • 12:44 . تغييرات إدارية وإقالات مبكرة وجدَل تحكيمي يشعل انطلاقة دوري أدنوك للمحترفين... المزيد
  • 12:42 . العفو الدولية: سياسة تجويع ممنهجة في غزة وسط استمرار المجازر... المزيد
  • 11:53 . نائب حاكم الشارقة يبحث مع مسؤولين مصريين التعاون القضائي والأكاديمي... المزيد
  • 11:44 . عبدالله بن زايد يبحث مع نظيره السعودي المستجدات الإقليمية... المزيد
  • 11:41 . الإمارات تستحوذ على 65% من طائرات "بوينغ" المسلّمة للشرق الأوسط في 2025... المزيد
  • 06:44 . الرحلة الأخيرة لزعيمة المعارضة البيلاروسية.. كيف أصبحت الإمارات ممراً للاختطاف السياسي؟... المزيد
  • 12:02 . في جريمة جديدة.. الولايات المتحدة تمنع التأشيرات الإنسانية الطبية على أبناء غزة... المزيد
  • 11:58 . الكويت.. القبض على 67 متهما بصناعة الخمور عقب وفاة 23 شخصاً... المزيد
  • 11:50 . بدء دوام المدرسين والإداريين في الإمارات اليوم.. والطلاب من الأسبوع القادم... المزيد
  • 11:44 . 16 شهيداً بنيران جيش الاحتلال في غزة اليوم... المزيد
  • 11:35 . اليمن.. قصف إسرائيلي يستهدف محطة كهرباء بصنعاء... المزيد
  • 01:28 . سفير الاحتلال لدى أبوظبي يواصل إغضاب المسؤولين الإماراتيين... المزيد
  • 08:10 . تعليقاً على لقاء ترامب وبوتين.. قرقاش: للإمارات دور محوري بين روسيا وأوكرانيا... المزيد
  • 05:55 . البديوي يبحث مع نائب وزير خارجية التشيك التعاون الثنائي ومستجدات المنطقة... المزيد
  • 11:55 . "رويترز": جنوب السودان يناقش مع الاحتلال الإسرائيلي تهجير فلسطينيين إلى أراضيه... المزيد

حلب ليست النهاية..

الكـاتب : أحمد بن راشد بن سعيد
تاريخ الخبر: 14-12-2016


يبدو سقوط شرق حلب وشيكاً، إذ لم تبق فيه إلا جيوب مقاومة قليلة بينما تتقدّم عصابات الأسد والميليشيات الشيعية مرتكبةً أفظع الجرائم بحق المدنيين. تقارير أمميّة تتحدث عن اقتياد الذكور من الأسرى وإعدامهم جماعياً في مشاهد مروّعة تُذكّر بمجزرة سربرنتسا في شرق البوسنة صيف عام 1995. تسقط حلب بعد أن شكّل تحريرها على أيدي الثوار عام 2012 دافعاً معنوياً كبيراً لهم. غير أن انتزاعها من أيديهم لم يكن سهلاً، فلم تكن عصابات الأسد المنهكة قادرة على استعادتها، ولا حتى الميليشيات الشيعية التي خسرت الكثير من أفرادها في الصراع، ولكن القوّة الناريّة للجيش الروسي هي التي صنعت الفرق في مواجهة مجموعات ثوريّة مشتتة قليلة العدد ومفتقرة إلى السلاح المتطور. اتبّع الجيش الروسي استراتيجية «قصف البساط» أو «القصف الشامل» لتدمير كل شيء على الأرض من بشر وحجر، من دون مبالاة بأبسط قواعد الحياة الإنسانية، وأبسط تقاليد الحروب. لم يبق مستشفى واحد في حلب إلا دمّرته القنابل التي يُقال لنا إنها محرّمة دولياً: المظليّة، الفراغيّة، الارتجاجيّة، العنقودية. لم تسلم حتى العيادات الميدانية، وسيارات الإسعاف من القصف. متطوّعو «الخوذات البيضاء» يُقصفون، وقد يُعتقلون ويُعدمون بصفتهم «وكلاء إرهابيين». سقطت اتفاقيات جنيف، وبصقت عليها الهمجيّة. حتى المساجد والمخابز والأسواق أُحرقت بأحدث الأسلحة التي تفتخر بها روسيا، بينما لم يفعل داعمو الحق السوري شيئاً سوى الخطابة، وأشاح الغرب كله بوجهه مصدراً بيانات تذمّر مسطّرة بالنفاق، كالتي ألقتها مراراً، سامانثا بَوَر، سفيرة واشنطن في الأمم المتحدة.
الفظاعات التي شهدتها حلب ستبقى وصمة عار على جبين البشرية في هذا القرن. لم يكن القصف يجري بمعزل عن قصف من نوع آخر، وهو تدمير وسائل الحياة كالماء والطعام والأدوية والكهرباء والمأوى. ستيفن أوبراين، مسؤول العمليّات الإنسانيّة في الأمم المتحدة، حذّر قبل أسبوعين من تحوّل حلب إلى «مقبرة ضخمة»، «مكان لنهاية العالم»، و «عار جيلنا». الآن، يجلّل العار الجميع، لاسيما «أصدقاء الشعب السوري» الذي أداروا ظهورهم لذبح حلب. حلب الآن كومة من الأسمنت المعجون بالدم. ابتهج يا بوتن، فقد استعدت «أمجاد» الإمبراطورية السوفييتية، وأثرت إعجاب الغرب بحداثة أسلحتك، ورفضك المساومة في الحرب على «الإرهاب». اكذب يا بوتن كما تشاء، قل إنّ الثوار قصفوا أنفسهم تارة، وألق اللوم على واشنطن تارة أخرى، أعلن أنك لم تُلق قنبلة واحدة منذ أسبوعين، ثمّ أمطر المدنيين بالقنابل، وازعم أنك لا تعلم مصدر القصف، قل إنها حرب على داعش، ثمّ قل إنها حرب على «جبهة فتح الشام»، ثم قل شيئاً مختلفاً، وأعلن أن الحرب على كل «الإرهابيين» الذين يقاتلون حليفك في دمشق، فلا يوجد شيء اسمه «معارضة معتدلة»، فكل من يحمل السلاح ضد الأسد، فهو إرهابي، بحسب وصف ديمتري بسكوف، المتحدث باسم بوتن، لثوّار حلب. الحملات العسكرية التي يشنّها الهمج تُخاض عادة جنباً إلى جنب مع حملات الأكاذيب المتوحشّة.
سقوط حلب نقطة تحوّل لصالح الأسد الذي بات يسيطر على خمس مدن رئيسة في سوريا، ولكنّها تمثّل ثلث مساحتها فقط. لا تزال مناطق شاسعة في شرق البلاد وجنوبها وعلى حدودها مع تركيا خارجة عن سيطرة السفّاح، ولن يكون بمقدور روسيا وإيران خوض حرب عصابات طويلة الأمد من أجل استعادتها، لاسيما أنّ لكل منهما أجندات لا تتفق بالضرورة مع أجندة الأسد. لن تنتهي المعركة، ولن يُفلت القتَلة. تدمير المجتمعات السنيّة وتشتيتها، وإحلال الميليشيات الشيعية وعائلاتهم محلّها، وهزم ما يسمّيه الغرب «المعارضة المعتدلة»، والشعور بالظلم لدى السوريين السنّة والمتعاطفين معهم في الجوار- كل ذلك سيشكّل وقوداً للثورة. الآن، لا بدّ للثوّار من استراتيجية مختلفة تقوم على تنسيق الجهود، وتقليل الخسائر، واستنزاف العدو. قد تطول المعركة، ولكن لا الشعب السوري، ولا الأمة من ورائه، سوف يستسلمون للغزاة. وكما قال يوسف الخطيب: هنا أمّةٌ
لا هرقلٌ تأبّى/عليها ولا عزّ كسرى عجَمْ/ وإنْ تكُ قد طُويتْ صفحةٌ/فسِفْرُ البطولةِ ما زال جَمْ.;